المعهد العالي للقضاء بين الأكاديمية والقضاء
التاريخ العلمي للأكاديميات المعنية بعلم الشريعة يقرأ كبدايات زمانية تتحدث عن البداية والتأسيس وأحيانا تكون هذه البدايات هي الإشراق الباقي، وربما صاحب هذه الأكاديميات في واقعها القائم تأخر وضعف وهذا شاهد تقرأه في بعض الأكاديميات التي نشأت في أقاليم من المشرق والمغرب من قرون لكن ثمت مجموعة لم ترتبط بتاريخ كهذا في الامتداد، وبداياتها ليست أقوى من واقعها اليوم، والقارئ للحركة العلمية للمعهد العالي للقضاء تتكون لديه ثقة بأن المعهد أصبح رقما علميا فاعلا يتجاوز المستوى الخاص داخل الجامعة الأم في علوم الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بل ترى بدايات موفقة في فتح علاقات علمية للمعهد مع أكاديميات مقاربة في العالمين العربي والإسلامي.
الواقع المشرق الفاعل للمعهد العالي للقضاء ليس على المستوى الأكاديمي ومنح شهادات عليا في الماجستير والدكتوراة في الفقه المقارن والسياسة الشرعية بل حتى في الإثراء البحثي الذي يشارك فيه المعهد فلا تكاد ترى مجمعا بحثيا أو ملتقى إلا وهناك ورقة متدرجة من المعهد في علوم الشريعة خاصة في المعاملات والحقوق.
رسالة المعهد العالي رسالة مباركة ورغم هذا الامتياز. يجب أن يحاط المعهد بمواد من العناية الخاصة لمزيد من الرقي العلمي به يمكن التنويه بأوائل حروفها:
1- تأكيد الارتباط والعلاقة بين المعهد والجامعة (جامعة الإمام محمد بن سعود)، فالمعهد أحد مكونات هذه الجامعة وهذا أعطى المعهد والجامعة قيمة علمية متميزة، فالمعهد يستمد كثيرا من قدره العلمي من هذه الجامعة وإشراقاتها وتاريخها، والجامعة تشكلت قيمتها العلمية من مجموعة أكاديمية المعهد في مقدمتها وفي كل خير.
2- رفع المعيار العلمي للقبول والبحوث المجازة من المعهد إلى درجة الانتخاب. وبحكم كثرة الكم المتقدم فلن تتأثر المخرجات العددية مع المحافظة على الامتياز العلمي.
3- فتح علاقة فاعلة مع القضاء ليكون المعهد في دوره الرئيس الأكاديمية العليا في التأصيل لفقه القضاء والسياسة الشرعية، وتأهيل القضاة، فالمعهد يحمل اسم القضاء ولا تزال هذه العلاقة دون مستوى تشكيل فقه شمولي في دوائر القضاء حيث علاقة القضاة بالمعهد في كثير من أحوالها علاقة فردية أو دورات عابرة، ومع فاضل أثرها فالأمل الامتداد إلى علاقة أمتن.
4- إعادة المصادر والمراجع العلمية إلى الجدول العلمي للمعهد في الفقه وأصوله والقواعد والمقاصد وغيرها بصورة أقوى من الواقع القائم.
المعهد يشهد حركة علمية تنطبق من اهتمام إدارة الجامعة وعمادة المعهد، وهي حركة مشرقة لكنها بحاجة إلى مزيد من حسن الصناعة العلمية ولمست في معالي مدير الجامعة د. سليمان أبا الخيل عناية خاصة بالمعهد ومشاريعه العلمية.. والله المسدد