منتدى الغد والأمل والمستقبل
اختتم الأسبوع الماضي أول منتدى متخصص بقضايا الشباب في المملكة العربية السعودية، وتأتي فكرة المنتدى في توقيت مهم من مسيرة المملكة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتأتي فكرة المنتدى أيضا والمملكة تخطو خطوات اصطلاحية تاريخية لتأخذ مكانها الملائم على الخريطة العالمية, لتكون من ضمن دول التأثير العالمية, وما وجودها في قمة العشرين إلا نقطة تحول رئيسية تستوجب كثيرا من الاهتمام.
وعندما تحدثنا عن المنتدى الذي عنون لنفسه بعنوان يعكس الواقع الحقيقي لأي أمة تنشد السمو والنمو والاستفادة الحقيقية من الثروة الحقيقية, وهي العنصر البشري الذي من دونه تموت الأمم وبه تحيا, "نحن والشباب شراكة", وعندما أتحدث عن العنوان والتوقيت لأنهما يأتيان على طرفين مهمين من الناحية الاستراتيجية, فالعنوان يحكي واقعا نحتاج إليه, فالشراكة مع الشباب هي عصب التحرك المستقبلي, خصوصا أن ما تمثله نسبة الشباب في المملكة من إجمالي عدد السكان هي نسبة عالية تتجاوز نصف عدد السكان, كما جاء في جميع أوراق العمل التي طرحت خلال أيام المنتدى، نعم فلم تخل ورقة عمل تم تقديمها في المنتدى من التركيز على النسبة المئوية لفئة الشباب في المملكة العربية السعودية، وهذا التركيز جاء من متحدثين يمثلون قطاعات حكومية وأكاديمية وكذلك ممثلي القطاع الخاص. وهذا التركيز يبرز الأهمية والتحدي والخطورة والمستقبل, وهذا بلا شك يبرز الأهمية التي يمثلها شباب اليوم وقادة الغد على مستقبل الوطن، 70 في المائة من تعداد السكان في أقوى اقتصاد في الشرق الأوسط هم من فئة الشباب، فأي مستقبل ينتظر هذا البلد إذا تم تأهيل هذا المخزون الاستراتيجي التأهيل المناسب؟
كذلك فإن المنتدى وضع نفسه كساحة حوار مهمة للطرح العلني للتحديات التي تواجه الشباب من الجنسين، ولعل مشاركة الشباب في الحوار والنقاش هي مؤشر مهم على إزالة الحاجز الكبير بين الأجيال عند التعاطي مع القضايا التي تهم جيل الشباب، وسرني كثيرا أن أستمع إلى تجارب ناجحة إلى حد الإبهار لعديد من الشباب, سواء على مستوى الجامعات أو على مستوى الأفراد, تؤكد أن لدينا جيلا يحتاج فقط إلى إعطائه الفرصة لصنع المستقبل، وأثبتت التجارب أننا نحتاج فقط إلى الاستماع إلى الشباب ومن ثم الحكم عليهم، ولعل المداخلات الختامية في المنتدى تؤكد أن الشباب لديهم الطموح والانفتاح والقدرة على المساهمة الفاعلة في رسم مستقبل هذا البلد، ولعل إحدى المداخلات التي ساقها أحد الشباب تعكس الواقع المرير الذي يواجه شبابنا. ذكر أحد الشباب أنه قبل المنتدى وصل إلى قناعة أنهم (أي الشباب السعودي) هم أساس المشاكل التي نعيشها, وأنهم شباب كسول لا يمكن الاعتماد عليه، وختم بقوله: إنه كاد يقتنع بهذه النظرة لكثرة ترديدها من جميع من حوله. وختم بالقول: إن مشاركته في الإعداد لهذا المنتدى فتحت له أفقا للتفاؤل والأمل بأن يكون مواطنا يحمل قيمة مضافة إلى أهله ومجتمعه ووطنه. وجاء المسك في حجم المبادرات التي أطلقها المنتدى من خلال جهات حكومية وأهلية وأكاديمية, لتضع ختم النجاح لمنتدى استثنائي وليد في مضمونه وتوجهاته.
لقد علق منتدى الغد الجرس وأضاء بارقة أمل لمستقبل الشباب، ويجب علينا جميعا أن نفتح قلوبنا وعقولنا لمستقبل مشرق لشبابنا, وأن يكون الحوار وليس الأمر هو آلية التعامل، وأن يكون لهم نصيب في بلورة الخطط المستقبلية الخاصة بهم. وهذه دعوة مفتوحة للجميع للتعاون مع منتدى الغد لنصنع الغد لشبابنا ووطننا.