اليوم الوطني.. ذكرى خالدة

الوطن مساحة من الحب تدفع للعطاء والبذل والوفاء، عطاء يتجدد مع كل الأجيال ويتكاثر مع مرور الأيام، ويتسع باتساع أفق الوطن وفضاءاته، ومع أن أيامنا كلها للوطن قادة وشعبا إلا أن يوم إعلان المؤسس الباني لهذا الكيان العزيز الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود, الذي يوافق 23 أيلول (سبتمبر) علامة فارقة في جبين التاريخ، فمنذ عام 1932 حتى الأربعاء 23 أيلول (سبتمبر) 2009 وبلادنا ترتسم فيها وتتكامل لبنات البناء والنماء، والقارئ لصفحات المجد يعرف كم هي التحديات والمخاطر التي كانت تتراقص في كل منعطف وتعترض كل خطوة يهم بها عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله، ومع كل ذلك مع كل التحديات وعظم العقبات أٌرسيت على يد هذا الرجل العظيم ـ طيب الله ثراه ـ دعائم أكبر ملحمة للتوحيد في التاريخ الحديث بعد أن حقنت الدماء وأعلن الولاء لله ثم للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحدد الدستور والمرجع ''القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة''.. لقد كان الهم الداخلي عظيماً, فالجهل والفقر والفوضى والنعرات القبلية والغزو والنهب والتخلف والمرض كانت السمة السائدة قبل هذا اليوم المفصلي في هذه الأرض المباركة، وكانت الأنظار تتجه كلها بلا استثناء إلى هذا الشاب البطل وهو يمتطي جواده, ومعه رجاله الأوفياء المخلصون يقطع بهم هذه المساحات الشاسعة والفيافي المقفرة وصولاً إلى الحلم الذي كان يداعب خياله ويرتسم بين عينيه، وما هي إلا سنوات وإذا بالحلم صار حقيقة، وبالصورة وقد تبدلت، وبالأرض وقد تغيرت، وبالأحوال وقد صارت حالاً واحدة، وبالرايات وقد تجمعت تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله, وبالغايات وقد أضخت غاية واحدة ألا وهي توحيد القلوب وجمع الكلمة في ظل دوحة مباركة وشجرة مثمرة يانعة إنها الدولة السعودية الثالثة، وجمع الله قلوب القبائل على عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وتوحد الصف وعلا البناء. لقد استطاع ـ يرحمه الله ـ بعد جهاد وكفاح أن يبني هذه الدولة الفتية على أساس متين من الدين وعلى نظم عصرية حديثة مدروسة، ويرسي دعائم الأمن والعدل والاستقرار في ربوعها الشاسعة، ويضع اللبنات الأولى لتنمية اجتماعية واقتصادية وعمرانية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، والشواهد والبراهين على كل هذا أكثر من أن تحصى أو تعد. ولم يشغله ـ رحمه الله ـ الشأن الداخلي عن قضايا أمته العربية والإسلامية، فمع مرور الأيام تعزز الوجود العالمي للمملكة العربية السعودية, وأصبح لكلمة قادتها وقع وأثر سجله التاريخ في صفحاته وشهد به القادة والزعماء, فها هو السير تشرشل يقول عن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ الذي قابله عام 1364هـ في الفيوم إنه (الشخص الاستثنائي – غير العادي – والحاكم الشهير، والإنسان المبهر، والرجل التلقائي القوي), ليس هذا فحسب بل يقول تشرشل في تصريح رسمي متواتر ذكره مؤلف كتاب CHURCHIL IS PROMISED LAN، الذي صدر في لندن عام 2007م (لقد تعلمت عن مشكلة العرب وما يتعلق بهذه القضية والمشكلات الإسلامية – اليهودية .. تعلمت بالتحدث مع ابن سعود لمدة خمس دقائق أكثر مما يمكن أن أتعلمه من تبادل درزنين أو ثلاث درازن من تبادل الرسائل...). لقد حرص ـ رحمه الله ـ منذ لحظة التأسيس على بناء مؤسسات الدولة على أسس إسلامية تتلاءم والمرحلة التاريخية الجديدة في ظل نظم الدول المؤسساتية العصرية الحديثة، ومثالاً على ذلك قام ـ طيب الله ثراه ـ بإنشاء المجالس البلدية ثم مجلس الشورى عام 1345 ومؤسسات الدولة المدنية المختلفة التي كوّنت دولة عصرية حديثة ذات خصوصية وتميز فريد، تهتم ببناء الفرد السعودي