اليوم الوطني .. وقفة تأمل وإجلال

«وطنكم أهم شيء عليكم لأن أبناءكم فيه وأمهاتكم فيه وأباؤكم وأولادكم، ولهذا لازم الإنسان أن يداريهم مثلما يداري أبناءه . هؤلاء أبناؤكم، أبناء وطنكم ... أما مشروع الصحة فهذا مشروع المملكة العربية السعودية، ومشروع المواطن السعودي، هذا هو أهم شيء عندي».
بهذه الكلمات المشرقة دلنا ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين في لقائه الأبوي الحاني بقيادات وزارة الصحة يوم الجمعة الماضي على أهم معاني المواطنة الصادقة وحب الوطن ولعله معنى متميز لكيف يكون الانتماء والولاء، ولا أغالي إذا قلت إنه يندر في أيامنا هذه أن يوجد هذا التلاحم والتعاضد بين قيادة وشعب مثلما هو حادث في وطننا الآن. ولا شك أن مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أعزه الله – «مَن نحن بدون المواطن» ليس إلا إرساءً وتعميقا للانتماء الوطني، وإعلاء صادقا لقيمة المواطنة في نفوس أبناء هذا البلد العريق.
إن اليوم الوطني للمملكة هو يوم مجيد نستذكر فيه مسيرة العطاء والنماء ونتأمل فيه بإجلال ما تحقق من إنجازات وتطورات في مناحي الحياة كافة، بفضل من الله ثم بفضل جهود مؤسس هذا الكيان الشامخ الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وتواصلت هذه المسيرة في عهد أبنائه البررة الذين ساروا على نهجه حتى عهدنا الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ـ حفظهم الله ـ الذين واصلوا البناء والسعي إلى تحقيق وطن الحب والعطاء والبناء والاستقرار تحت ظل الشريعة السمحة ليعم بذلك الرخاء والرفاه في أرجاء الوطن كافة.
وفي إطار مسيرة البناء والتنمية المستمرة لكل البنى التحتية والخدماتية في مملكتنا الحبيبة، حظيت الخدمات الصحية كغيرها من الخدمات الحيوية والضرورية بكل رعاية واهتمام من ولاة الأمر - يحفظهم الله - حيث بلغت المملكة العربية السعودية مرتبة متقدمة في مستوى الخدمات الصحية كماً وكيفاً في المستويات الوقائية والعلاجية والتشخيصية كافة.
وانطلاقاً من مسؤولية وزارة الصحة في وضع السياسة الصحية وتنفيذها فإنها تضطلع بدور رئيس في التنمية الصحية، حيث ركزت من خلال استراتيجيتها الصحية التى تم أقرارها أخيرا على تغطية جميع المواطنين بالخدمات الصحية بكل عناصرها (الوقائية, العلاجية, التأهيلية)، ووصول هذه الخدمة إليهم بجودة عالية بكل يسر وسهولة وعملت الوزارة على الارتقاء بالأداء المهني للعاملين فيها وجعلت تحقيق رضا المستفيدين من خدماتها من أهم ركائزها الأساسية، حيث استحدثت برامج جديدة لخدمة المواطن وتحسين أداء الوزارة والجودة والسلامة وإعادة الهيكلة والعمل الجماعي المؤسسي واستقطاب الكوادر المميزة، فقامت الوزارة بإنشاء برامج وإدارات عديدة أهمها برنامج علاقات المرضى، والذي يعد بمثابة حلقة الوصل بين الوزارة وبين المواطن؛ وبرنامج إدارة الأسرة، والذي يدعم الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة والتنسيق لاستقبال وإحالة الحالات المرضية وتقييم مدى الحاجة لزيادة أعداد الأسرة؛ وبرنامج الرعاية الصحية المنزلية والذي يهدف إلى توفير خدمات رعاية صحية منزلية ميسرة وكريمة للمرضى المحتاجين وتعزيز مساهمة أسرهم في متابعة مرضاهم؛ وبرنامج متابعة الطاقم الطبي والذي يعمل على تقويم ومتابعة أداء الطاقم الطبي من الإنتاجية والتأكد من قيام المستشفيات بأدائها على الوجه المطلوب؛ وبرنامج حقوق المرضى حيث يعمل على نشر الوعي الحقوقي والتعامل الإنساني في الوزارة، إضافة إلى برنامج اعتماد المستشفيات والمراكز الصحية لقياس مستوى الجودة بها..كما صدر المرسوم الملكي الكريم رقم (م/30) وتاريخ 2/6/1430هـ بشأن الموافقة على سلم رواتب الوظائف الصحية للمشمولين باللائحة الصادرة بقرار مجلس الخدمة المدنية وسلم أجور الممارسين الصحيين السعوديين العاملين ضمن برامج التشغيل في المستشفيات الحكومية العامة والتخصصية والمرجعية، والذي يطبق على جميع المستشفيات والمرافق والمراكز الصحية الحكومية التي تُدار وفق برامج التشغيل أياً كانت تسمياتها بما في ذلك مستشفيات الحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية ووزارة الصحة ومؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.
ولقد أولت وزارة الصحة رعاية المواطن وخدمته جل اهتمامها وغايتها وبذلت خلال الأشهر الستة الماضية جهوداً كبيرة لتحقيق هذا الهدف أثمر عنها إنجاز مشروع للرعاية الصحية، الذي يهدف إلى تحقيق الجودة والسلامة والشمولية وحسن التوزيع والعدل والتواصل بين مستويات الرعاية الصحية، ويبنى على المعايير الوطنية والعالمية، حيث وضع هذا المشروع الذي يحمل اسم (مشروع الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة) بين يدي خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ تمهيداً لإقراره حيث نتطلع أن نعمل بكل جهد لتحقيق هذا المشروع خلال السنوات القادمة بعد اعتماده لتصبح الخدمات الصحية أنموذجاً يحتذى به ويحقق رضا الله ثم رضا ولاة الأمر والمستفيدين منها مع التأكيد على جودة الرعاية الصحية وسلامتها.
ولم يكن ذلك سوى حلقة من سلسلة طويلة من إنجازات ونجاحات مستمرة لوزارة الصحة في تطوير وتنمية الخدمات الصحية .. والتي تبدو اليوم كما لو أنها مشاركة صادقة في احتفالاتنا باليوم الوطني ..فعشت دوماً يا وطني على خطى التطور والنماء وعاشت قيادتنا الرشيدة من أجل أمن الوطن وسلامة مواطنيه الأوفياء..وهنيئاً لنا بيومنا الوطني ويشرفنا أن نمد أيدينا مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإخوانه الكرام على الحب والنقاء والطهر والبناء والمزيد من الإخلاص والولاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي