اتفق جميع ممن زاروا معرض سيتي سكيب دبي الأسبوع الماضي، على أن المعرض شهد ركوداً وانخفاضا غير مسبوق في عدد الزوار والعارضين مقارنة بالأعوام الماضية،خصوصاً أن «سيتي سكيب» في الأعوام الماضية كان يعد أكبر حدث عقاري في المنطقة وبوابة الاستثمار العقاري الأولى.

وأنا على مستواي الشخصي أختلف قليلاً مع ذلك الرأي فرغم جميع ما قيل عن «سيتي سكيب دبي» من ركود وانخفاض إلا أنه جاء أفضل من التوقعات بكثير، حيث كان حجم العارضين الذي وصل إلى 800 عارض وعدد الزوار أكثر من المتوقع وهذا قد يعطينا مؤشرا مهما جداً إلى أنه ورغم ذلك الركود في المشاريع العقارية والعدد الهائل من المعروض في الوحدات العقارية هناك وعدم وجود جديد لعرضه إلا أن هناك إصرارا كبيرا وأملا في النجاح والخروج من ذلك الركود بشكل أسرع وبطرق غير تقليدية، وقد يقول البعض أن معظم هؤلاء العارضين ملتزمون بعقود طويلة مع المعرض، وهذا سبب وجودهم وأجيب بكم عددهم وكم يمثلون من مجموع العارضين فمهما زادوا فلن يصلوا إلى النصف.

أنا شخصياً لم أكن أنوي زيارته هذا العام رغم حرصي على ذلك في الأعوام الماضية، ولكن عندما علمت أن هناك حركة تفوق ما توقعته قررت أن أذهب وأرى بنفسي سبب تلك الزيادة غير المتوقعة، كما أنني استطعت ولأول مرة أن أستفيد من «سيتي سكيب»، وذلك بسبب الهدوء النسبي، حيث إنني استطعت أن أقابل عددا كبيرا من رجال الأعمال أصحاب مشاريع عقارية، وأخذت وقتاً أقل بكثير لكي أزور معظم العارضين إذ إنه في العام الماضي كان يعج المعرض بعدد ضخم من الزائرين أغلبيتهم من خارج القطاع العقاري حتى إنه كان من الصعب أن تستطيع أن تقابل إلا عددا محدودا من العارضين بسبب ذلك الحجم الضخم من الزوار.

ونخلص مما سبق إلى أنه يجب علينا أن نأخذ درسين مهمين من «سيتي سكيب دبي» وهما: الإصرار على النجاح رغم العوائق والشائعات، والاستفادة من أي ركود بالتنظيم واقتناص الفرص فكما يقال إن من ثنايا الأزمات تأتي الفرص ولا يجب أن نكون إمعة، نفور مع السوق ونخبت مع الركود.