"التخفيضات".. استجداء العاطفة لا يجد نفعا في استرضاء المتسوقين!!

"التخفيضات".. استجداء العاطفة لا يجد نفعا في استرضاء المتسوقين!!

ثامر المالكي من الرياض
يلحظ المتتبع لحركة الأسواق والمحال التجارية في العاصمة هذه الأيام انتشار لافتات التخفيضات، بغية الترويج للسلع عبر دغدغة العاطفة الشرائية بعروض مناسبة في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار. وشهدت المجمعات التجارية في العاصمة انخفاضا ملحوظاً في حجم المبيعات في الآونة الأخيرة رغم اتجاه التجار في تلك الأسواق إلى عمل تخفيضات وتنزيلات كبيرة بلغت حتى 80 في المائة على معروضاتهم. وأرجع متعاملون في تلك المحال ذلك، إلى وجود انخفاض في المبيعات وركود في السوق بشكل عام في الآونة الأخيرة.
وفي جولة لـ "الاقتصادية" في أحد المجمعات التجارية في العاصمة الرياض، قال أحمد رجب وهو بائع في محل متخصص في الملابس الجاهزة "إن ارتفاع نسبة المبيعات في العام الماضي قابله تراجع ملحوظ هذا العام وصل إلى 40 في المائة، وبالتحديد في الفترة الحالية على الرغم من التخفيضات الكبيرة المعلنة.
وأضاف رجب أن هناك إحجاما من المتسوقين وضعفا في الإقبال على شراء الملابس الجاهزة رغم التخفيضات والتنزيلات التي يعمل بها في المحل والتي تجاوزت 50 في المائة، في حين أبدى بائع آخر في أحد المحال الشهيرة لبيع الملابس النسائية استغرابه من الإحجام الواضح وضعف القوة الشرائية رغم التخفيضات والتنزيلات التي يتم إعلانها على واجهة المحل بين الفينة والأخرى.
في شأن ذي صلة لوحظت ظاهرة التخفيضات والتنزيلات بوضوح في أحد أكبر وأهم شوارع العاصمة وهو شارع العليا العام، والذي يعد شريانا مهما في قلب العاصمة، وذلك من حيث إعلانات التخفيضات التي وصلت حتى 80 في المائة في معظم تلك المتاجر بجميع نشاطاتها التجارية ابتداء من الملابس الجاهزة والأزياء مرورا بمحال الأثاث وحتى متاجر الذهب والمجوهرات على امتداد شارع العليا العام.
وأكد جمع من المتسوقين والمرتادين للأسواق في العاصمة، أن ثقافة التسوق طغى عليها التغيير من حيث التمييز في الأسعار وجودة المشتريات حيث اتجه كثير منهم إلى البحث عن بدائل لمشترياتهم من تلك المحال التي تبيع بأسعار عالية بحجة أنها علامات عالمية، على الرغم من توافر بدائل ذات صناعة صينية وأخرى عربية جنبا إلى جنب مع تلك العلامات العالمية ما أدى إلى العزوف عن الشراء من تلك المحال واتجاههم إلى الشراء مما يسمى بالأسواق الشعبية، وهو ما رصدته "الاقتصادية" في جولتها.
ويقول علي العامر أحد المتسوقين، إن فرق السعر بين المحال في المجمعات التجارية الشهيرة وبين الأسواق الشعبية جلي وواضح، وإن التخفيضات التي تقوم بها تلك الأسواق التجارية تخفيضات تنافي الحقيقة، وأنك تفاجأ عند دخولك المحل المعلن للتخفيضات أن البضاعة التي ترغب في شرائها لم يشملها التخفيض، وأنه شمل أنواعا أخرى بينما تجد المحال في الأسواق الشعبية لا تهتم كثيراً بأمر التخفيضات بسبب اعتدال أسعارها في غالب الأحيان على مدار العام.
وعلى صعيد آخر لم تكن محال بيع وصياغة الذهب والمجوهرات والإكسسوارات أفضل حالاً، فقد أكد حكيم المهنا مدير معرض في أحد محال المجوهرات الشهيرة، أن حجم المبيعات شهد انخفاضا ملحوظاً، وأن أسعار الذهب والمجوهرات تخضع لمعايير معينة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ورغم ذلك فإن لديهم سياسة كإدارة معرض تتبع بالنسبة لإعلان التخفيضات وأن فترة التخفيضات لهذا العام كانت فترة طويلة حسب ما ذكر المهنا، وأن فترة التخفيضات امتدت من عيد الأضحى وحتى وقتنا الحالي، وهي أطول فتره تستمر فيها التخفيضات في المعرض الذي برزت على واجهته لافتة كُتب عليها "بنصف السعر" .

الأكثر قراءة