الوطن الذي يُكرّم فيه الطب والأطباء

في زمن تتسابق فيه الدول أملا في الوصول إلى الصدارة من خلال الاكتشافات العلمية والطبية نجد أن مملكتنا الحبيبة بقيادة راعي نهضتها وحضارتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود والحكومة الرشيدة نجدها تسابق الدول رافعة لواء العلم والتقدم وحاملة غصن الحب والسلام لتهديه إلى جميع الشعوب في العالم.
لقد امتدت مشاعر ملك الإنسانية ورحمة قلبه الحنون عبر حدود هذا الوطن الغالي لتقطع مسافات طويلة وتصل إلى أوطان بعيدة مؤكدة أن قلبه الكبير فيه مكان للكثير ممن تعلقت آمالهم به - بعد الله تعالى - لما عرف عنه من الكرم والجود فنالت بلادنا الحبيبة شرفا عظيما ومكانة رفيعة وفتحت مملكة الإنسانية الباب على مصراعيه مرحبة بالبعيد والقريب.
إن الغراس التي سقاها مؤسسو هذه النهضة في بلادنا والدعم اللامحدود للعلم والعلماء وإنشاء العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية أثمرت أطباء ومهندسين وعلماء في كل المجالات تنبض قلوبهم حبا ووفاء لهذا الوطن الغالي حتى أصبحت هذه الصروح منارات تعانق عنان السماء شرفا ورفعة ينظر إليها القاصي والداني نظرة إكبار وإعجاب بما وصلت إليه بلادنا من حضارة وتطور في زمن قصير.
كيف لا وقد تصدرت إنجازاتنا الأخبار الرئيسة والصفحات الأولى في جميع وسائل الإعلام العالمية عندما تابعنا وتابع العالم بأسره وصول ومغادرة العديد من التوائم السيامية بعد أن أجريت لهم - وبكل نجاح - أدق وأكثر العمليات الجراحية تعقيدا في تاريخ الطب على يد نخبة من الأطباء السعوديين برئاسة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة الذي كان ولا يزال اسمه مرتبطا ارتباطا وثيقا بالنجاح والتوفيق - بإذن الله تعالى -، هذا النجاح الذي توج بالثقة الملكية وتعيين الدكتور الربيعة وزيرا للصحة.
ويتواصل هذا العطاء والحفاوة والتقدير من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - ليشمل جميع الأطباء حملة هذه الرسالة الإنسانية العظيمة وذلك بإعلان الربيعة الأمر السامي بتوحيد رواتب جميع العاملين ضمن البرامج الصحية الحكومية العامة والتخصصية والمرجعية وذلك خلال الحفل الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بمناسبة تخريج الدفعة الثانية عشرة من الأطباء والصيادلة الحاصلين على شهادات الاختصاص الأمر الذي يحد وبشكل كبير من تسرب العديد من الكفاءات والخبرات ويرفع من مستوى الخدمات الطبية في القطاع العام من خلال إيجاد بيئة طبية متوازنة تنهض بهذه الخدمة الإنسانية الكريمة مما يعود بنفعه على الوطن والمواطن ويعمل على تطوير الأبحاث الطبية وتبادل الخبرات في جو يتميز فيه الطبيب المبدع في تخصصه أينما كان موقعه على خريطة هذا الوطن الكبير.
لقد جاء هذا القرار في وقت يشهد فيه العالم أزمة اقتصادية شديدة عصفت بالكثير من الدول قائدة النهضة الاقتصادية، مؤكدا متانة وثبات الاقتصاد السعودي الذي لا يساوم على مصلحة الوطن ودعم مسيرة التقدم مهما كانت الظروف.
فهنيئا للطب هذه الرعاية الكريمة وهنيئا للأطباء هذا الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين وهنيئا للشعب السعودي هذا الوطن الذي يكرم فيه الطب والأطباء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي