Author

صيف الهاربين!

|
أطل الصيف وحضرت معه "الكتمة" وضيق الخلق والتأفف، ونهار طويل انتزع من ليله ساعات كنّا بحاجة إليها .. والأهم أن رمضان المبارك قد اقترب وهو يحمل في طياته زمنه الصيفي ، وأعان الله الناس من بعضها، خاصة من تلك المتأففة سريعة الغضب .. تلك التي لا تطيق حراً ولا بشراً ولا تتحمل جوعاً ولا عطشاً. نتوقع ذلك مع تسابق الفلكيين بالوعيد والتهديد أن صيفنا لهذا العام سيكون حارقاً محرقاً .. درجاته تفوق الستين ، وظله يشوي العصفور.. وعليه فنحن جميعاُ ممن كتب الله علينا أن نركض في هذا الصيف قد بدأنا بتلمس جباهنا لإبعاد بعض قطرات أوجدتها الحرارة، نفعل ذلك ونحن لم ننكر على الفلكيين توقعاتهم ولا سيما أن شهرنا الجاري (يونيو) قد لاطفنا ملاطفة جميلة بنسائم لم تقل سخونتها عن الأربعين درجة، ناهيك عن موجات من الغبار العليل الذي غير من أشباهنا، وزاد جلودنا تشققاً وتيبساً. الصيف لهذا العام سيوجد موجة سفر ستغرق أبها، وتزعج الطائف، ونؤكد ذلك لأن ليس لدينا من يملك مقوماتهما سياحةً ومساكن، وإن كان للباحة بعض من عليل، ومسكين من ليس له أبها أو طائف. سيغرف من لهيب الرياض.. وكآبة الأجواء في جدة والدمام. ويبدو أن كاتب هذه السطور أحد المساكين ، وعليه فلا بأس إن تنسم بعضا من العبير الاصطناعي وتفيأ ظلال الجدران الساخنة وتغنى بالبرودة الاصطناعية. صيفنا ساخن، وهذه المرة أكثر سخونة، لكن ماذا عملنا لتفادي ذلك.. وكيف هي مقومات السياحة الداخلية، وهل مطاراتنا قد استعدت جيداً كما هي خدمات الطرق.. سننتظر لنرى كيف هم وإن كنّا نحسب أنهم في صيفهم يتمرغون حالهم هي هي كما كل عام يهبون فجأة وينامون من بعدها. وأعيد القول إن صيفنا ساخن جداً ولم يتغير حتى وإن تبارى الفلكيون بتوقعاتهم .. ومن تغير هم نحن الذين بتنا لا نطيق حرارة ولا نتكيف مع غبار.. رغم أن تاريخنا دليل علينا .. وملابسنا تشهد أيضا.
إنشرها