وتنمية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والأمنية التي تكفل حياة كريمة لشعب سعودي قادر على المنافسة العالمية بين شعوب العالم، كما قدم ـ يرحمه الله ـ دولة تتعايش بسلام مع الشعوب الأخرى وتدعم القضايا العربية والإسلامية. وبهذا شهد التاريخ العربي والإسلامي الحديث ولادة دولة حديثة ترتكز على الدين الإسلامي منهجاً وعملاً وتدعو للسلام وتنبذ الظلم والعدوان وتدعو للتوحيد والبناء, وترفض التفكك والهدم, وتشجع العلم وبناء الإنسان, إنها المملكة العربية السعودية التي استطاعت في ظل هذه الأسس الواضحة أن تستفيد من ثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية في بناء اقتصاد قوي شهد نمواً وازدهارا منذ تأسيسها وما زال فتكشَّف للعالم ملامح وجه الدولة السعودية الحديثة التي ترتكز على الإسلام منهجاً وعملاً، وتدعو إلى السلام، وتنبذ الظلم والعدوان، تعمل على التوحّد والبناء وترفض الفرقة والشحناء، وتُشجّع العلم وتهتم ببناء الإنسان ـ إنها المملكة العربية السعودية التي قامت على يد المؤسس الملك عبد العزيز ـ رحمه الله، وبما أن مسيرة التنمية عمل متجدد، فلم تقف عجلة البناء عند رحيل المؤسس بل تعهّد أبناؤه البررة بمواصلة المسيرة، فكان الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ـ رحمهم الله ـ قد قادوا بكل حنكة واقتدار مسيرة التنمية لهذه الدولة العظيمة واستمروا على النهج الذي وضَعه المؤسس الباني ـ طيب الله ثراه.
لقد قام هذا البناء العزيز على قلوبنا نحن شعب هذا الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية على أساس العقيدة الوسطية الصحيحة ووحدة إنسان هذه الأرض الطبية, ولا يعدم القارئ لتاريخنا الحافل بالمآثر والمواقف من أن يجد ما يدلل به على هذا الأمر, بل إن جميع أنظمة الحكم والخطب والكلمات الرسمية تبرهن على ما أقول وربما سمعنا جميعا من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ وفقه الله ـ وفي أكثر من مناسبة قوله (شيئان لا نساوم عليهما أبداً العقيدة والوطن), ولذا فكل ما يمس هذين الأمرين مرفوض شرعا وعقلاً ونقلا, فما يناقض العقيدة الوسطية الصحيحة التي نعرفها أباً عن جد وعليها نشأنا وتربينا أمر مرفوض منذ عهد التأسيس حتى اليوم، وكذلك ما يمس وحدتنا الوطنية ويخدش كرامة إنسان هذه الأرض المباركة مرفوض تماماً من أي مصدر كان وبأي صورة جاء سواء أكانت عنصرية قبلية أو تطرفا وغلوا دينيا أو تعصبا مناطقيا '' مكانيا'' أو ''زمانيا''، ومن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس فالإرهاب وما ماثله من مصطلحات تدور في فلكه كالعنف والغلو والتطرف لا مكان له في أرضنا ولا وجود له بيننا.. فالأمن أساس مهم وميزة لا مساومة عليها وبصمة نفتخر بها، بصمة أجاد في رسم ملامحها المؤسس الرمز وسار على خطاه قادة هذه البلاد من بعده وما زالوا وسيظلون على هذا العهد ـ إن شاء الله، ومن أقواله ـ رحمه الله ـ ''إن البلاد لا يصلحها غير الأمن والسكون لذلك أطلب من الجميع أن يخلدوا إلى الراحة والطمأنينة، وإني أحذر الجميع من نزغات الشياطين والاسترسال وراء الأهواء التي ينتج عنها إفساد الأمن في هذه الديار، فإني لا أراعي في هذا الباب صغيراً ولا كبيراً، وليحذر كل إنسان أن تكون العبرة فيه لغيره''. ومن الأسس التي رساها ـ رحمه الله ـ بيديه ''العلم'', إذ وطن البادية وفتح المدارس واستقطب المعلمين من أجل نزع ستار الجهل وغشاوة الأمية عن أبناء الجزيرة العربية، ولك أيها القارئ الكريم أن تقرأ ثمار هذه الخطوة المباركة وتتبع نتائج هذا الجهد الموفق منذ ذلك التاريخ حتى اليوم الذي يدشن فيه خادم الحرمين الشريفين مفخرة من مفاخر العرب والمسلمين في القرن الحادي والعشرين ''جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية''.
