عندما بدأ العالم يتحدث عن إنفلونزا الخنازير، لم نعدم من يتصدى لدينا لأي تحذيرات بحجة عدم تخويف الناس. وعندما بدأت الأرض تهتز في العيص وعدد من قرى المدينة، سارع من يهمس: لا تبالغوا في الحديث، نحن بخير. هذه الذهنية، على رغم أن الناس لا ينصاعون لها، إلا أنها تبدو مربكة، وترسخ الانطباع الذي يقول إن بعض الناس لدينا تحب أن تعمل بصمت ولا تريد أن تكون هناك أصوات تتحدث وتناقش.
وهذا الكلام غير صحيح، بدليل أن المسؤول الأول في بلادنا وراعي البناء والتحديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحث في كل خطاباته على أهمية النقاش والحوار. لكن يبدو أن البعض لا يريد أن يتخلى عن الرغبة في تبني الرؤية التي تتخوف من النقاش ومن الإفصاح. فيما يخص هزات العيص كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله أسرع في إيقاعها من تحركات بعض الجهات، ولكن هذه التوجيهات هي التي حركت الركود وجعلت الأمور تسير بشكلها الطبيعي.
ليس عيبا أن يكون لدينا إيدز، وليس عيبا أن يصاب أحد بإنفلونزا الخنازير، وليس عيبا أن تهتز المدينة بفعل بعض عوامل الطبيعة. العيب أن يعتقد إنسان أن من حقه أن يحجب الشمس بمنخل، ومكان هذا، الجلوس في الظل حتى لا يتأذى ولا يؤذي سواه.
