من إيميلات القرّاء ... شكراً

شكراً لكل مَن أرسل إليّ من المملكة والمملكة المتحدة أو من خارج المملكتين. شكراً لشكركم وثنائكم على مشروع الحصص الدراسية الحوارية بين السعوديين في مانشستر من أجل السعودية, التي - بعون الله - تنطلق في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. شكراً على إيميلاتكم التي نبض فيها حب الوطن، وبرق منها حب التنمية لفكر وفهم وحس راق يعانق وطننا الذي رقى بحبنا وتكاتفنا وتعاوننا. شكراً على مشاطرتي أحاسيسكم وهمومكم وهموم أبنائكم وبناتكم.
لم أتخيل هذا الكم من الردود والحماس لمشروع الحصص الدراسية الذي كتبت عنه الأسبوع الماضي. لم أتخيل أن تكون تلبية دعوتي بهذا الجمال من الكلمات, وبهذه الحرارة من الإحساس وبهذا الحماس الذي فاض منه سعادة وبانت في طلائعه آمال بتحقيق نقاش جاد هادف ومركز على موضوعات صُممت واُختيرت بعناية. شكراً لكل مَن حضر الاجتماع التحضيري من شباب وشابات. شكراً لكم جميعاً على تفاعلكم الرائع، فإنه لا يساورني أدنى شك في نجاح هذه الحصص واستفادتكم من موضوعاتها المختلفة.
في أغلبيتها العظمى تشابهت الردود على هذا المشروع، وهي أكثر من رائعة ومحمسة جداً للبدء بهذا المشروع الذي لطالما أدركت أهميته منذ زمن طويل، ولكن قلة الدعم لم تساعد على اتخاذ خطوات حقيقية نحو تنفيذه, فالدعم كان وما زال يمثل عائقاً ولكن تم التغلب على بعضه. من الردود التي أجادت بلاغة عن كل الردود وجمعت كثيراً من مفرداتها المتناثر على صفحات الإيميلات أتى من أحد الطلبة في بريطانيا والذي رمز لنفسه باسم ''وضاح'' حيث كتب قائلاً: ''رائعة جداً هذه المبادرة منك.. متأكد أنها واعدة جداً وستكون زاخرة بجملة من الفوائد للطلبة السعوديين.. نفتقد كثيراً مثل هذه المبادرات التطوعية الهادفة .. ونفتقد أكثر بكل تأكيد الأجواء الأكاديمية الجادة المحتوية على فرص لتعزيز التعبير عن الذات والمقارنة الفكرية وغرس فكرة الحوار كحوار، وليس كحلبة للتصارع والتغلب على الآخر. أسعدتني جداً هذه الخطوة, وأسعدني أكثر الأفكار التي طرحتها يا دكتور، كون هذه اللقاءات شاملة لكل عمر وجنس وتخصص''.
أخي وضاح هذا بالضبط ما أهدف إليه، كما كتبت في الأسبوع الماضي، وكما كتبت للطلبة في بريطانيا.
قبل أن أنهي تعليقي عن موضوع الحصص الدراسية في مانشستر أحب أن ألفت نظر القرّاء الكرام إلى أهمية مراسلتي عبر الإيميل لمن يحب أن يستقبل معلومات شهرية عن كل حصة واستقبال التقرير الصحافي عن كل حصة والذي سيشمل تصويت الحضور على موضوع الحصة أو إحدى نقاطها.
بعد الكتابة عن الخطوة الرائعة لشركة الزامل للحديد في نيوزيلندا, أرسل لي الدكتور عبد الرحمن الزامل عضو مجلس الشورى السابق، معلومات إضافية عن ''الزامل للحديد'' التي لم أكن أعرفها على الإطلاق، فقد بهرتني بتوجهها العالمي. الحقيقة أن هذه المعلومات عن فتح الشركة تسعة مصانع في أجزاء مختلفة من العالم جعلتني أحس بمدى التقصير الكبير من الكُتّاب والمحللين في تسليط النور على مثل هذه الخطوات الكبيرة وما تعنيه للمملكة واقتصادها بشكل عام, عن تقصيرنا في الكتابة عن الشركات السعودية التي لا يظهر لها اسم في سوق الأسهم، وكأنها لا تهم إلا ملاكها، وهي التي توظف كثيراً من السعوديين وتسهم في تنمية الاقتصاد!
ختاماً أرسل الأخ يحيى الساعد صاحب مؤسسة مقاولات متوسطة معلقاً على المقالين المتعلقين بحضانة ''بادر''، قائلاً ''... كثير منا بدأ تجربته التجارية من غير أي سابق تجربة ومن غير أي توجيه من أي جهة.. بعد سبع سنوات في هذا المجال لا أزال أعمل الشيء نفسه مع العملاء أنفسهم وفي المنطقة نفسها. لو كان لي توجيه عند بدايتي لكان وضعي أفضل ولكان لي انتشار أكبر.. مع أن اللقاءات والمحاضرات التي تعقدها الغرفة التجارية بالرياض أفادتني كثيرا لكن هذا ما مثل لو تم توجيهي من البداية.. الشركات المتوسطة تحتاج إلى دعم أكثر من الصغيرة أو الجديدة، وأتمنى أن تكون لدينا حاضنة للشركات المتوسطة، شركات نصف الطريق، يا كثرها..''.
تعليقي يا أخ يحيى: إن حاضنة ''بادر'' يجب ألا تكون محصورة في مشاريع الأعمال الجديدة فقط, وكما قلت: إن الشركات التي أُسست وموجودة من سنوات عديدة تحتاج إلى دعم كبير لأن عدم تطورها لن يساعد توجه اقتصادنا نحو العالمية على المدى الطويل أو تحقيق المنافسة مع الشركات الخارجية في داخل سوقنا المحلية ناهيك عن العالمية. سوف أكتب عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المستقبل القريب، فهذه الشريحة من شركاتنا لها أهمية كبرى، كما أشرت في المقالين عن ''بادر''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي