نظام التغذية العشوائي يسبب كثيرا من الأمراض
يلجأ كثير من الناس لأخذ احتياجاتهم الغذائية لشهر رمضان المبارك، والتي تحوي على عديد من الأصناف التي يختص بها الشهر الكريم، ما يجعل الإقبال ليها كبيرا حتى لو كان فوق حاجة المستهلك، حيث عادة ما يصاحب هذا التسوق الكثير من العشوائية التي تطغى على بعض المواطنين، وهذا ما تعكسه كثير من منافذ المحاسبة في بعض المتاجر الغذائية وفي نهاية شهر رمضان المبارك فإن المحصلة تقتصر على صنف أو صنفين من هذه الأصناف التي جلبها المواطن للسوق، أو الإفراط في تناول المأكولات بشكل قد يتسبب في أضرار متعددة على المستهلك.
يقول أحمد صالح البائع في أحد محال التموينات الغذائية ''تحدث هذه الأيام ربكة في معدلات البيع والتي يحدثها بعض المواطنين من أخذه الكثير من الأصناف، بل إن البعض منهم يتردد على المتجر لأكثر من مرة خصوصا قبل بداية شهر رمضان، وذلك لتكميل بعض النواقص من المواد الغذائية، وغالبا ما تتركز المشتريات على اللحوم والمعجنات والعصائر''.من جهته يقول الدكتور خالد مدني استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية أن الغذاء يجب أن يشمل الغذاء على البروتينات والكاربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء، وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضراوات والفاكهة، كذلك أن يكون كافيا دون إفراط أي بالكمية اللازمة لاحتياج الفرد وما يبذله من طاقة، ومن ناحية أخرى فإن الإفراط في استهلاك الطعام قد يسبب السمنة والبدانة وما يصاحبها من مشكلات طبية ونفسية واجتماعية.
وشدد الدكتور مدني على وجوب الحرص على النظافة في اختيار بعض الأصناف الغذائية، حيث إن كثيرا من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام الملوث، ويضيف ''هناك نواحي صحية يجب علينا إتباعها فكما جاء عن الرسول صلى الله وسلم (صوموا تصحوا)، فقد بينت الدراسات العلمية أن الأفراد الذين يتناولون طعامهم في شهر رمضان باعتدال وحسن اختيار تنخفض عندهم نسبة الكوليسترول والدهون والسكر في الدم، إضافة إلى إراحة الجهاز الهضمي وتحسن في عديد من الجوانب الصحية، ولكن للأسف ما يحدث هو العكس، فنجد أن ملأ البطون والإسراف في تناول مالذ وطاب من كل أنواع الحلويات والأكلات الدسمة في هذا الشهر قد أدى إلى حدوث عديد من الاضطرابات الهضمية بين الناس، ومن الناحية الاقتصادية فنجد أن أغلب الأسر تستعد لشهر رمضان بشراء المزيد من الأغذية، ونجد أن الأسر تحمل نفسها عبئا ماديا كبيرا لتوفير هذه الاحتياجات الغذائية، بل إن التجار أيضا وقعوا في الخطأ نفسه، فهم يقومون بتوفير كميات كبيرة مضاعفة (عن الأيام العادية) من اللحوم والأغذية الأخرى، وكأن الفرد يحتاج غذاء أكثر في شهر رمضان في حين أن معظم الأفراد يحتاجون إلى كمية أقل من الأطعمة وخاصة من المواد النشوية والدهنية (المولدة للطاقة)، وذلك راجع إلى أن حركتهم وجهدهم المبذول في شهر رمضان أقل''.
واستدل الدكتور خالد على ذلك بدراسة تم إجراؤها في الشهر الفضيل وقال ''أجرينا دراسة علمية في شهر رمضان وتبين من نتائج الدراسة أن هناك زيادة وزن الأفراد خلال شهر رمضان''.