مستشار اقتصادي: ترشيد الاستهلاك عملية مكتسبة وليست فطرية
أكد الدكتور زيد بن محمد الرماني, المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن التطبيع الاجتماعي للفرد له أثره في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي, ولهذا كان الاهتمام بمراقبته وتوجيه سلوكه حتى يشارك في تنظيم الاستهلاك, فالتنشئة الاجتماعية من حيث المعلومات والبيانات المتعلقة بترشيد الاستهلاك والمستهلك بالدرجة الأولى ليست فطرية إنما هي مكتسبة, ومن ثم لابد من دراستها وممارستها وربطها بجوانب الحياة اليومية, ثم إن عادات الاستهلاك وتقاليده الموروثة هي التي يعتز بها لأنها تحدد معالم شخصيته, ومنها العادات الغذائية التي يتصف بها المجتمع العربي والتي ينبغي تخليص الأفراد منها كشراء كميات من الطعام, فقد يكون عدد الأسرة خمسة أشخاص ويعدّ الطعام لسبعة أشخاص, إلى جانب العادات الخاطئة في الحفلات والمناسبات.
وكشف الدكتور زيد أن للاستهلاك أضرارا مادية وكذا جسدية والتي تعرف "بالبطنة", كل ذلك إعلان صارخ عن وقوع الفرد في دائرة الإسراف في الاستهلاك. وقد نبه عن إعلانات الاستهلاك فكثير من الناس يشترون الغذاء أو الملابس عن طريق الدعايات والأكاذيب التجارية لمنتجات متعددة الأنواع, والحقيقة أنها تروّج بضاعتها بدعايات وإشاعات مبالغ فيها بكل وسائل الإغراء, فمثلاً إعلانات عن إنقاص الوزن باستعمال عقار ما يفقد الماء المخزّن في الجسم, وكذا استغلال مصانع الأغذية إقبال الناس وإخراج العديد من المستحضرات الغذائية للأسواق وتوزيع عينات مجانية من الغذاء الجديد مع كتيبات تشرح فوائده وعناصره الغذائية وطريقة تقديمه, لذا ينبغي الابتعاد عن الدعايات التجارية المضللة, وكذا تعلّم أسس الغذاء والتغذية السليمة.
ثم أشار إلى أنماط الاستهلاك, التي درج الاقتصاديون فيها على تصنيف أنماط الاستهلاك وفقاً للبنود الرئيسية على أن يقسّم كل بند على أقسام فرعية, وهي تصنيفات دولية تضم عشرة بنود للاستهلاك وهي: الأغذية، المشروبات، المواد الخام، الوقود المعدني، الزيوت، المادة الكيميائية، البضائع المصنوعة، الآلات ومعدات النقل، مصنوعات منوعة، ومعاملات غير مصنّعة. ويتفق الباحثون في مجال الاستهلاك على مبدأ مفاده أن الأسرة الواحدة تشكِّل خلية استهلاكية لها مصدر دخل خاص بها, قد يسهم فيه فرد واحد أو عدة أفراد, وأن جميع المستهلكين هم أعضاء في وحدة استهلاكية واحدة.
إلى ذلك يذكر بأنه نظراّ لكثرة الاهتمام بالتغذية ورغبة في إيجاد وسيلة لنقل المعلومات التي أسفرت عنها البحوث, لجأ كثيراً من الحكومات إلى استخدام ما يعرف "البطاقة الإرشادية", والهدف منها تثقيف المستهلك غذائياً وتشجيع شركات الصناعات الغذائية على رفع المستوى الغذائي لمنتجاتهم, ووضع الرقابة على المنتج لحماية المستهلك من الغش, فهي قناة توعوية وإرشاد اقتصادي, إلى ذلك يوضح ـ الدكتور الرماني ـ أن الاستهلاك لحقت به مفاهيم غير صحيحة مفادها أنه عملية سلبية ترهق اقتصاديات الدولة, وقد تسرب ذلك بسبب ما تسكبه وسائل الإعلام من دعايات جوفاء تحبب في الإنتاج وتحذر من الاستهلاك على أساس أن الإنتاج يعطي ويضيف والاستهلاك يبدد ولا يفيد , فالاستهلاك ليس شراً محضاً إنما هو خير والإنتاج لاوجود له بغيره .