نجاة الأمير محمد بن نايف.. انتصار لوطن الأخيار واندحار لفئة الأشرار
عد جمع من الأكاديميين والمفكرين الهجوم الانتحاري الذي استهدف الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، تخبطا ذريعا للفئة الضالة سببه هشاشة فكرهم المبني على أسس ومنطلقات منحرفة وخاطئة. وأشار المفكرون والأكاديميون في حديثهم لـ «الاقتصادية» إلى أن هذا العمل الجبان أفرز صورا ودلالات عدة، من أبرزها وضوح اللحمة القوية التي تجمع القيادة بالشعب وزيارة خادم الحرمين الشريفين للأمير محمد بن نايف في المستشفى للاطمئنان على سلامته، وفي المقابل ظهور اندحار هذه الفئة بعد أن تم تجفيف منابعها المالية والتقنية وتضييق الخناق على عناصرها في المملكة، فضلا عن افتقادها الدعم المعنوي من بعض فئات الشعب. وقدم الأكاديميون والمفكرون أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة وللشعب على نجاة الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وسلامته. بداية قال الدكتور جمعان بن رقوش نائب مدير جامعة نايف العربية: «ما حدث يشير إلى عدة دلالات أولها هذه اللحمة الذي تجمع القيادة بالمجتمع، وزيارة خادم الحرمين الشريفين للأمير محمد بن نايف في المستشفى للاطمئنان على سلامته ما تشير إلى عمق التلاحم بين القيادة والشعب وتشير إلى اهتمام القيادة بأبناء الوطن.
#2#
#3#
#4#
#5#
ويأتي هذا الحرص في إطار حكمة القيادة وحرصها على أبناء الوطن، وأيضا تشير هذه الحادثة إلى تسامح الأمير محمد بن نايف مع المارقين والمجرمين التائبين العائدين إلى جادة الصواب وبتوجيه كريم منه بعدم الإساءة إلى مشاعرهم وتفتيشهم خارج أماكن الاستقبال وللأسف قوبل هذا النبل في الأخلاق وهذه المكرمة الأخلاقية بهذه الإساءة ولعل هذه الحادثة تشير فعلا إلى فشل هذا التنظيم التقني ولو أن هناك من يرى أن هذا التنظيم قد انتقل نقلة نوعية فيما يتعلق بتقنية التفجير والتخريب إلا أنني أستطيع القول إنهم ما زالوا متخلفين عن مواكبة التقنية ولعل تفجير المنتحر لنفسه كان خير دليل على أن جميع الحاضرين ومن كان حول الانتحاري لم يصابوا بأي أذى وإنما كان الأذى في محيط جسمه وتفتت إلى قطع متناثرة.
من جهته أكد اللواء دكتور صالح بن فارس الزهراني عضو مجلس الشورى أنه ليس بمستغرب على هذا الفكر المجرم الذي يرتكب جرائمه أن يقوم بمثل هذه الأعمال وهذا النوع من الناس يردعهم توفيق الله تعالى ثم العمليات الأمنية الاستباقية وجمع المعلومات عنهم قبل ارتكابهم الأعمال والتعامل مع فكرهم، والمطلوب هو مزيد من الجهود المنظمة المدروسة للقضاء على هذا الفكر ومن خطوط متنوعة تشمل جميع أركان المجتمع وسوف ننتصر بالتأكيد ولكن نحتاج إلى مزيد من الوقت ومزيد من الصبر. وقال اللواء عبد القادر كمال عضو مجلس الشورى السابق «لقد وقع نبأ محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف شديدا على كل مواطن سعودي مخلص لدينه ووطنه ونحن نعرف أن القيادة حريصة على كبح جماح الإرهاب وعلى قطع منابع الإرهاب وعلى محاولة إصلاح هؤلاء المغرر بهم من الشباب السذج ولكن للأسف بعض المغرر بهم مازالوا في غيهم سائرين ولا يزالون في حالة عدوانية وهذا مع الأسف ليس له مبرر ونحمد الله أن هذه الفئة دائما يحدوها الفشل والضلال وسوء التخطيط ولن تستطيع أبدا اختراق هذه الجبهة الوطنية المتماسكة وهذا النسق الهائل من روح الوطنية والعزم والحزم في مواجهة هؤلاء المدعين بالجهاد وللأسف هم منحرفون تدعمهم جهات تريد شرا بهذا الوطن الكبير العظيم ونحمد الله على أنه ينبغي أن نراجع إجراءاتنا الأمنية وأن نعيد النظر ونحن نفتخر بالباب المفتوح ونفتخر بالنوايا الطيبة وبشبابنا الطيب الذي دائما يكون حصنا حصينا لهذا الوطن ولكن يجب ألا أن نحسن