فصل الكهرباء عن ثلاجات "التموينات"..تسمم غذاء وفناء أبرياء!!

مع تزايد ارتفاع درجات الحرارة في العاصمة الرياض، تلجأ بعض محال السوبر ماركت إلى التخفيف من قيمة فاتورة استهلاك الكهرباء، من خلال إطفاء الثلاجات والبرادات التي تحوي الألبان واللحوم وغيرها من المواد الغذائية، وذلك بعد إغلاق المحال في أوقات متفرقة من النهار، وعند إغلاقها في منتصف الليل، ومن ثم إعادة الكهرباء فور فتح محالهم في الصباح.
وعلى الرغم من الضرر على صحة المستهلك الذي يسببه إطفاء الكهرباء عن الثلاجات المملوءة بالمواد المبردة والمجمدة، إلا أن عمالة هذه الأسواق تتجاهل هذه المخاطر، رغبة في توفير مبالغ زهيدة.
وخلال جولة لـ"الاقتصادية" على عدد من الأسواق الصغيرة في الرياض رصدت بعض الثلاجات مغلقة وفي وضح النهار، حيث وقفت "الاقتصادية" عند إحدى الأسواق التي قامت بإغلاق إحدى الثلاجات، وعند الاستفسار عن سبب ذلك، حاول العامل تبرير ذلك، بأن عطلاً فنياً أصاب الثلاجة وتم الانتهاء من إصلاحه قبل فترة وجيزة.
وأكد عدد من المواطنين أنهم يواجهون بشكل شبه يومي مثل هذه المواقف من إغلاق العمالة للثلاجات، بغية التوفير، في ساعات الليل المتأخرة وفي الساعات الأولى من الصباح، مطالبين الجهات ذات العلاقة من المفتشين الصحيين تكثيف الزيارات على هذه المحال, خاصة في الصباح الباكر لاكتشاف خدع وحيل هؤلاء العمالة بتوفير الكهرباء على حساب صحة المواطنين، وتطبيق أشد العقوبات عليهم.
من جانبه، ذكر الدكتور أشرف شلش إخصائي تغذية في جامعة الإمام محمد بن سعود، أن هناك إهمالا في حفظ المواد الغذائية خاصة في محال التموينات وذلك لعدم معرفة العاملين فيها بالاشتراطات الصحية لتخزين المواد الغذائية، مشيراً إلى أن بعض العمالة في هذه الأسواق متسببة في فساد التغذية، لإغلاقهم أجهزة التكييف والتبريد، دون النظر إلى الخطر الناجم عن إغلاق أجهزة التبريد، خاصة أن كثيرا من الثلاجات تحتوي على مواد سريعة الفساد كاللحوم والأسماك، وتكرار فصل التيار الكهربائي يؤدي إلى التسمم الغذائي.
وحذر شلش من الإصابات الناجمة عن التسمم الغذائي, خاصة في فصل الصيف لارتفاع درجة الحرارة، وتعرض المواد الغذائية للتلف السريع بسبب سوء التخزين لهذه المواد.
وأشار إلى أن طريقة الحفظ هي الدلالة الحقيقية للتعرف على مدى ملائمة المنتج للاستهلاك الآدمي، وأن عوامل الحرارة والرطوبة والضوء هي من المؤثرات الرئيسية في تاريخ صلاحية المنتج وعدمها، وأنه إذا تغيرت هذه العوامل فقد يتغير تاريخ الصلاحية ويتقلص متأثرا بالعوامل التي حفظ فيها الغذاء، وأن إغلاق الثلاجات التي تقوم بتبريد المواد الغذائية بين فترة وأخرى يسبب فساد هذه المواد وتكون غير صالحة للاستهلاك.