إننا في هذا العام وفي ذكرى اليوم الوطني ونحن نسير في هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز ـ يحفظهم الله ـ نجد أنفسنا في عهد من التحديث ومواكبة مستجدات العصر. فها هو ملك الإنسانية الرمز ـ يحفظه الله ـ يعيد هيكلة الاقتصاد السعودي ويقوم على إصلاح مؤسسات الدولة وقطاعاتها وفقاً لمتطلبات العولمة والنمو الاقتصادي العالمي الحديث ومتمشياً مع نمو المجتمع السعودي وقيمه الدينية والاجتماعية، هي بلا شك جهود حثيثة ومباركة لمِس المواطن السعودي آثارها الإيجابية في تحسن مستوى المعيشة والقضاء على البطالة ورفع مستوى الإنتاج للمجتمع السعودي وتعزيز دور المملكة الاقتصادي والسياسي في المنظومتين الدولية والإقليمية.
وإن كان وجود الحرمين الشريفين في مكة والمدينة يزيد هذه البلاد شرفاً ورفعةً ومكانةً في العالم العربي والإسلامي, بل على الصعيد العالمي، فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وضع على كاهلها مسؤولية أممية كانت المملكة أهلاً لها, فقد حرص ـ يحفظه الله ـ على إبراز هذا الدور من خلال رعاية المؤتمر العالي للحوار بين الأديان, الذي عقد أخيرا في العاصمة الإسبانية مدريد، وكذلك التوسعة التي تشهدها الآن منطقة الحرم المكي الشريف وتوسعة المسعى, وهي مشاريع عمرانية عظيمة تقوم على رعاية الحاج والمعتمر في هذه البقعة الطاهرة. وفي مجال أمن وسلامة المواطن ومكتسبات التنمية لمس المواطن السعودي والعالم الجهود المبذولة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز في محاربة الإرهاب بشتى صوره ونبذ التطرف والدعوة إلى الاعتدال والوسطية، واتخذت المملكة خطوات جبارة حققت أمن المواطن وسلامته، والمملكة تعد ـ ولله الحمد ـ من أوائل الدول التي تصدت للإرهاب وحاربته بجميع صوره وأشكاله, وقد دعا خادم الحرمين الشريفين إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب عقد في مدينة الرياض وكان أن تقدم خادم الحرمين الشريفين في هذا المؤتمر باقتراح لإقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب.
كما شهد التعليم العالي قفزات متوالية في هذا العهد الميمون ليصبح عدد الجامعات في المملكة 25 جامعة في تطور كمي ونوعي لم يسبق له مثيل وليتحقق الهدف بإنشاء جامعات قوية تسهم في بناء الإنسان وتعزيز المعرفة لديه, فقد قرن هذا التوسع الكمي في هذه الجامعات بتوسع نوعي يراعي الاهتمام بالجودة والاعتماد الأكاديمي.
وفي فتح مجال الابتعاث كان ميلاد ''برنامج الملك عبد الله للتدريب والابتعاث'' بجميع التخصصات التي تحتاج إليها سوق العمل في المملكة, الذي سيكون له أثره المباشر في الحركة التنموية الشاملة وبكل تفاصيلها في المملكة العربية السعودية، كما تم دعم الجامعات في مجال البحث العلمي واستقطاب أعضاء هيئة التدريس المميزين, ما يزيد من قدرة هذه الجامعات على تحقيق التنافسية العالمية والريادة في هذا الميدان المهم.
