هواة وأساتذة طب يدللون حيواناتهم أحياء .. ويحنطونها أمواتا

هواة وأساتذة طب يدللون حيواناتهم أحياء .. ويحنطونها أمواتا
هواة وأساتذة طب يدللون حيواناتهم أحياء .. ويحنطونها أمواتا

تختلف هواية الأفراد باختلاف طباعهم ومستواهم الثقافي ، فكما أن هناك من يعشق القراءة، فإنه يوجد من يهوى الصيد وركوب الخيل، إلى جانب الهوايات الرياضية المختلفة كالسباحة أو ألعاب الدفاع عن النفس وغيرها من الهوايات المعروفة والمتعارف عليها في الأوساط الاجتماعية، إلا أن اللافت للنظر، توجه كثير من شباب الرياض إلى ممارسة هواية تربية الحيوانات» الأليفة وغير الأليفة» والتي لم تكن تربيتها متاحة في السابق إلا بشكل محدود، كون تلك الحيوانات غالبا لا توجد في المملكة، حيث يعمد مربوها إلى استيرادها من الخارج، إضافة إلى أن تلك الهواية تستوجب عناية أكثر من غيرها من الهوايات.

والمميز في هذه الهواية، أن من يدخلون عالمها، يتعاملون فيها مع حيواناتهم باختلاف أجناسها كالقطط والكلاب وسائر الحيوانات المختلفة كأحد أفراد الأسرة وليست كحيوانات، فيخصصون لها أماكن فخمة لإقامتها ورعايتها والترفيه عنها، كما يعرضون لها أفلام الرسوم المتحركة، ويلبون لها احتياجاتها من الألعاب، ويخرجون بها إلى المتنزهات العامة للترفيه ولتعديل مزاجها الشخصي حتى لا تصاب بالاكتئاب، كما تقام لها المسابقات السنوية لاختيار الأجمل بينها.

#2#

«الاقتصادية» دخلت إلى عالم تربية الحيوانات لكشف خبايا تلك الهواية وتفاصيلها، وتسليط الضوء على أولئك الذين اختاروا تلك الهواية دون غيرها من الهوايات الأخرى.

في البداية كان الحديث مع هارون محمد البائع في أحد محال الحيوانات الأليفة، والذي أوضح أن هناك قططا مدربة على الكثير من الأمور، فهي لا تنام إلا في مكان مخصص لها أو تنام إلى جنب صاحبها الذي يربيها، كما أن هذه القططة لا تعيش إلا داخل البيوت ولا يمكنها أن تتكيف في العيش خارج البيوت، وأضاف «ما يميزها أنها لا تأكل إلا إذا طلب منها مربيها أو سمح لها بالأكل، حتى لو كان مربيها يتناول أشهى المأكولات».

وأشار إلى أن أسعار هذه القطط تتفاوت حسب نوعها، فالقط الشيرازي يبلغ سعره 2800 ريال، في حين يبلغ سعر القط الهولندي الذي يعد الأفضل نحو 3800 ريال والسيامي كذلك، كما أن القط بشكل عام يتميز بمزاج قريب من مزاج الإنسان، فهو إما أن يكون هادئا يريد أن يلاعب مربيه، أو منزعجا ولا يريد أن يقترب منه أحد، أما الكلاب فتختلف على حسب السلالة ومكان الولادة، فأسعار الكلاب تراوح بين 2800 إلى ثمانية آلاف وقد تتجاوز عشرة آلاف ريال ، أما ألأرنب الإسباني وهو ما يدعي (هامستر أو همتارو) فهو من الأرانب التي تتميز بلونها الأبيض الناصع إضافة إلى صغر حجمها، ويصل سعرها إلى 80 ريالا، فيما يتميز النوع الثاني بأنه أصغر حجما من الأرنب الإسباني، وهذا النوع مهجن من أصل سوري، ويصل سعر الزوج منه إلى 40 ريالا، والنوع الثالث هو الصيني.

وأكد هارون أن المحال الراقية المتخصصة في بيع الحيوانات تستورد الحيوانات من جنوب إفريقيا وأمريكا وهولندا، فهي تعاملها مثل الإنسان، حيث يتم إصدار جواز سفر لها وحجز مقعد لها في الطائرة، وأضاف «الحيوانات هنا أفضل من الإنسان في البلاد الفقيرة».
وعن إقامة الحيوان عند سفر صاحبها قال: نستقبل الحيوان بسعر 25 ريالا لليلة الواحدة شاملة أكله ولبسه والعناية به، مشيرا إلى أن هناك أماكن مخصصة لدفن الحيوانات عند موتها.

وأبان هارون أن الزبائن الذين يرتادونمحال بيع الحيوانات من نوع خاص، فهم بشكل عام هواة يتوافدون لشرائها والاهتمام بها وتربيتها، أو غير هواة وهم طلبة وأساتذة التمريض والطب البيطري كشراء الحيوانات المريضة للدراسة أو تشريح بعضها وما شابه.

وأوضح هارون أن التربية بشكل عام تشكل خطورة إذا أهمل صاحبها الجانب الصحي، فهي تسبب أمراضا وأحيانا تكون ناقلة للمرض، ولذا لابد من التطعيم باستمرار خاصة في ظل الأمراض المنتشرة بسبب تلك الحيوانات والتي ظهرت في الآونة الأخيرة.

عن الهواة أنفسهم قال خالد العبد العزيز «عشقت هذه الهواية منذ 12 عاما، حيث تنوعت هذه الهواية ما بين تربية الأسود والنمور والفهود والدببة والذئاب والكلاب»، وأوضح أنه يملك مزرعة خاصة، وهو ما ساعد في تطور الأمر من هواية إلى تجارة، وعن غذاء تلك الحيوانات أبان خالد أنها تعتمد على اللحوم، فهي تستهلك من أربعة آلاف إلى ستة آلاف ريال شهريا.

وأشار إلى أنه عند وفاة الحيوان يقوم بتحنيطه إن كان بمواصفات مختلفة أو دفنه، أما من ناحية ما يصاحب تربية الحيوانات من العدوى والأمراض فإن الأمر يحتاج إلى ثقافة ووقاية، وزيارة الأطباء البيطريين بشكل دائم.

أما أروى عبد الله، التي بدأت في تلك الهواية منذ 15 عاما، فذكرت أن البداية كانت بتربية طيور الحب، لتمتد إلى أحواض الأسماك والهامستر «همتارو»، موضحة أن الأكل يختلف باختلاف الحيوان، فالطيور مثلا لا تزيد تكاليف غذائها على 50 ريالا شهريا، أما الأسماك فالمكلف فيها أحواضها التي تزيد على ثلاثة آلاف ريال وما يتبعها من إكسسوارات، أما الهامستر فإنه يكلف مابين 600 وألف ريال مابين غذاء وبسكويت وأثاث منزلي (من نشارة خشب كل أسبوعين وبطانيات وغرف صغيرة).

فواز علي، الذي عمد إلى تربية الزواحف والثعابين والقوارض منذ ستة أعوام، أوضح أنه من الممكن أن تصبح تلك الهواية مستقبلا تجارة، منوها بأن أكل الحيوان يختلف بحسب نوعه، فالزواحف تعتمد على الخضراوات كافة، والثعابين تستمتع بأكل الفئران أو الضفادع، وعن التكلفة المالية قال إنها لا تتجاوز 500 ريال شهريا للأكل و300 ريال للقاحات.

الأكثر قراءة