ليس تكريماً.. بل بعث لحب جديد!

كان تكريم خادم الحرمين الشريفين للأبطال الثلاثة لذيذاً في النفس عليلاً على الصدر.. تكريم يحمل كل الرسائل والمعاني التي تجلت في الإيثار والتضحية، فحين تضحي بنفسك لأجل إنقاذ آخر فتلك والله لمن الأعمال الأرقى والأفعال الأسمى .. أقول إن الشمري وزميليه أعادونا إلى لغة الحب الجميلة .. التآخي – الإيثار- نبذ التخاذل .. بعدما عصفت بنا بعض أفكار، من تلك التي لوت عقول بعض منّا، حتى جعلتهم لا يفرقون بين من ينتمي لهم وطناً وديناً وبين الضاري من الحيوانات.. وبما أوجعنا وأوجع بلدنا .. وحاول إخفاء كثير من الحب والشجاعة والإيثار التي يتصف بها أبناء هذا البلد.
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن خطورة إزهاق روح المسلم فقال: لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً، وقد نظر عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الكعبة مرة فقال مخاطباً إياها وأصحابه : إيه والله إنك لعظيمة وإن حرمتك عند الله عظيمة، ولكن حرمة المسلم أعظم. وقال في حديث آخر: لئن تنقض الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم واحد، والشمري ومن هم على خطاه وعوا هذا الدرس واستوعبوه وتشربوه بكثير من الإيمان والوطنية والإيثار .. لم تعصف بهم أفكار مضللة، ولا بواعث كريهة من تلك التي ترفض الآخر وتقوض مسيرته بسبب أنه فقط لا يتفق معها.. ولو في بعض قليل.
أقول مرحى للشمري وزميليه ومرحى لكل من يرى في تكريم النفس البشرية وإعلاء قيمتها، بل والتضحية من أجل استمرارها شأناً لابد أن يستمر .. فتكريم خادم الحرمين لمن يستحق التكريم، هو تأكيد على الأصالة التي تعمل القيادة على استمرارها وتنميتها، ونحن نحتاج إلى إحيائها وتنميتها، وإعادة بعثها بكل تجل وقوة -في مناهجنا وتربيتنا ومناشطنا-، وحتى في الرياضة التنافسية والممارسات المهنية.. جدير أن نعيد ترتيب أنفسنا بعد أزمة التطرف ورفض الآخر التي لم تؤخرنا عن الركب فقط ، بل عطلت بعضاً من فضيلة الحب التي نعنى بها.. وأججت أمواجاً من الشكوك من قبل الآخرين تجاهنا.
أختم بالقول إن على مؤسساتنا التربوية والفكرية وكل ما له علاقة بالإنسان أن تنمي فضيلة الحب والولاء والتآخي والتضحية، ولا بأس من إقامة المعارض والمنتديات لذلك مع استخدام الأمثلة الحية التي تنمي تكاتفنا ومحبتنا لبعضنا.. وبما يحقق الهدف الأسمى لديننا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي