سباك بشماغه!
الأسبوع الماضي تطرقت في هذه الزاوية إلى فرص العمل المهدرة في قطاعات عديدة من بينها قطاع الإنشاءات خاصة في مهن تسيطر عليها جنسيات أجنبية أغلبها لا يحمل أي خبرات بل تتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامي، واليتامى هنا أنا وأنت. المقصود بهذه المهن السباكة والبناء والتلييس والدهان وغيرها.
كنت أقول – ولا أزال أعتقد – إن هذه الفرص لا تزال خافية على كثير من الشباب، وإن التقصير يأتي منا نحن كمجتمع وكمؤسسات حكومية وأهلية، وإلا فإن لدينا من الشباب من يحلم بالحصول على فرصة عمل ولا يألو جهدا في الحصول عليها.
لكني للأمانة لاحظت من خلال بعض ردود الأفعال التي تلت نشر المقال وجود حساسية لدى البعض من التطرق إلى بعض المهن مثل السباكة بل إن هناك من يأخذا لقضية إلى زاوية أخرى حيث رد قارئ في الموقع الإلكتروني يسألني إن كان لدي الاستعداد للتخلي عن وظيفتي والتحول إلى سباك، ولا أقول هنا إلا أنني لم أطلب أن يترك الناس وظائفهم للتحول إلى مهن أخرى، ولن أرى نفسي في يوم الأيام مثالا يجب الاحتذاء به، بل أنا أحد أفراد المجتمع يؤثر فيّ ما يؤثر فيه، بل أردت القول إن هذه الفرص ذهبية وغير مستغلة ويمكن أن تكون جسرا نحو ملايين فرص العمل وخلق عشرات الآلاف من المهنيين والمؤثرين في القطاع في المستقبل، فيما لو تم استثمار الوقت من خلال مشاريع بين وزارة العمل والمجتمع وبقية القطاعات.
أشير أيضا إلى أنني تلقيت تعليقا من قارئ كريم هو عبد العزيز السلامة تطرق إلى الفكرة ذاتها وذكر أنه قدم نص خطاب تقدم به إلى وزارة العمل حول مشروع توطين الوظائف في مشاريع الإعمار العملاقة وذلك من خلال اقتراحه بقيام الشركات الاعمارية الكبيرة بإنشاء وإدارة معاهد تدريب وتشغيل عمالة سعودية بمساعدة من الدولة. وفي مقترحه الذي ألمح فيه إلى أن الوزارة تجاهلته شدد السلامة على أهمية وجود مظلة إشراف حكومي تجعل الانضمام إلى مجموعة العمل قيمة معنوية ومالية وتسويقية عالية لينجذب إليها الشباب العاطل. واقترح القارئ الكريم تقديم حوافز مالية ومعنوية ووظيفية للعاملين في هذا القطاع من المواطنين.
الزمن يسرقنا .. ومئات الملايين من البشر من أنحاء الأرض يجدون لدينا من فرص العمل ما يجعل كثيرين يدفعون الغالي والنفيس للحضور إلينا والتعلم فوق سطوح منازلنا .. ومليارات الريالات تتطاير سنويا من أيدينا، بينما مئات الآلاف من شبابنا لا يجدون فرصة عمل واحدة في هذا القطاع .. ألا يدل ذلك على وجود خلل .. وخلل كبير أيضا؟