المراكز التجارية تستغل السيارات الفارهة لاستغفال المستهلكين
أبدى عديد من المتسوقين في المراكز التجارية الكبيرة المنتشرة في العاصمة الرياض امتعاضهم من الأسلوب الذي تتبعه تلك المراكز لجذب المستهلكين ورفع حجم المبيعات عن طريق عرض عديد من السيارات الحديثة والغالية الثمن، والسعي لإقناع المستهلكين بأن هذه السيارة أو تلك ستكون من نصيب صاحب الحظ الأوفر في القرعة.
وأعرب المواطن سلمان العمري عن دهشته البالغة من كثافة أعداد السيارات الفارهة في تلك المراكز التجارية، قائلا إنني اعتقدت أنني أخطأت الطريق ودخلت معرضا للسيارات، ما أسير بضع خطوات في المكان حتى تواجهني سيارة جديدة مركونة في هذا الركن أو تلك الزاوية من المركز، واعترف العمري بأن تلك الطريقة فعلت مفعولها في البداية لكن بمرور الوقت صار الجميع يدرك أنها نوع من الاستغفال، بل وأصبحت تصيب كثيرا من المستهلكين بالغضب كونها نوعا من الاستغفال وتنم عن عدم احترام لعقلية المستهلكين واستهبالهم إذا جاز التعبير وأضاف في حديثه لـ "الاقتصادية ": لم نسمع أو نشاهد أحدا فاز بهذه السيارة "مشيرا إلى أن المسؤولين عن توزيع الكوبونات للدخول في المسابقة يمنحون أعدادا من الكوبونات وفقا للفاتورة التي يحملها المستهلك بمعنى أنه كلما كانت الفاتورة كبيرة كلما كانت أعداد الكوبونات أكثر وهذا يعني أن المستهلك الذي تنطلي عليه الحيلة سوف يشتري بكميات كبيرة سعيا وراء الكوبونات على أمل أن يحالفه الحظ وتصبح لديه سيارة فارهة ودون مقابل.
من جانبه، يقول محمود الليثي: القانون لا يحمي المغفلين ومن يشتري أشياء لا يحتاج إليها في سبيل الحصول على الكوبونات فهو مخطئ، موضحا أن من حق تلك المراكز أن تسعى لجذب المستهلكين وتحقيق الأرباح لكنها لا تستطيع أن تُكره أي مستهلك على الشراء بل إن الكثير يخرج من المركز فارغ اليدين دون أن يشتري أي شيء، وهذا هو المهم فإن أحدا لن يجبرك على الشراء، إضافة إلى ذلك ليست هناك رسوم لدخول تلك المراكز حتى يمكن أن نقول إن ذلك غش أو احتيال.
أما موسى الهوساوي، مسؤول توزيع كوبونات، فيؤكد أنها حقيقة وأن هناك من حالفه الحظ وحصل على سيارة فارهة دون مقابل ، وقال إن ذلك نشر في وسائل الإعلام المختلفة، وأضاف الهوساوي أن المركز لا يجبر أي مستهلك على الشراء، بل إن المسئولين عن تلك الكوبونات لا يترددون لحظة واحدة في كثير من الأحيان في إعطاء طفل صغير بعض الكوبونات عندما يطلبها، منوها بأن كل مركز يتبع الطريقة التي يراها مناسبة لجذب المستهلكين دون إكراه أو إرغام المستهلك على الشراء، وأكد في ختام حديثه أن تلك المسابقات والعروض التي تقدمها المراكز حقيقية وليست استغفالا أو تحايلا على المستهلكين.