لماذا لا يستخدم المسلمون صناديق الوحدات الاستثمارية الإسلامية؟

لماذا لا يستخدم المسلمون صناديق الوحدات الاستثمارية الإسلامية؟

في الوقت الحاضر، وصلت الأسواق الرأسمالية للأسهم الإسلامية إلى نقطة يستطيع فيها المستثمرون المسلمون السماح للمديرين المحترفين بإدارة صناديقهم من خلال ما يعرف بـ "صناديق الوحدات الاستثمارية الإسلامية" في الأسهم.
يعد هذا النوع من أشهر أنواع الاستثمارات, وبالتالي فإن أداء الوحدات الاستثمارية يرتبط بأداء سوق الأسهم. فحين ترتفع الأسعار في السوق فإن ذلك يؤدي في العادة إلى زيادة في قيمة الوحدة، والعكس بالعكس. وهناك نطاق واسع من صناديق الوحدات الاستثمارية متوافر في السوق، وتراوح من الصناديق ذات الخطورة العالية وذات المردود العالي.
وهناك نوع آخر من صناديق الوحدات وهو صناديق متابعة المؤشرات. تستثمر هذه الصناديق في نطاق من الأوراق المالية التي يقارب أداؤها بصورة وثيقة أداء مؤشر جميع الأسهم. والمستثمرون في هذا النوع من الوحدات يحصلون في العادة على عوائد، تشبه بصورة كبيرة أداء مؤشر البورصة، سواء من حيث المخاطر أو من حيث العوائد.
ويمكن كذلك لصناديق الوحدات أن تتخذ شكل صناديق الدخل، أي صناديق الوحدات، التي تؤكد أولوية توليد الدخل، أو الجمع بين الدخل والنمو. وهذا يعني أن الصناديق ستستثمر بالدرجة الأولى في الأسهم التي تحقق أرباحاً لا بأس بها، في مقابل الأسهم التي لا تدفع الأرباح أو الأسهم ذات الأرباح التي لا تذكر، ولكنها يمكن أن تركز على إمكانية نمو رأس المال.
وتستثمر هذه الصناديق بصورة رئيسية في سندات الشركات والأوراق المالية الحكومية والأوراق المالية السائلة مثل البنكنوت والأموال النقدية, وإن الهدف من صندوق الوحدات التي تغذي الدخل هو عموماً تأمين دخل منتظم دون التركيز على نمو رأس المال, ولكن من الممكن أن تولد هذه الصناديق مكاسب أو خسائر رأسمالية خلال فترة التقلب الشديد لأسعار الفائدة.
وعلى العموم فإن التقلب أو عنصر المخاطرة في صناديق الدخل الثابت هو أقل من التقلب في صناديق الأسهم. فرأس المال سيكون مأموناً بقدر أكبر، خصوصاً إذا ظل الصندوق يحتفظ بالسندات إلى حين تاريخ استحقاقها. وبالنظر إلى عنصر المخاطرة، فإن من الطبيعي أن يتوقع المستثمر أن تكون العوائد المتحصلة من هذه الصناديق أدنى من الدخل المتحصل من صناديق وحدات الأسهم. وفي الغالب فإن صناديق أسعار الفائدة يحملها المستثمر كجزء من محفظته الاستثمارية الشاملة. وهي تؤمن للمستثمر تنويعاً مفيداً يعمل على وقاية صندوق الوحدات الاستثمارية من مخاطر العوائد السلبية خلال فترة معينة. وفي بعض الأسواق فإن استثمارات أسعار الفائدة الثابتة ترتبط ارتباطاً سلبياً عالياً بالأسهم، ما يعني أنه حين تهبط أسعار الأسهم ترتفع عوائد صناديق أسعار الفائدة الثابتة. وهذا مفهوم مفيد للغاية ويستخدم في إدارة الموجودات ذات المخاطر المتدنية.

التوصيات
إن سوق الأسهم الإسلامية لا تزال في مهدها من حيث النمو والتطور. وهناك عدة توصيات لتحسين أداء سوق الأسهم الإسلامية:

* تعزيز صناديق الأسهم الإسلامية بثورة التكنولوجيا على الإنترنت.
* تغيير الاستراتيجية الحالية والدور الحالي لصناديق الأسهم الإسلامية.
* إضافة المزيد من القواعد الإرشادية حول معايير اختيار صناديق الأسهم الإسلامية.
* توحيد القواعد الإرشادية حول الاستثمارات الإسلامية.
* تطوير منتجات استثمارية إسلامية جديدة، ربما تكون على غرار صناديق الأسهم الإسلامية, ولكنها تستند إلى المبادئ الثلاثة التالية:
- تصميم المنتجات بحيث تناسب الاحتياجات المالية للمسلمين.
- استناد المنتجات إلى القيم الإسلامية.
- الاستفادة من الفرص المتاحة في الأسواق الإسلامية الناشئة.

* أستاذ التمويل الإسلامي في كلية التمويل الإسلامي في جامعة كامدين في الولايات المتحدة

الأكثر قراءة