الظن في بعضهم خصوصا وأن حيلته كانت هي تسليم نفسه ويجب علينا أن نستخدم من الوسائل ما يتيح لنا أن نتعرف على النوايا لأن بعضهم مع الأسف لا يزال مع ضلاله وفي جهله وفي محاولات يائسة وهذا لا يعني أن نغلق أبوابنا ولكن يجب أن نأخذ الحيطة، والمحاولة كانت محاولة إعلامية، وتثير إعلاما خبيثا وستحاول أن يتحدث هذا الإعلام عنها بنوايا سيئة ولكن نحمد الله أن لدينا إعلاما محصنا يتولى الرد على مثل هذه الأبواق الناعقة ويجب أن ندحر الضجة الإعلامية التي ينشدونها من خلال هذه المحاولة الفاشلة، وأهيب بكل مسؤول أمني أن يلحظ قدرة التنظيم على استحداث أساليب جديدة في التفجير واستخدام تقنيات حديثة ينبغي أن نحتاط لها». من جانبه قال الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث: «في اعتقادي أن استهداف القيادات الوطنية ليس أمرا جديدا ولكن بالتأكيد استغلوا الجانب الإنساني الكبير لدى الأمير محمد بن نايف وخصوصية الشهر الكريم وهذا الفكر لم يتغير فقد تم في السابق استهداف مبنى وزارة الداخلية في محاولات فاشلة لهذا التنظيم، ومن الملحوظ أنه منذ فترة لم نسمع عن عمليات استهدافية على أرض الواقع وهذا يبثت أن التنظيم يعاني تخبطا كبيرا وأن قوات الأمن السعودي قد دحرت هذا الفكر من خلال ضرباتها الاستباقية ولذلك هم يشعرون بأن وزارة الداخلية بسطت يدها على تحركات التنظيم كافة».
من جهته أكد الدكتور خليل الخليل عضو مجلس الشورى السابق أن محاولة اغتيال الأمير محمد مقلقة ومؤلمة للوطن ومزعجة جدا وذات دلالات ومعان عديدة وهي دليل على أن مخاطر الإرهاب ما زالت نافذة وتدل على أن الإرهابيين استطاعوا تشكيل أنفسهم والتكيف مع الأوضاع الحالية تحت وطأة المراقبة الشديدة وآمل أن لا يكون هذا الحادث هو تدشين لمرحلة جديدة في مواجهة الإرهاب تقوم على استهداف القيادات السياسية والأمنية والفكرية التي تبذل جهودا مضنية في مواجهة الإرهاب. وأضاف الخليل «لعل هذه الحادثة توجب على القيادات الأمنية والسياسية الحذر الشديد والأمير محمد بطل وطني في مكافحة الإرهاب ويحظى باحترام المختصين على مستوى العالم واستطاع أن يقوم بصياغة نظرية أمنية فاعلة أسهمت في مكافحة الإرهاب إقيليميا ووطنيا». من جهته قال الدكتور نبيل الجمل رئيس مجلس إدارة شركة القثمي للمقاولات «مما لا شك فيه أن ما قام به أصحاب الفكر الضال من عمل مشين كاد أن يزهق روحا بريئة استأمنهم صاحبها في منزله واستقبلهم وأكرمهم، ولكن بأيديهم الملوثة أبوا إلا أن يحاولوا زعزعة أمن هذه البلاد بقتل أحد رموزها الذي يسهر على أمننا وأمن أسرنا وأطفالنا».
وأضاف الجمل «أن الضربات الاستباقية التي كان آخرها القبض على 44 مطلوبا أفرزت هذا النهج المتخبط في ردة فعلهم، والتي تدل على عدم منهجية تفكيرهم في اتخاذهم قراراتهم، وأنا أجزم أنه لو استمر رجال وزارة الداخلية وعلى رأسهم الأمير الشاب الشجاع محمد بن نايف في تقصي هؤلاء الأصوليين والمتشنجين فكريا واقتلاع جذورهم فإن نهايتهم سوف تكون حتمية ووقتها أصبح قاب قوسين أو أدنى».
وأشار الجمل إلى أن طريق الانتحار الذي يقدمون عليه محرمة شرعا ولا يكسب فاعلها من ورائها سوى النار وبئس المصير، مطالبا جميع فئات المجتمع بأن يقفوا وقفة رجل واحد في مواجهة أصحاب الفكر الضال الذين تجرأوا على المساس برموز بلادنا حفظهم الله من كل مكروه. وصنف الجمل هؤلاء المخربين بأنهم نوعية من البشر لهم سمة معروفة وهي التفجيرات الانتحارية تجعل من أنفسها وقودا للفكر ودائما الجندي في أي معركة يفكر كيف ينتصر ولا يفكر كيف يقتل نفسه حتى الأشخاص الذين توكل إليهم مهمات، وقال «نحن أكثر الشعوب التي عانت من القاعدة وأكثر الشعوب انتصرت على هذا الفكر وبإشادة دول متقدمة كبريطانيا وأمريكا».