استنساخ التجارب الناجحة

شن بعض الكتاب هجوما غير مسبوق على إحدى الشركات السعودية ذات الأصول العربية نتيجة تقصيرها في برامج المسؤولية الاجتماعية في بلادنا مقابل دعمها للطلاب المبتعثين وللجمعيات الخيرية في بلادها الأم .
وأعتقد أن هذه الشركة لا تُلام على دعم بلادها باعتبار أن الحديث النبوي يحث على (خيركم خيركم لأهله) إلى جانب حاجة هذا البلد الشقيق إلى المساعدة خاصة مع تعرض هذا البلد لعديد من النكبات السياسية والحروب, حيث كانت الحكومة السعودية صاحبة المبادرة الأولى في إرسال المعونات للشعب الشقيق خاصة أن هذا البلد مستهدف من بعض القوى الخارجية .
لذا أعتقد أن دور الشركة المعنية أصبح مكملا لدور الحكومة, وكان من المفترض من كتابنا تفهم هذه الوضعية الاستثنائية في ظل المسؤوليات الملقاة على عاتق السعودية كبلد يعتبر قلب الإسلام النابض ومملكة للإنسانية, ومن الصعوبة أن نعيش بمعزل عن دعم الشعوب المحتاجة إلى العون خاصة إذا كانت عربية أو إسلامية لاسيما في أزمنة الكوارث والحروب ـ لا سمح الله ـ ومن الطبيعي ألا يكون لها نفس الدور الذي تقوم به شركة أرامكو أو سابك أو طيبة القابضة في برامج المسؤولية الاجتماعية لاعتبارات عديدة.
وبعيدا عن العواطف فإن هناك توجها لدى القطاع العام لجلب شركات عالمية صينية وغيرها لتنفيذ مشاريع عملاقة نتيجة قلة الشركات الوطنية المحترفة كإجراء يناقش لأول مرة علنا, وجاء ذلك على خلفية تنافس حميم بين أغلب الدول على جلب الخبرات ورؤوس الأموال والخبرات الأجنبية مع تقديم عروض مغرية من إقامة دائمة أو تجنس لأصحاب الشركات الناجحة وكبار تنفيذييها, ومن المفترض في خضم هذه الظروف تشجيع الشركات الناجحة ودعمها لتكون نواة بناء في بلادنا المحتاج إلى عديد من الشركات الناجحة باعتباره في مرحلة تنمية مستمرة.

نحتاج بالفعل إلى استنساخ تجربتي مديري جامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كونهما يمارسان عملهما بمستوى راق من الحرفية لم نعهده في مديري جامعاتنا السعودية المثقلين بالبروتوكولات والروتين وتكرار تجارب عقيمة لم يستفد منها الأولون، وتعد تجربة هذين الرجلين بمثابة نقلة نوعية لدور الجامعة في خدمة المجتمع حيث أثريا الساحة الثقافية والعلمية وساهما في رفع المستوى التحصيلي والتعليمي
للطلبة وإخراج أجيال قادرة على الاستيعاب والمناظرة والمقارنة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي