في الرياض..الإشارة الصفراء تعني التجاوز والخطر

في الرياض..الإشارة الصفراء تعني التجاوز والخطر

تعاني إشارات المرور الضوئية المنتشرة في شوارع العاصمة من تهاون قائدي المركبات، وخصوصا عندما تصبح إشارتها باللون الأصفر الذي يعني ''التهيؤ للوقوف''. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال زيادة سرعة المركبات عند اللون الأصفر للحاق بالإشارة الضوئية قبل إصدارها اللون الأحمر والذي يعني ''التوقف عن السير''، وذلك تهربا من الوقوف في الإشارة بسبب استكثارهم الدقائق المعدودة التي تستغرقها عودة اللون الأخضر لإشارتهم.
كثيرون هم من يخالفون دلالة ألوان الإشارات المرورية، وأولئك دائما ما يجعلون أذهانهم في تهيئ للتجاوز، بحجة عدم حلول اللون الأحمر على الإشارة، وهم بذلك يعرضون أنفسهم للخطر بملء إرادتهم وطيشهم وتهورهم اللا مبرر، لكن المشكلة الأكبر تقع في تعريضهم حياة الآخرين لخطر مماثل لا يقل شأنا عنهم، حيث إن أولئك أصبحوا يبثون الرعب في قلوب من يريد الالتزام بالأنظمة المرورية، الأمر الذي يجبرهم على تجاوز الإشارة خوفا من حصول حوادث مرورية كون المتجاوزين يزيدون سرعتهم حتى في ظل وجود سيارات أخرى أمامهم، وفيما لو تمكن النظاميون من الوقوف، فإنهم معرضون لصخب الأبواق الصادرة من سيارات أولئك المتجاوزين، وقد يتطور الأمر ليصل إلى تعالي الأصوات بألفاظ مختلفة.
ويؤكد المواطن معاذ العمري أنه كاد يقع ضحية لتقيده بأنظمة المرور، ففي الوقت الذي كان يستعد فيه للوقوف أثناء مشاهدته للون الأصفر، قبل أن يصل إلى مسامعه صوت صرير كفرات السيارة التي خلفه والتي أطلق سائقها العنان إلى مكابحها لإيقافها وتجنب الاصطدام به جراء سرعته الزائدة، لافتا إلى تكرار هذه المعاناة معه لأكثر من مرة بسبب التهور الذي يقود به أصحاب المركبات مركباتهم وعدم احترامهم للألوان الصادرة من الإشارات الضوئية. وشدد العمري على ضرورة التقيد بأنظمة المرور وإيقاع أقصى العقوبات لمرتكبي المخالفات وخصوصاً من يتجاوز الإشارة المرورية عمدا، وأضاف ''تجاوز الإشارة باللون الأصفر أو الأحمر قد ينتج عنه كوارث بشرية''، منوها إلى أخذه الحذر أثناء قيادته المركبة وخصوصا عند إصدار الإشارة اللون الأصفر ممن هم خلفه قبل أن يتهيأ للوقوف. من جهته كشف المواطن عبد الله القحطاني عن تعرض أحد زملائه الذي كان يرافقه بالتواء في الرقبة بسبب اصطدام إحدى المركبات ممن كانت خلفهم بمركبتهم أثناء استعدادهم للوقوف، وقال '' بعد نزولي من الحادث قمت بسؤال قائد السيارة الأخرى عن سبب سرعته لا سيما أن اللون الصادر من الإشارة هو اللون الأصفر، فكانت إجابته ''هذا اللون يعني زيادة السرعة قبل إصدار اللون الأحمر!!''، مشيرا إلى تجاوز صديقه آلام الرقبة بعد أن من الله عليه بالشفاء ولو كان الاصطدام قوياً لربما وصلت الإصابة إلى (الشلل). وأوضح القحطاني أن أكثر الحوادث التي يشاهدها في الشوارع تتعلق بعدم احترام الإشارات الضوئية ويتضح ذلك من خلال قطع الإشارة وهي باللون الأصفر أو وهي باللون الأحمر، ما يتسبب في وقوع حوادث غريبة قد لا تحدث لو أن هؤلاء احترموا الإشارات التي وضعت من أجل راحتهم أثناء القيادة.
يذكر أن موقعا في شؤون السلامة المرورية حمل أولياء المرور مسؤولية الحوادث المرورية بسبب السماح لأبنائهم بقيادة المركبات دون إلمامهم بأنظمة المرور، وأورد الموقع أن ثلث حالات الوفاة في الفئة العمرية يكون بين 13 و 19 عاما، كما أن أكثر الحوادث يرتكبها أو يتضرر منها الفئة العمرية من 16 و 19 عاما، دون غيرها من الفئات العمرية.
وأكد الموقع أن حوادث المرور تعد سببا رئيسا للإصابة بالشلل والعجز عن الحركة وكسور العمود الفقري لدى الشباب، كما أنه كلما كان السائق صغيرا زادت الخطورة.

الأكثر قراءة