هناك خطأ شائع يتداوله الناس أن المولود لا يرى في الفترة الأولى من ولادته, ولكن وبكل تأكيد فإن الأطفال حديثي الولادة يبصرون إلا أن قدراتهم على الإبصار في هذا الحين لا تكون كقدراتهم بعد أسبوع أو شهر وفي تحسن مستمر خلال الأشهر الأولى من حياتهم. ويظل النظر علمياً في حالة تطور قابلة للتغير خلال السنوات التسع الأولى من عمر الطفل. وفي هذا الموضوع سنتعرف على زوايا المرض وكيفية علاجه من الدكتور عبد الله العتيبي استشاري طب وجراحة العيون لدى مركز الدكتور سليمان الحبيب بالعليا، والدكتور منصور الفاروقي طبيب جراحة العيون في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في القصيم.
#2#
#3#
فحص البصر جزء من الفحص العام عند الأطفال
في البداية دكتور عبد الله ما الطريقة التي تعمل بها العين؟
يعمل الدماغ والعين معاً لإنتاج حاسة البصر، حيث يدخل الضوء إلى العين ويتحول إلى إشارات عصبية تنتقل بدورها عن طريق العصب البصري إلى الدماغ، والكسل الوظيفي هو مصطلح طبي يتم استخدامه عندما تنقص الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما, ذلك أن العين والدماغ لا يتزامنان في العمل مع بعضهما، حيث تبدو العين تشريحياً طبيعية لكنها لا تعمل بشكل طبيعي بسبب تفضيل الدماغ للعين الأخرى.
دكتور عرّف لنا الكسل الوظيفي؟
كسل العين هو عبارة عن ضعف الإبصار في عين لم تتطور فيها الرؤية بشكل طبيعي منذ فترة الطفولة المبكرة ، نتيجة تجاهل المخ للصورة غير الواضحة التي تنقلها العين المصابة (الكسولة)، وعادة ما يحدث ذلك في عين يكون تركيبها طبيعيا. ويعد تمتع كلتا العينين بقدرة بصرية متساوية أمرا في غاية الأهمية، حيث إن العديد من الوظائف لا تكون متاحة أمام هؤلاء الذين يبصرون بعين واحدة فقط . وتبرز أهمية كون الرؤية طبيعية في العين الأخرى، في حالة فقد إحدى العينين للإبصار، نتيجة التعرض لحادث، أو الإصابة بأحد الأمراض، ومن هنا تأتي أهمية اكتشاف وعلاج حالات كسل العين الوظيفي في أسرع وقت ممكن. وتعد هذه الحالة من الحالات الشائعة، ولا يمكن علاجها إلا إذا تم ذلك خلال مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة, لذا ينبغي على الوالدين ملاحظة هذه المشكلة البصرية ليتسنى لطفلهما أن يرى بصورة طبيعية في مراحل عمره الباقية. ومعظم الأطباء يجعلون فحص البصر جزءاً من الفحص العام الذي يجرونه على الأطفال، وينصح أن يتم فحص النظر لدى جميع الأطفال من قبل طبيب العيــون عند أو قبل بلوغ سن الثالثة، كما ينصح بفحص بصر الطفل قبل ذلك، إذا كان أحد أطفال العائلة مصابا بالماء الأبيض، أو بالحول، أو أي أمراض بصرية خطيرة.
هنا لابد لنا أن نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض؟
العوامل التي تسبب عدم تكوين صورة واضحة داخل العين قد تسبب الكسل وهذه العوامل هي:
الحول: وهو انحراف في اتجاه إحدى العينين أو كلتيهما إلى الداخل أو الخارج أو لأعلى أو لأسفل مقارنة بالعين الأخرى. والحرمان وهو عندما يكون هناك حاجز يحول دون وصول الضوء من الخارج إلى الشبكية، كما في حالات الماء الأبيض الخلقي أو في حالة انهدال الجفن الحاد أو عتمة القرنية أو الولادة المبكرة (الأطفال الخدّج حيث إن الشبكية لم تنم بالشكل الكامل بعد) أو نزيف الشبكية، وكذلك العيوب الانكسارية: كما في حالات قصر النظر وبعد النظر أو الانحراف اللابؤري مع العلم أن الوراثة تلعب دوراً كبيراً في الأسباب المذكورة أعلاه, ونعني بالوراثة أن يعاني أحد الوالدين من الكسل أو الحول أو قصر أو بعد النظر.
