لصوص الحقائب ينعشون سوق "التقليد".. وتفاؤل بالجهود الأمنية
أثرت الجهود الأمنية كثيراً في انخفاض عدد سارقي الحقائب النسائية في الرياض، غير أن النساء أصبحن أكثر حيطة من ذي قبل، عندما لجأن إلى شراء حقائب صينية رخيصة مخصصة للأماكن العامة والأسواق، لا تختلف كثيراً عن نظيرتها غالية الثمن.
تقول أروى محمد إنها ليس مضطرة إلى حمل حقيبة غالية في السوق، فهو مكان عام، إلى جانب سماعها لقصص قديمة للصوص تخصصوا في طرق نشل هذه الحقائب. وتضيف: "معظم صديقاتي أصبحن أكثر قناعة بأن الحقيبة الصينية الرخيصة تؤدي الغرض، ولا حاجة لحقائب الماركات العالمية إلا في المناسبات الاجتماعية".
وفي شأن مبيعات الحقائب الصينية، زارت "الاقتصادية" الكثير من أسواق الرياض للتعرف عن قرب على حركتها داخل السوق، إذ أتضح أن تحظى بإقبال كبير لأسباب عدة، في مقدمتها رخص سعرها. وفيما يتعلق بأسعارها، فهي تبدأ من25 ريالا وتصل حتى 150 ريالاً، ويعتمد السعر على الشكل والحجم والبلد المصنع، فضلاً أن هناك أيضا حقائب تتجاوز أسعارها ألفي ريال بحسب بائعين. إلا أنهم أشاروا إلى أن الإقبال على الحقائب الغالية الثمن لم يعد كما كان في السابق، حيث كانت الحقيبة التي تعلقها الفتاة على كتفها نوعا من أنواع التفاخر كما هو الحال في جهاز الجوال في الوقت الراهن، وفي اعتقاد كثير من النساء أن نوع الحقيبة تعكس شخصية حاملتها من حيث الوضع المادي.
يقول البائع رشاد العلفي في حديثه لـ"الاقتصادية" إن كثيرا من النساء يفضلن الحقيبة المصرية التي يكون سعرها ما بين 120 و150 وهي حقائب جيدة نوعا ما من حيث الشكل والمضمون، لكن الغالبية يفضلن الحقائب العادية وخاصة الصينية، فأسعارها رخيصة وفي متناول الجميع، وهي إضافة إلى ذلك تؤدي الغرض لكي تضع المستهلكة حاجياتها في تلك الحقيبة، لافتا إلى أن أفضل الحقائب الصينية لا يتجاوز سعرها 40 ريالاً.
من جانبه، يؤكد البائع عبد السلام محمد أن غالبية النساء يفضلن الشكل على المضمون وهو ما يتوافر في الحقائب الصينية، فتلك الحقائب مختلفة الأشكال والأحجام و ترضي أذواق النساء اللاتي يقبلن عليها، والحقيبة الصينية التي يكون سعرها 40 ريالا تحاكي في شكلها الحقائب الماركة إلا أن المضمون والجودة يختلفان، فهناك بون شاسع بين هذه وتلك، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يغيب عن بال النساء، وما يعوضها عن الجودة السعر المتدني للحقيبة الصينية التي قامت بشرائها، كما أن تلك الحقائب ليست رديئة إذا تمكنت النساء من الحفاظ عليهن، وبالنسبة للنوعين السوري والمصري، فهو أفضل من السلعة الصينية لكن سعرها المرتفع نوعا ما يجعل المستهلكات لا يقبلن عليها، مضيفا أن البائع الذي يستطيع التلاعب بالكلمات ولديه القدرة على الإقناع يتمكن من الترويج لبضاعته حتى ولو كانت رديئة.
فيما يشير ياسر التميمي مدير أحد المحال التي تتولى بيع الحقائب الثمينة إلى أن السوق لديهم أصبح راكدا وغير متحرك، معربا عن اعتقاده أن اللصوص أسهموا في ذلك متوقعاً أن يزدهر السوق بعد الجهود الأمنية في تعقب هؤلاء والقبض عليهم.
وذكر أنه في السابق كان يصعب على بعض النساء التجول بحقيبة يصل سعرها إلى ألفي ريال، فهي هدف ثمين في عيون اللصوص، مشيراً إلى أن الحقيبة الماليزية والألمانية الجلدية هي الأفضل شكلاً ومضموناً.