عمال المطاعم .. الأكل عند الجار أفضل من الأكل في الدار
على الرغم من إتقان عمال المطاعم إعداد وجباتهم بشكل كبير، إلا أنهم في الغالب لا يحبذون تناولها، وتجد أكثرهم يذهب إلى مطاعم مجاورة لتناول وجبات تختلف عن الوجبات الموجودة في المطعم الذي يعملون فيه.
وأكد أكثر من عامل أنهم يضطرون إلى فعل ذلك من باب التغيير والبحث عن وجبات أخرى بعد أن تسرب الملل إلى دواخلهم من تناول الوجبات التي يتقنون إعدادها.
يؤكد محمد البازعي مشرف لأحد مطاعم الفول في غرب الرياض أنه برغم تعدد وتنوع وجبات المطعم الذي يعمل فيه، إلا أنه سئم من تناولها، مضيفا مع إشراقة الصباح يشهد المطعم تكدسا من الزبائن لغرض اختيار إحدى الوجبات التي نقدمها، وما أن يخف الازدحام إلا وأذهب إلى مطعم مجاور يقدم ساندويتشات الفلافل للإفطار هناك، لافتا إلى قيامه بالتنويع في إفطاره ما بين المطاعم المجاورة أو تناول الفطائر الجاهزة في محال المواد الغذائية.
وأوضح البازعي أن تغييره في تناول وجبات الإفطار لا يختلف عن وجبات المساء، وأضاف حتى أصحاب المطاعم المجاورة يأتون إلينا لغرض تناول وجباتنا، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يثبت على تناول وجبة واحدة طوال أيام الشهر، حتى إن كانت من المطعم الذي يعمل فيه.
من جهته، أكد فتحي حسن عامل في أحد المطاعم التي تقدم الفلافل المصرية أنه لا يثبت على تناول وجبات مطعمه دوما، ويعود ذلك إلى رغبته في التغيير، مضيفا «على الرغم من إعجاب الزبائن بالوجبات التي أقدمها إلا أنني سئمت تناولها، بل إن البعض يقول لي «لو أنني أملك مطعماً مثلك لما بحثت عن مطعم آخر للتناول فيه طعامي»، دون أن يدركوا حجم معاناتنا في الثبات على تناول وجباتنا، لافتاً إلى تغييره وجبات اليوم الواحد ما بين المطاعم المجاورة أو داخل السكن الذي يقطنه. وفي السياق ذاته، خالف سالم فهمي مشرف لأحد مطاعم المشويات الجميع عندما أكد تناوله وجبتي الغداء والعشاء داخل المطعم الذي يعمل فيه، وأضاف يقدم المطعم عديدا من الوجبات المختلفة، وبشكل أكثر من رائع، ما يجعلني لا أفكر في الخروج إلى مطعم آخر لرغبتي في البقاء في المطعم حتى الانتهاء من العمل، مشيرا إلى أن الأمر يختلف بالنسبة للمطاعم التي لا تقدم سوى وجبة محددة مثل الفلافل الفول والتي قد يمل أصحابها منها، بعكس مطاعم المشويات التي تقدم أنواعاً عدة من المأكولات المشوية.
وهو ما وافقه فيه أبو محمد الذي يمتلك مطعما يقدم نوعين من الفول فقط، حيث أكد أنه يواظب يوميا على الإفطار من محله منذ أكثر من 30 عاما، وهو الحال نفسه الذي طبقه على أبنائه الذين يعملون معه، وقال «عدد من أبنائي يعملون معي في نفس المطعم، ونحن نتناول الفول على مائدة الإفطار يوميا، فبمجرد أن يخف الزحام علينا تجدنا وضعنا حصتنا في طبق لأكله، كما أنني حريص على تقديم وجبة الإفطار من مطعمي لعائلتي كل صباح فور استيقاظهم من النوم».