الفحوص الدورية تؤدي إلى نتائج فعالة
ولكن الدكتور عرفان شفيق سيوضح لنا كيف يتم اكتشاف وتشخيص حالات كسل العين؟
يتم اكتشاف حالات كسل العين، عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين، وهذا يتم من خلال الفحص الذي يقوم به طبيب العيون لقياس قوة الإبصار. ومن الممكن تحسين الرؤية باستخدام النظارات المناسبة، كما سيقوم الطبيب بفحص الأجزاء الداخلية للعين؛ بحثا عن أمراض قد تكون السبب وراء انخفاض القدرة البصرية مثل الماء الأبيض أو غيره من الأمراض.
دكتور عرفان لما تتطور حالات كسل العين الوظيفي؟
العين والدماغ يعملان معا لإنتاج البصر ولكن في حالات الحول أو الحرمان أو العيوب الانكسارية تتشكل صورتان مختلفتان وتُرسلان إلى الدماغ، وفي الأطفال الصغار يتجاهل الدماغ الصورة القادمة من العين المصابة لأنها غير واضحة ويترجم فقط الصورة القادمة من العين السليمة وبذلك تتطور حالة الكسل.
وبم تنصح المرضى؟
الفحوص الدورية على العين تؤدي إلى الاكتشاف المبكر لضعف الرؤية البصرية الناتجة عن كسل العين, لذا فإن النصائح الطبية تؤكد ضرورة الالتزام بإجراء فحوص دورية على فترات متباعدة للتأكد من الوقاية من هذا المرض أو اكتشافه في مراحله الأولى لمساعدة المريض على علاجه بشكل جيد.
علاج كسل العين قبل إجراء الجراحة
طرق علاج كسل العين قبل اللجوء إلى الإجراء الجراحي؟
من أجل تصحيح حالات كسل العين فإنه لابد من دفع الطفل إلى استخدام عينه الكسولة وذلك عن طريق تغطية العين السليمة لفترات زمنية يحددها الطبيب بناء على شدة الحالة، وعمر الطفل، ارتداء نظارات طبية لتصحيح الأخطاء الانكسارية أو لتصحيح التركيز البؤري غير المتكافئ للعينين، وضع بعض القطرات أو عدسات خاصة في العين السليمة، ما يجعل الرؤية فيها غير واضحة، هذا بدوره يدفع الطفل إلى استخدام العين الكسولة. وفي حالة اكتشاف عامل يسبب إعاقة في الرؤية مثل إعتام عدسة العين (الساد)، فإن هذا الأمر يتطلب إجراء جراحة لعلاج المشكلة التي تسببت في كسل العين ثم يتم علاج العين الكسولة.
وفي حالات أخرى، يتم علاج كسل العين قبل إجراء أي جراحة، كما في حالات الحول (عدم استقامة العينين)، إلا أن علاج حالة الكسل قد يستمر بعد الجراحة أيضا.
خبرة الطبيب أهم عوامل الشفاء
ولكن هنا تساؤل مهم.. هل للأبوين أي دور في نجاح العلاج؟
يعتمد العلاج الناجح - في أغلب الأحوال - على اهتمام الوالدين، ومشاركتهما، وقدرتهما على الطفل يتقبل هذا الأمر. ويعتمد العلاج الناجح لحالات كسل العين أيضاً على مدى شدة الحالة، وعمر الطفل عند بدء العلاج، فإذا تم اكتشاف وعلاج الحالة مبكرا، فسوف يحقق الطفل - في أغلب الأحوال - تحسنا في الرؤية.
وإذا تم اكتشاف الإصابة بكسل العين لأول مرة عند بلوغ الطفل سن السابعـة أو بعد ذلك، فلن يكون العلاج ناجحا، آخذين في الحسبان أن علاج الكسل الناتج عن الحول أو العيوب الانكسارية (طول النظر، وقصر النظر أو اللابؤرية)، هو أكثر نجاحا في العادة من الكسل الناتج عن عتامة في مجال الرؤية؛ مثل الساد.
هل من نصيحة أخيرة للمرضى؟
أنصح المرضى بزيارة الطبيب المتخصص في الكشف عن هذا النوع من الأمراض لأن خبرة الطبيب في التعامل مع المرض يعد من أهم العوامل التي تساعد على الشفاء من كسل العين الوظيفي.


