عبد الله بن عبد العزيز.. ملكنا نحن وملك الآخر

لم يأت تلقيب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بملك الإنسانية من فراغ, لم يطلق هذا اللقب بهدف المدح لقصد المدح فهذا اللقب لا يحمله إلا من مَلك قلوب الآخرين بشكل يوازي تملكه قلوب مواطنيه ذوي الأنا السعودية. علاقة الأنا والآخر علاقة كتبت عنها في الماضي, كنا في ذلك الماضي نعاني قوة ''الأنا'' وحضورها غير المفيد في المجتمع السعودي في ظل تغييب كبير للآخر. كان كثير من الكتاب والمحللين والمهتمين يخافون من سيطرة ''الأنا'' الكاملة على المجتمع لتدخله في موبيا ثقافية لا ترى إلا ذاتها لتقتل على المدى الطويل ذات الذات نفسها. كان لنا أيضاً حماس واستبشار عندما تبنى خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مشاريع عديدة ركزت على التحاور مع الآخر لتتعدى مجرد الاعتراف به إلى العمل معه والاستفادة من التبادل معه.
كانت ثورة تغيير ثقافية في موقف ''الأنا'' السعودية لتفتح أفقها وترفع من معارفها وتجهزها للمشاركة في مرحلة البناء والتطوير التي كان يُعدّها خادم الحرمين الشريفين للمملكة وكان ''للآخر'' دور كبير في تحقيق النهضة التي نشهدها اليوم. مشاريع حوارية مثل الحوار الوطني وحوار الأديان كانت مشاريع حوارية مع ''الآخر'' لتستفيد منها ''الأنا'' فتزداد اعتدالاً وقواماً وصوابا محققةً توازناً مهماً ما بين التقدم الحضاري والثقافي المطلوبين وما بين المحافظة على القيم العربية الإسلامية السعودية المهمة في الحفاظ على هوية الفرد السعودي. لم تكن مشاريعه - حفظه الله - حوارية فكرية فقط فنحن اليوم نشهد طوفانا من المشاريع التي كنا نحسبها في عداد الأحلام, كنا قبل سنوات قليلة لا تتعدى الخمس سنوات نحلم بزيادة في عدد الجامعات بجامعتين أو ثلاث, وبتحسين وضع الأكاديميين, وكنا نحلم بتحسين الطرق ولم نتخيل أننا سوف نشيد طرقا مزدوجة بين المدن ولم نتخيل أن تكون لدينا شبكة قطارات تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب... ما نعيشه اليوم, بعد أربع سنوات من مبايعة خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره, ليست نهضة بناء وتطوير فحسب بل نعيش وفاء وحب والتزام ملك نحو المواطن السعودي لتحقيق أمنه ورفاهيته وتمكينه من مواجهة المستقبل بدرجة عالية من القدرة والمنافسة مع أمم الأرض الأخرى.
أربع سنوات مرت من الإنجاز والعطاء من ملك امتلأ قلبه حباً للبشرية في هذه المملكة وفي خارجها, ملك متسامح يدعو للسلام والاحترام بين فئات المجتمع الواحد. هو الملك الأكثر شعبية في داخل المملكة وخارجها حيث الذي عزز مكانة المملكة على الساحة العالمية كإحدى الدول الأكثر تأثيراً في القضايا العالمية بفضل حجمها وأهميتها الاقتصادية والسياسية. إلا أن شخصيته نفسه - حفظه الله - أثبتت أنها أكثر كبراً وحجماً وتأثيراً، حيث جذبت حب واحترام البشر من ذوي ''الأنا'' و''الآخر'' اللتين ربط بينهما بشكل يفيد تقدم كل منهما ويرفع من تعاونهما, لهذا فهو حقاً ملك للإنسانية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي