الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 19 ديسمبر 2025 | 28 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.27
(-0.84%) -0.07
مجموعة تداول السعودية القابضة151.8
(-1.56%) -2.40
الشركة التعاونية للتأمين115
(-1.71%) -2.00
شركة الخدمات التجارية العربية120.3
(-0.66%) -0.80
شركة دراية المالية5.41
(2.08%) 0.11
شركة اليمامة للحديد والصلب31.3
(-1.26%) -0.40
البنك العربي الوطني21.18
(-0.24%) -0.05
شركة موبي الصناعية11.2
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.4
(-1.23%) -0.38
شركة إتحاد مصانع الأسلاك19.84
(-0.55%) -0.11
بنك البلاد24.77
(-0.72%) -0.18
شركة أملاك العالمية للتمويل11.33
(0.18%) 0.02
شركة المنجم للأغذية53.85
(0.19%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.58
(0.87%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.75
(0.67%) 0.35
شركة سابك للمغذيات الزراعية112.7
(1.62%) 1.80
شركة الحمادي القابضة27.58
(-2.75%) -0.78
شركة الوطنية للتأمين12.98
(-0.61%) -0.08
أرامكو السعودية23.65
(0.21%) 0.05
شركة الأميانت العربية السعودية16.37
(-0.12%) -0.02
البنك الأهلي السعودي37
(1.09%) 0.40
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.16
(-0.78%) -0.22

حين طلب القطريون من روبرت مينارد إدارة ما يقولون إنه أول مركز لحرية الصحافة في العالم، في عاصمتهم، الدوحة، تسببوا على الأرجح في جلب المشكلات على أنفسهم. فمينارد الفرنسي الجريء الذي أدار في السابق مجموعة ضغط في باريس، هي مراسلون بلا حدود، يشتهر بحبه لإثارة الجدل. ففي العام الماضي عطّل مراسم إضاءة الشعلة في اليونان، التي كان من المفترض أن تكون فاتحة مشرفة للألعاب الأولمبية في الصين. وفي وقت لاحق، تسلق كاتدرائية نوتردام وعلق لافتة احتجاج أثناء حمل الشعلة في جميع أنحاء باريس. والآن، بعد أشهر فقط من تولي منصبه كرئيس لمركز الدوحة لحرية الإعلام، تورط في خلاف قد يكون أكثر مرارة من أي شيء مر به.

وقد تم إطلاق المركز في تشرين الأول (أكتوبر). ومن ضمن مؤيديه البارزين هناك دومينيك دو فيليبان، رئيس الوزراء الفرنسي السابق، وDaniel Barenboim، وهو مدير فرقة موسيقية، و Mia Farrow، الممثلة المهتمة بحقوق الإنسان. ويهدف المركز إلى مساعدة الصحافيين المعرضين للخطر وتعزيز حرية الصحافة في كل مكان. ويحظى المركز بدعم أمير قطر؛ وقد مولته زوجته، الشيخة موزة، التي تترأس منظمة قطر الغنية. ويترأس رئيس المركز أيضا قناة "الجزيرة" المملوكة لقطر، وهي القناة التلفزيونية الأكثر شعبية في العالم العربي، والتي تمنح المملكة الصغيرة تأثيرا أكبر بكثير من حجمها أو ثروتها.

ولكن من الواضح أن القطريين مخطئون إذا كانوا يعتقدون أن مينارد سيغير أسلوب عمله المنمق الجريء ليتلاءم مع طبيعة وشخصية الذين يرعونه. ومينارد مخطئ بالقدر نفسه إذا كان يعتقد أن المجتمع المحافظ، الذي لم يتخل عن جذوره البدوية، سيتسامح مع ممارساته الإعلامية الغربية المتساهلة.

وقد بدأت الخلافات بين مينارد والمسؤولين القطريين في وقت سابق من هذا العام حين اكتشف المركز، الذي يدير منزلين آمنين في الدوحة للصحافيين المعرضين للخطر، أنه تم رفض منح تأشيرات دخول لبعض أولئك الذين يبحثون عن ملجأ. وفي آذار (مارس)، كتب مينارد رسالة مفتوحة إلى الشيخة موزة على الموقع الإلكتروني للمركز، يخبرها فيها أن "بعض الأشخاص المقربين إليك وغيرهم من الذين قمت بتعيينهم في مناصب عليا في المركز" يعرقلون أنشطة المركز. وكان أحد أولئك الذين اتهمهم مينارد شخص قطري قام بطرده.

ولكن حتى في دولة محافظة خليجية ليبرالية نسبيا مثل قطر، فإن توبيخ مسؤول كبير علنا يعد تهورا متسرعا. علاوة على ذلك، أزعج مينارد أرباب عمله بحماسته للتغيير. وسرعان ما تم اتهامه في افتتاحية نشرت في صحيفة "الشرق"، وهي صحيفة قطرية بارزة، بالتشجيع على الإباحية بعد أن اعترض على الرقابة على الإنترنت في دبي، إحدى الإمارات المجاورة لقطر، حيث حاولت الشرطة حجب المواقع الإلكترونية الإباحية المناهضة للدين. وقال مينارد إن مركزه أزال بعض المواد الإباحية التي تستهدف الشباب. ثم تمت مهاجمته في افتتاحيات أخرى، كل منها أشرس من الأخرى، في الصحافة المحلية.

ومن قبيل المصادفة ولكن كما لو أنه مخطط أيضا، فإن اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي تم تنظيمه في وقت سابق من هذا الشهر، وهو حدث سنوي يتم تنظيمه بصورة مشتركة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومركز الدوحة الإعلامي، هو الذي منح الصحافة القطرية، التي يقول مينارد إنها تعمل "بموجب أوامر"، أحدث انفتاح لها. ويبدو أن Flemming Rose، المحرر الثقافي لصحيفة Jyllands-Posten الدنماركية التي نشرت الرسوم الكرتونية المثيرة للجدل للنبي محمد قبل أربع سنوات، حضر إلى المؤتمر دون علم مينارد أو موظفي المركز. وقد رافقه رئيسه، Jorgen Ejbol، الذي يترأس المجموعة التي تمتلك الصحيفة المسيئة - وتشارك في رعاية جائزة اليونسكو لحرية الصحافة.

وعلى الفور، اتهم مقال افتتاحي نشر في صحيفة قطرية يومية، هي "الوطن"، مينارد بالترحيب "بالشيطان" الدنماركي في الدوحة. وجاء في المقال الافتتاحي: "يجب أن يعلم مينارد أن هناك خطا أحمر في حرية الإعلام لا يمكن تجاوزه،" واتهمت مينارد الفرنسي بإهانة جميع المسلمين. وتبع ذلك تبادل محموم للاتهامات في المجالس المحلية، ومكالمات هاتفية غاضبة إلى وزارة الداخلية، ورسائل إلكترونية عاصفة إلى موظفي المركز تطلب منهم المغادرة، كما تم انتقاد المركز الإعلامي في خطبة صلاة الجمعة في مسجد واحد على الأقل.

ويقول مينارد إن الخلاف هو في الواقع بين المحافظين والليبراليين في قطر نفسها. فهو يقول: "لا أعرف دولة أخرى في العالم العربي لديها الشجاعة لفتح المركز" وجلب الانتقادات على نفسها، مشيدا بالأمير والشيخة موزة. وهو يقول إن إغلاق المركز يعد هزيمة، ليس فقط للتحرر بل أيضا لصورة قطر. وسيكون هذا خيارا صعبا بالنسبة إلى حكام الدولة.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية