التسرب الإشعاعي لبعض الأجهزة الطبية في المستشفيات..خطر قاتل

التسرب الإشعاعي لبعض الأجهزة الطبية في المستشفيات..خطر قاتل

من المعروف لدى الجميع ما للمصادر المشعة من أضرار خطرة على صحة الإنسان خصوصاً إذا كانت ذات موجات ترددية عالية تفوق حاجة الجسم ، ومن المعلوم أن الحوادث الإشعاعية تتكرر من آنٍ لآخر ويتضرر جرّاءها الكثيرون, وتحدث إصابات جينية قاتلة أو مسرطنة لمثل تلك الحوادث قبل أن يكتشفها المتضرر أو المسؤولون عنها .في المملكة لدينا الكثير من تلك المنشآت, والأجهزة الإشعاعية سواء للتشخيص الطبي أو العلاج أو الكشف... الخ من الاستعمالات المتعددة للأشعة, ويوجد في كل مستشفى من مستشفيات مملكتنا الحبيبة على الأقل جهاز واحد للإشعة التشخيصية، (وفي بعض المستشفيات عدة أجهزة للأشعة العلاجية والتشخيصية) , والملاحظ في بعض مستشفيات الكسب المادي على وجه الخصوص قلة الإهتمام بأجهزة الإشعاع العلاجي أو التشخيصي من حيث وسائل السلامة والمتابعة الدائمة والضبط. في بعض المستشفيات يحّدثني بعض الزملاء أن جهاز الأشعة قد تم تركيبه منذ سنوات ولم تحدث له صيانة أو ضبط أو مراجعة للأداء والتشغيل منذ ذلك الوقت, وبالتالي لا يعلم فني الأشعة عن مدى كفاءة الجهاز وأهليته للقيام بالمهام الموكلة به, إذ إن زيادة الجرعات الإشعاعية تؤدي إلى الضرر والخلل الوارثي وقد يحدث التسرطن بسبب زيادة التعرض للإشعاع حتى ولو كان للتشخيص , وايضاً النقص في المستوى الإشعاعي عن الحد المطلوب له أضرار صحية أخرى. ’ لذا أهم طريقة لتحقيق الأمن والسلامة , أن يتم ضبط الجهاز ( الضبط وإعادة تعيين hفتراضيات المقاييس الآمنة, ودرجة الأداء ويعد الضبط القياسيcalibration.. من أهم طرق السلامة في أي منشأة تحوي أجهزة تشخيص وعلاج وكشف إشعاعي، وبين يدي الكثير من التساؤلات والمشكلات المهنية التي تحدثت عنها الصحف وبعض المنتديات الإلكترونية عن وجود تسّرب إشعاعي هنا أو هناك مما قد يثير القلق لدى المراجعين لتلك المستشفيات أو تلك المنشآت. ومنها ما نشر في جريدة الجزيرة قبل فترة في تصريح لسعادة مدير عام الشؤون الصحية في منطقة القصيم عن عدم صحة وجود تسّرب إشعاعي في أحد مستشفيات المنطقة , وهو الموضوع الذي تم تداوله بين الناس في مدينة الرس وبين العاملين هناك . ثم جاء تكليف شركة متخصصة لتنفي ذلك الخبر وتؤكد سلامة الأجهزة في المستشفى, ويبقى أخذ الحيطة والحذر من المسؤولين الخطوة المهمة في تشديد الرقابة على مثل هذه الأجهزة المهمة والحساسة الوقت نفسه في كافة مستشفيات المملكة.
إن هذا يتطلب - من وجهة نظري- ضرورة وجود فني ضبط إشعاعي أو ضابط الوقاية من الإشعاع في كل منشأة يوجد فيها جهاز إشعاعي , أو على الأقل في كل مدينة ليتجول على أجهزة الإشعاع التشخيصية والعلاجية للتأكد من سلامة الأداء ووجود التدابير الوقائية اللازمة أثناء الفحص والتشخيص والعلاج , والتأكيد على توخي سبل السلامة والوقاية من الإشعاع لكي لا يتعرض المرضى والمرافقون لهم لجرعات أعلى من الحد المسموح به , ولكي لا يتعرض العاملون أنفسهم للضرر بسبب إهمال وسائل السلامة والوقاية من الإشعاع. وقد يكون السبب إهمال أثناء التشغيل، أو أن العوازل لم تكن موجودة أثناء الفحص الأول وتم jإضافتها أثناء الفحص الثاني . أو قد يكون هناك خلل في طرق الضبط في إحدى الحالتين ؟ أو قد يكون فني الأشعة نفسه مهملاً لوسائل السلامة من الإشعاع إلى غير ذلك من الاحتياطات, أتمنى أن يتم تدريب عدد من الموظفين والفنيين في اقسام الأشعة على طرق الوقاية من الإشعاع لوقاية تنفسه ووقاية المرضى المراجعين له , وكذلك أن يتم تدريبهم على احدث الطرق , وبالمناسبة لا يفوتني التنويه بجهود بعض المستشفيات الحكومية التي تولي هذا الأمر جل اهتمامها رغبة في الحفاظ على صحة المواطن , ووقايته من الأمراض التي تسببها الأشعة , وهذا يتجلى في وجود ضابط للوقاية من الإشعاع وضابط للمخلفات الحيوية في كل مستشفى , أما المستشفيات التي تفتقد ذلك فيجب تعيين فنيين بها وتدريبهم على ذلك , ويوجد في مستشفى الملك فيصل التخصصي وحدات متكاملة للتدريب في مجال الوقاية من الإشعاع . أتمنى من منسوبي وزارة الصحة الاستفادة منها لتدريب منسوبيهم , ويمكن لمن أراد الاستزادة من ذلك التنسيق مع إدارة المستشفى للحصول على التدريب الملائم لمنسوبي وزارة الصحة في هذا المجال الحيوي المهم والخطير .

الدكتور فهد بن محمد الخضيري
مستشفى الملك فيصل التخصصي
ومركز ألابحاث بالرياض
[email protected]

الأكثر قراءة