بيشة والريشة ومكائن الخياطة

سبق أن كتبت مقالاً منذ ثلاثة أعوام في هذا العمود آنذاك علقت فيه على سعر سهم شركة بيشة الزراعية عند تجاوزه ستة آلاف ريال، خلاصته أن سهم هذه الشركة مشابه للريشة ما دام أنه يوجد أحد ينفخ فيه فيظل يعلو، ولكن عند توقف النافخ إما من تعب أو حقق مراده، فلا بد أن يتولى غيره هذه المهمة وإلا ستسقط الريشة أرضاً بمعدل أسرع مما ارتفعت، وهذا ما حصل، سقطت الريشة وسقط معها سهم "بيشة". الحالة مشابهة لما نشهده في سوق حراج مكائن الخياطة، حيث إن ذكيا في مكان ما، خزن مكائن عدة اشتراها بثمن بخس، ثم بدأ ينفخ في سعرها حقيقياً وعن طريق الشائعات، وصدق الناس، ولا ألومهم فمن اشترى بألف باع بعشرة آلاف، هذا في عرف السوق المالي "مُخاطر"، ولكن ينقلب إلى "أحمق" إذا كان هو المشتري الأخير، يتكرر المشهد دوماً ولا تتعلم الناس، ليس جهلاً ولكن طمعاً، هناك عشرات الأسهم المتداولة شأنها شأن "بيشة"، ولننتظر فقد يباع غداً " دافور أبو قاز" بمئات آلاف الريالات، فبعضها قاعدته مصنوعة من ذهب كما أشيع أنا، فلقد جمعت المئات منها، الحق ولا ما تلحق، ونلوم هيئة سوق المال والعيب فينا، والله أعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي