"حركية" وجمعية فهد بن سلمان .. الخير يتدفق

أما الأولى فهي جمعية خيرية تعنى بالمعوقين الكبار، أسست قبل أقل من عامين وبدأت تأخذ وضعها الطبيعي بجهود أبناء الوطن وفاء لفئة الغالية، وهي كما تقول عن نفسها إنها توفر مظلة مؤسسية للمعوقين الكبار حركيا, بحيث ترعى مصالحهم وتطالب بحقوقهم التي كفلتها لهم أنظمة بلادنا، والمساهمة في تنمية الوعي العام باحتياجات وحقوق وقدرات هذه الفئة، والمساهمة في دعم خدمات التأهيل والرعاية والتعليم والتوظيف المقدمة لهم، ومساعدتهم على تجاوز محنتهم والاندماج في المجتمع.
وعندما أسمع عن جمعية جديدة فإني أتساءل ما الذي يمنعنا طوال هذه السنوات من الاهتمام بهذه الفئات؟
الجمعية الوليدة بادرت هذا الأسبوع بنشر إعلان للزواج الجماعي للمعوقين تتكفل خلاله ببعض المستلزمات المنزلية والهدايا للزوجين.. وهذه بادرة جديدة تستحق التقدير والاحترام. والجميل أن هناك من تقدم من غير المعوقين يطلبون الزواج بمعاقة أو العكس نسوة غير معاقات يطلبن الزواج بمعوقين. كم هو جميل أن يتكافل المجتمع ويتعاضد. وبالمناسبة فإن أوضاع النساء المعوقات في المجتمع أصعب من الرجال بمراحل.
أما الثانية فهي جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وهي سباقة للخير والعطاء منذ سنوات، لكنها كل فترة تقدم مفاجآت جملية ومبتكرة لخدمة هذه الفئة من المجتمع.
هذا الأسبوع أعلنت الجمعية برنامج قبول المرضى أو ذويهم من الدرجة الأولى (الابن، الابنة، الأخ، الأخت) في الجامعات السعودية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. الجمعية عمدت إلى التنسيق مع مختلف الجهات الجامعية لتخصيص مقاعد دراسية لهذه الفئة سواء المرضى أو الزارعين أو المتبرعين، وهي تثبت لنا بمثل هذا البرنامج أن العارض الصحي (المرض) عموما يمكن أن يكون مصدر للقوة والتحدي والطموح، لو سند بمثل هذه البرامج التكافلية.
إنني بكل صدق أشعر بالفخر لوجود مثل هذه الجمعيات في بلدي.. وأتوق لمزيد منها في كل بقعة، لكنها قبل هذا وذاك تنتظر الدعم والمساعدة من المجتمع ماديا ومعنويا .. ترى هل جرب أحد منا التطوع للعمل في مثل هذه الجمعيات ولو ليوم واحد؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي