عادات «الشرقية» وتقاليدها.. هل أضعفتها البرامج التلفزيونية؟

عادات «الشرقية» وتقاليدها.. هل أضعفتها البرامج التلفزيونية؟

للمنطقة الشرقية عادات تميزها في رمضان، ولها طابعها الخاص، وأكثر ما يميزها التواصل الاجتماعي، وموائد الإفطار المنوعة، لكن مع كل ذلك يبدو أن التلفزيون له دور مؤثر في إضعاف هذه العادات. يقول خالد الكاف مشرف منتدى ''الكاف'' الثقافي: ''هناك كثير من العادات والتقاليد، عرفتها المنطقة الشرقية خلال شهر رمضان، وإن كانت هذه العادات تكاد تكون متشابهة في بقية المناطق، من حيث البدء في الاستعداد لوجبة الإفطار مبكراً، إلا أنه في الغالب يكون الإفطار في البيوت، ومن ثم عادة التزاور والإفطار كل يوم لدى عائلة أو شخص معين، حتى ينتهي رمضان''. ويضيف: ''هناك الإفطار في المساجد وهي من ضمن عادات رمضان، إذ يتعهد رجال الخير بوجبة الإفطار للمصلين في المساجد، وكذلك للعائلات المجاورة للمساجد، ويزود المساجد بوجبات إفطار مختلفة على حسب قدرة أرباب البيوت المجاورة للمساجد''، مشيراً إلى أن ''من ضمن عادات رمضان تبادل وجبات الإفطار بين الجيران، وأكثرها التمر، يتم تبادله بينهم وتجهيز الحب والحلوى والبسكويت والمكسرات لهم. لذا في شهر رمضان يغمر الكل الإحساس بالرحمة والسعادة، كما ترتبط به أمور يجب الإعداد لها مسبقاً مثل شراء الأطعمة الخاصة والمشارب الرمضانية''. ويرى الكاف أن أجواء هذه العادات طغت عليها برامج التلفزيون، وما يعرض من برامج ومسلسلات أسهمت في ضياع الأوقات عند متابعتها ما قد يؤثر سلبا في السلوك والعادات والتعامل. ويشير إلى أن رمضان في الأحساء، فيه عادات اجتماعية شهدت تحولاً وتغيراً كبيراً مع دوران عجلة الزمن، وتسارع ركب الحياة والحداثة والتطور، من أبرزها أن جبل القارة في سنوات خلت كان يشهد زحاماً من قبل ساكني القرى المجاورة له، والسبب أنهم كانوا ينامون في كهوفه لعدم توافر الكهرباء، وارتفاع حرارة الطقس. فيما يقول أحمد الشهاب من الأحساء، إن ''مائدة إفطار رمضان الأحسائية تتألف من أصناف معينة مثل: الهريس، الأرز الحساوي، الجريش، واللقيمات، على عكس ما تعج به موائد الإفطار في يومنا هذا من أصناف منوعة الأشكال والألوان تمتد بامتداد البصر، كما أن الأطفال كانوا يصحبون المسحراتي في الأزقة والحواري لإيقاظ النائمين كي يتناولوا وجبة السحور، إضافة إلى ممارسة عدد من الألعاب الشعبية في فترة ما بعد صلاة العصر حتى قبل أذان المغرب''. ويضيف: ''أهل الأحساء كانوا قديماً يعلمون بدخول شهر رمضان المبارك عن طريق رؤية هلال الشهر، ويتم ذلك عن طريق كبار مشايخ البلد الذين يخرجون لموقع بعيد عن البيوت لرؤية الهلال، ليتم الإعلان عن ذلك بواسطة إشعال المدافع فيعرف الناس أن بداية شهر رمضان ستكون في الغد. وعن المائدة الأحسائية، يوضح الشهاب: ''كانت تتكون من أطباق بسيطة ورئيسية من الأكلات الشعبية المعروفة قديماً مثل اللقيمات والشعيرة، أو الهريس، الجريش، والنشا والكستر. قبل كل شيء لابد من وجود طبق التمر''. أما سلمان بو ناصر (69 عاماً) يقول إن العادات الاجتماعية في الماضي كانت تتسم بالتواصل والتزاور بين ساكني الحي وذلك لتبادل التهاني والتبريكات بحلول الشهر المبارك، إضافة إلى تبادل الأطباق الرمضانية بين منازل الحي، والاجتماع في المساجد لمعرفة الأمور المهمة عن الصيام. ويتطرق إلى الأشياء التي اعتادوها سابقاً: ''من الأشياء المعروفة ''بوطبيلة'' أو ''المسحراتي''، الذي تبدأ مهامه من أول أيام رمضان، بجمع الناس معه، والطواف على الحي، ليعلن بداية الشهر، وكذلك يعلن دخول وقت السحور قبل أذان الفجر بساعة''. ''أما عن قضاء الأهالي لليالي رمضان فيكون غالباً في قراءة القرآن الكريم في المسجد، بينما يحتفل الأطفال في 15 رمضان بـ ''القرقيعان''، وبعد صلاة التراويح تخرج النساء بقدور الطبخ لعمل السحور، ووضعها في تنور الطبخ بشكل جماعي، ويذهبن في بداية شهر رمضان إلى إحدى النساء المتطوعات التي تشتري لهن اللحم والخضار وعمل الخبز وتجمع متطلباتهم ليلاً''. ويؤكد أنه في الماضي، كانت البيوت كالبيت الواحد، لا فرق بين ساكنيها، من حيث الطعام والزيارات المستمرة، وغير ذلك من العادات الأخرى، وفي الفترة التي تعقب صلاة العصر يحرص الناس على الصعود إلى أسطح المنازل، بهدف تبريد الماء ووضعه في أكواب من فخار كي يبرد حتى فترة أذان المغرب.
إنشرها

أضف تعليق