في بيئتنا الصحراوية القاسية التي تشتد فيها الحرارة و يقل فيها النبات تتوق أنفسنا إلى الخضرة، فنعمد إلى ملء بيوتنا من الداخل والخارج بالأشجار وأنواع الورود ونباتات الزينة، في صغرنا كنا نتابع بشغف برنامج الدكتور مصطفى محمود (العلم والإيمان) الذي يكشف فيه حقائق علمية بالصوت والصورة، تفسر لنا الكثير من الأشياء التي تدور حولنا، وما زلت أذكر كلامه عن أن النباتات تنمو بشكل أفضل لدى الأشخاص الذين يحبونها ويعتنون بها كما تذبل النبتة حينما يبتعد عنها أصحابها لظروف معينة، يقول علماء من جامعة «راد بود» : لا تقف النباتات في مكانها عاجزة تنتظر من يقطعها أو يأكلها، فهي لا تملك عضلات ولا أرجل لتتمكن من الهرب، بل يدور بينها حوار للتحذير من خطر قادم، فحينما تهاجم حشرة ما النبتة تقوم بإفراز مواد طاردة أو قاتلة للدفاع عن نفسها، كما أثبت ذلك العالم النباتي «ستوفير» وزملاؤه أثناء تجاربهم على نبات النفل، من جانب آخر فإن هذه الاتصالات بين النباتات لها جانب سلبي، حيث تساهم في انتشار الأمراض الفيروسية بينها بنفس الطريقة .

وحتى وقت قريب كانت الفكرة السائدة أن النباتات غبية، وتصنف ككائنات أولية بين الجماد والحيوان، ولكن مع توالي الاكتشافات بدأ هذا الاعتقاد يتلاشى ، حيث تمكن مجموعة من الباحثين من جامعتي بون وفلورنسا، من اكتشاف ما يمكن وصفه بالـ»مخ النباتي» في تركيبة جذر نبات الذرة، من خلال اكتشاف أنشطة كهربائية في جذور النبات،كما وجدوا أن التركيبة البيولوجية للخلايا شبيهة بتركيبة المخ الحيواني، و يظهر الرسم البياني جذور النبات وكأنها دوائر كهربائية، وقد تمكن العالم « فيلا» من قياس هذه الإشارات الكهربائية التي ترسلها النباتات، من ورقة إلى ورقة، وتوصل إلى أن رد الفعل «السريع» لدى النباتات أقل بكثير منه في الحيوان ولا يقارن بردود الفعل الحيوانية. ففي ثانية واحدة، لا يمكن للنبات نقل المعلومات بأكثر من سنتيمتر واحد، أي أنها أبطأ بنحو عشرة آلاف مرة من رد الفعل الحيواني. وبالتالي فما توصل له العلماء حتى الآن يعني أن النبات ليس كائناً غبياً، لكنه ببساطة يحيا في مقياس زمني مختلف تماماً.

وفي جلوريا وجد العلماء أدلة تفسر إنتاج النبات لمادة الجلوتاميت (ناقل عصبي لدى الإنسان والحيوان) وهو وجود إشارات تشبه الإشارات العصبية لدى الإنسان تقوم بحث الخلايا قبل الانقسام.

وأخيرا تمكن العلماء من ابتكار أجهزة اتصالات توضع داخل تربة النباتات المنزلية ترسل رسائل لصاحب المنزل عبر الجوال أو الإنترنت، تستطيع من خلاله النبتة إخبار صاحبها عن احتياجها للماء أو تخبره أن الماء زائد عن حاجتها ويدعى هذا الجهاز (Botanical call) ويباع ب 99 دولارا في الأسواق العالمية .