تنمية الوعي الاستهلاكي..استقرار الأسرة يبدأ بتحديد الأولويات وفق الإمكانات
أضحت الحياة المدنية واقعا للبيئة المعقدة وإن بدت في ظاهرها أكثر سلاسة وراحة من الأخرى البدائية أو البسيطة في تركيبها وطبيعة معيشة الناس فيها، ذلك أنها تحوي تداخلات كثيرة للنواحي الاقتصادية والاجتماعية، قوامها تشابك الأنظمة الحياتية اليومية والارتباط المباشر بالأنشطة الاقتصادية.
ويرى الدكتور زيد الرماني المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن هذه التطورات الاقتصادية والاجتماعية أفرزت آثارا سلبية تمس حياة وسلوك الطفل والمرأة والأسرة من حيث عادات الاستهلاك المتزايد وتفتيت القرار الاقتصادي وهوس التسوق.
ويشير الدكتور الرماني إلى أن هذه السلوكيات بدأت في البروز، معتبرا الاقتصاد المنزلي شيئا ضروريا لمواجهة أعباء الحياة نتيجة زيادة أسعار السلع والخدمات، الأمر الذي يتطلب الانتفاع بالموارد المتاحة إلى أقصى حد، فتخطيط الأسرة أسلوب حياتها المالي أو البشري يحقق أهدافها وتبلغ رغباتها وأهم مظهر من ذلك هو وضع ميزانية للدخل المالي وتحديد طريقة التصرف في هذا الدخل وإعطاء كل بند حقه كامل مع مراعاة إمكانيات الأسرة.
وأسدى المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعض النصائح الاقتصادية المهمة للاقتصاد الأسري منها: التخلص من القيم الاستهلاكية السيئة حتى لا يتسبب الاستهلاك في وجود الفقر وسط الرخاء، لأنه بالاستمرار تضيع الموارد ويفقد معها التوازن النفسي والاجتماعي، تقدير الكمية والجودة والنوعية والفترة الزمنية لاستهلاك السلع والخدمات، كبح الانفعالات العاطفية المتعلقة بالشراء سواء على مستوى الأطفال أو النساء أو المجتمعات الأسرية، مراقبة الاقتصاد الأسري بصفة مستمرة والتحكم فيه عن طريق السياسات المالية والاقتصادية والتوعية المستمرة على مستوى الفرد وإحاطته بخطورة الاستهلاك المرتفع، وتشجيع الأفراد على الادخار الإيجابي وتيسير قنوات فعالة وأوعية مناسبة لاستثمار مدخراتهم.
وشدد الدكتور الرماني على ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام ووكالات الدعاية والإعلان بدور في تنمية الوعي الاقتصادي والاستهلاكي لدى أفراد المجتمع، لافتا إلى أنه مما يبشر بآمال مستقبلية اهتمامات دول الخليج في سبيل تثقيف اقتصادي، اجتماعي، صحي للمجتمع من خلال الأخذ بالأساليب الصحيحة وتعديل الأنماط الخاطئة، فإذا كان التوجيه التربوي يعين في المقام الأول في المدارس والجامعات فإنه لامحيص من التناول التربوي منذ النشأة.