رغم رؤيتي التي قد تتوافق مع ما كان يطرحه ذاك الاتحاد الجميل (الجريء) الدكتور صالح الحمادي، إلا أن الحال مع ابن التمياط غير، حتى لو كان استثنائياً، وحق لنواف الاستثناء. نواف التمياط ، فتى الكرة الذهبي، ليس فقط بمهاراته، لعبه، وقدرته الهائلة على الإمتاع، لكن بأخلاقه وعفويته ونقاء سريرته، قرر الرحيل. احترافي ذاك الفتى منذ وطأت قدماه الملاعب الخضراء، حتى قبل أن يلجنا عالم الاحتراف بشكله الجديد. نجم يعشقه الجميع، حتى غير الهلاليين، لأنه وبكل بساطة نجم (محترم). محترم في لعبه، سلوكياته، ومحترم في حديثه الرسمي وغير الرسمي! هكذا عرفناه، وما شهدنا إلا بما عرفنا!.

إحدى إشكاليات كرتنا المحلية أن هناك من يعمل ليل نهار على استفزاز النجم عله ينزع ثوب الاحترام عنه، ومن ثم يجلده بسياط النقد. البعض يستجلب النجوم إلى وحل القيل والقال، و(الأكشن) الوقتي المثير، لكن نواف كان غير!، لم أقف في حياتي على تصريح استفزازي أو فيه انتقاص من الآخر طيلة مسيرة نواف!، لم يكن (ابن الشمال) يدار بالريموت، بل كان فكره مستقلا، حتى في الملمات الصعبة والأوقات العصيبة!، كان يقول ما يراه صحيحا، لا ما يعتقد الآخرون أنه كذلك!، قد يتفق معهم، ويختلف، لكن بأدب، وهدوء! واحترام ! محترم ذاك (النواف) داخل الملعب وخارجه!، حتى في طريقة اعتزاله كان غير!، اعتزل يوم أحس أن ما كان يقدمه في الماضي لم يعد ممكنا في الحاضر، فقرر الابتعاد عن معشوقته احتراماً لتاريخه الكبير!، ولست في معرض سرد ذاك التاريخ لضيق المساحة، وعظم التاريخ!، هكذا بهدوء انسحب الفتى الذي طالما أمتعنا بكرة قدم حقيقية!، كرة قدم توافرت فيها المهارة والسرعة وقراءة المساحات والتسديد من مسافات بعيدة.

لا يجامل نواف على حساب الكيان، وذاك منبعه الأصل الطيب لذاك (المحترم)! كان وما زال أحد النماذج المميزة في تاريخ كرتنا السعودية. نموذج نواف جاهز ومتوافر للجميع، فخذوه ودرسوه لنشء الغد! لن يكونوا (نواف)، لكن اعملوا على أن يكونوا (محترمين)!.

أعطى الهلال نواف النجومية والتميز والتاريخ، وعامله باحترام كعادته، وأعطى نواف الجميع الاحترام، وكان خير سفير (للاحترام) . ليس المهم أن تكسب أو تخسر. تفوز غداً، وتخسر بعد غد، لكن يبقى الاحترام تاريخاً شاهداً لك. كان نواف محباً ودوداً لذوي الحاجات الخاصة! وكم من هدف شهد على ذلك! وكم من لقطة جاءت ونواف يقدم دروساً في (احترام) النجومية وتقديمها بشكلها المتميز! كم من موقف كان نواف متعباً ومنهكاً، لكنه (يحترم) رغبة الآخر في الاقتراب منه والتقرب بصورة أو ضحكة أو كلمة. لذا، كان (محترماً).

هكذا تكون النجوم يا هلال، ونواف نموذج من نماذجك النيرة والمضيئة. هكذا يكون تبادل الحب بالحب، والوفاء بالوفاء، والعطاء بالعطاء، والاحترام (بالاحترام). يشارك الهلال نواف فرحته الأخيرة، بعد أن أفرح نواف الهلاليين كثيراً. سيرحل نواف، وسيبقى (محترماً)! يبقى (الاحترام)، وتزول (النجومية)، هكذا تقول الحياة!.

نوافذ

* كلنا مع الاتحاد وهو ينازل الكوريين، لأنه للوطن!.

* يخسر الشباب إن فاوض السلطان بعبد ربه!.

* عاد الشلهوب ، فعادت المتعة لأعيننا!.

* أعجبني حديث أحمد البيشي عن وضع القادسية، لامس الجروح وأعطى الحلول، لكن باحترام أيضا.

* الدوري بين الهلال والشباب والاتحاد، وفي الربع الأول من الدور الثاني، سيسقط واحد ويبقى اثنان.

* الدوري محك الأقوياء.