وكغيرها من الجامعات السعودية تسير جامعة حائل في هذا العهد الميمون بخطى مدروسة بدعم كريم من ولاة الأمر - حفظهم الله – ومتابعة دائمة ومستمرة من وزير التعليم العالي ونائبه، وحرصاً على التميز والبدء من حيث انتهى الغير أبرمت الجامعة عددا من الاتفاقيات التعاونية مع جامعات عالمية نجم عنها تدعيم وتشغيل الجامعة عددا من الكليات والأقسام التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل، وأطلقت الجامعة بداية العام الماضي كلية الطب إدراكا منها بأهمية هذه الكلية في مثل منطقة حائل, خاصة في ظل النقص الشديد في عدد الأطباء السعوديين المتخصصين في هذا الفرع من فروع العلم، وحتى تكون هذه الكلية إضافة مميزة للتعليم الطبي في المملكة قادرة على إكساب طلابها المهارات والعلوم الأساسية وتعزيز المعرفة العلمية لديهم.. تكون مخرجاتها أطباء مؤهلين تأهيلاً علمياً لديهم المقدرة على المنافسة وبجدارة في سوق العمل، وفي هذا العام تم افتتاح كلية العلوم الطبية وكلية الآداب وعدد من الأقسام المهمة التي ستكون إضافة نوعية جديرة بالذكر في هذه المناسبة الوطنية المهمة، وستشهد هذه الكليات ـ بإذن الله - نقلة نوعية في التطوير الأكاديمي, وهو أحد الأهداف الرئيسة التي يحرص عليها المسؤولون في التعليم العالي توجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ـ حفظهم الله ـ تشمل المناهج والأقسام والدورات والمؤتمرات داخلياً وخارجياً, إضافة إلى حث أعضاء هيئة التدريس على الحرص على المشاركة في كل ما من شأنه تطوير قدراتهم العلمية.
وكغيرها من المدن الجامعية المنتشرة في هذا العهد الميمون يجري العمل على قدم وساق في أعمال البنية التحتية وكليات الجامعة المختلفة, إضافة إلى سكن أعضاء هيئة التدريس والمنشآت الرياضية في المدينة الجامعية في جامعة حائل, كما تم طرح مشروع كلية الطب والمستشفى الجامعي الذي وصل إلى مراحله الأخيرة في التصميم بسعة 400 سرير لتضاف إلى مشاريع المدينة الجامعية التي تقدر تكاليف إنشائها بأكثر من خمسة مليارات ريال على مساحة تقدر بأكثر من تسعة كيلو مترات مربعة. وستكون هذه المدينة الجامعية بمنشآتها الحديثة ـ بمشيئة الله - منارة إشعاع علمي يتعدى حدود المكان وتصبح الجامعة بتكامل منشآتها نموذجاً مميزاً للجامعة تشق طريقها كما يريد ولاة الأمر نحو العالمية وتسهم ـ بمشيئة الله - في تعزيز المعرفة في المنطقة وبناء المحور الأهم في الكون وهو ''الإنسان''. هذه الجهود المخلصة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني في بناء الاقتصاد السعودي والحرص على رفاهية وأمن المواطن السعودي والدور الكبير الذي تقوم به المملكة في السياسة الخارجية والاقتصاد العالمي هي جهود تستحق التقدير والثناء من أبناء الوطن وشعوب العالم. إن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة عزيزة نتذكر فيها الملك المؤسس عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ وندعو له الله أن يسكنه فسيح جناته, فما توحيد هذا الوطن العزيز إلا بفضل الله ثم ما قام به ـ يرحمه الله ـ من جهود يدين بها كل مواطن سعودي، كما نذكر بعضنا بعضا بواجبنا نحو ولاة أمرنا قادة بلادنا ـ حفظهم الله ورعاهم ـ بواجبنا نحو منهج حياتنا ومرجعية أمرنا بواجبنا نحو بعضنا بعضا بواجبنا نحو ثرى هذه الأرض الطاهرة والبلاد المباركة. إن الاحتفال باليوم الوطني هو احتفال يجسد المحبة والولاء والوفاء لهذا الوطن الكبير بقيادته الرشيدة, وهو استمرار لمواصلة مسيرة العطاء والتنمية التي يعيشها وينعم بها كل مواطن. أدعو الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يحفظ لهذا الوطن دينه وأمنه ورخاءه, وأن يحفظ قيادته الرشيدة خادم الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وأن نحتفل بهذا اليوم عاماً بعد عام ونحن ننعم بنعمة الدين والأمن والتنمية, وفق الله الجميع لكل خير وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي