45 فنية مختبر في جامعة الملك سعود يتذمرن من حرمانهن من إجازة العام الدراسي
طالبت عبر "المرأة العاملة" فنيات مختبرات في جامعة الملك سعود بمساواتهن بأعضاء هيئة التدريس، فيما يتعلق بالإجازة السنوية لارتباط عملهن بشكل مباشر بالطالبات, مؤكدات أن عملهن ينتهي قبل بدء الاختبارات النهائية بأسبوعين، فيما يجبرن على الدوام طوال فترة الصيف لمجرد الحضور دون وجود أي أعمال يقمن بها.
وتساءلت الموظفات عن سبب رفض تقسيم الدوام ليكون بالتناوب بين الموظفات خلال فترة الصيف، مع أن هذا النظام معمول به في قسم الرجال ومعظم أقسام الجامعة, مشيرات إلى أن النظام لا يسمح لهن بالتمتع بالإجازة في أي وقت من أوقات السنة، حيث يلزمهن بأخذ الإجازة خلال فترة الصيف فقط، فلا يحق لهن طلب إجازة بعد عودة أعضاء هيئة التدريس أو قبل انقطاعهم حتى لا يتأثر سير العمل في المعامل سلبا.
وفي هذا الإطار أرجعت الدكتورة فاطمة جمجوم المشرفة على أقسام العلوم والدراسات الطبية للبنات في جامعة الملك سعود سبب رفض الإدارة لمساواة فنيات المختبرات في الإجازات مع أعضاء هيئة التدريس، إلى حاجة القسم إلى أعمالهن في فترة إجازة أعضاء هيئة التدريس.
وقالت" صحيح أن عملهن مرتبط بالطالبات إلا أن المعامل موجودة داخل الجامعة لذا تحتاج إلى تحضير للمواد والأجهزة وجرد وإعداد قوائم بالمواد اللازمة لإجراء التجارب، فبالتالي لابد أن تكون فنيات المختبر موجودات خلال فترة الصيف لإتمام هذه الأعمال قبل عودة أعضاء هيئة التدريس وبدء العام الدراسي بفترة كافية".
وعن إمكانية تقسيم الدوام بين الموظفات خلال فترة الصيف ترى جمجوم أنه لا مانع من تقسيم فترات الدوام بين الفنيات في حال وجود عدد كاف، إلا أنها أوضحت أن عدد الفنيات الحالي لا يسمح بتقسيمهن إلى مجموعات خلال فترة الصيف.
وهنا كان للفنيات رأي آخر أجمعن على أنهن لا يقمن بأي عمل خلال فترة الصيف، سوى التجمع في مكتب واحد وقتل الوقت بالأحاديث الجماعية، مؤكدات أن عددهن يقارب 45 فنية, لذا من الممكن توزيع الدوام بالتناوب عليهن دون أن يؤثر ذلك سلبا في سير العمل حيث لا يوجد في الأساس عمل يقمن به.
وفي استطلاع أجرته " المرأة العاملة" لعدد من فنيات المختبرات في جامعة الملك سعود، أكدت مزينة المباركي أن عملهن ينتهي قبل نهاية العام الدراسي, حيث يقمن بعمل الجرد لمحتويات المعامل وإعداد الطلبات التي يحتاج إليها المعمل التي لا تستغرق أكثر من أسبوع في العادة وبالتالي يتم غلق المعامل مع نهاية العام الدراسي, مشيرة إلى أن المعامل تخضع خلال فترة الصيف إلى عمليات صيانة لذا يجبرن على إخلائها, كما أن التكييف المركزي يقفل مما يضطرهن للاجتماع في أحد المكاتب التي يوجد فيها تكييف.
وأوضحت المباركي أن طبيعة عملهن ترتبط بشكل تام بالعام الدراسي كما أن المستودع المركزي لا يستقبل أي طلبية للمعامل في الصيف، إضافة إلى أن الدروس العملية عبارة عن تجارب حيوية يتم تحضيرها قبل الدرس بفترة قصيرة, وتتساءل هنا عن سبب إجبارهن على الحضور من الساعة الثامنة وحتى الثانية بعد الظهر دون وجود أي مهام يقمن بها، في الوقت الذي تحتاج أسرهن إلى وجودهن خاصة خلال الفترة التي يوجد فيها الأطفال طيلة فترة النهار في المنزل بعد انتهاء العام الدراسي.
وتضيف "في السابق كنا نقوم بإنهاء إجراءات إخلاء الطرف للطالبات أما الآن بعد أن أصبحت جميع الإجراءات تجرى عن طريق الكمبيوتر لم يعد لدينا أي مهام ننفذها خلال فترة الصيف وتؤكد أن المعامل تغلق في هذه الفترة".
فيما قالت مها الثويني فنية مختبر لها خبرة امتدت عشر سنوات " يوجد في الجامعة ما يقارب 45 فنية مختبر لذا فإن إمكانية تقسم فترات الدوام بيننا واردة، خاصة أنه لا توجد أي مهام نقوم بها"، موضحة أنه في السابق قبل نحو ثماني سنوات كان هنالك تقسيم للدوام حيث تداوم مجموعة كل أسبوع ولا نعلم لماذا الغي هذا النظام الآن, وتضيف الثويني لم نعترض قط على العمل رغم أنه يتم تكليفنا بعدة مهام ليست من ضمن عملنا حيث نقوم بالمراقبة خلال فترة الاختبارات.
آما أريج عبد رب النبي، فتقول" لا جدوى من الوقت المهدر خلال الصيف دون عمل سوى التجمعات التي لا طائل منها, فأما أن نمنح إجازة نقضيها مع أسرنا أو أن تجد لنا الجامعة حلولا مفيدة لاستغلال فترة الصيف في تطوير مهاراتنا، مقترحة أن ترسل الفنيات للتدريب في المستشفيات خلال هذه الفترة للتعرف على التقنيات الحديثة أو أن تنظم لهن دورات لتعليمهن مهارات الحاسب.
وتضيف أريج" الدوام فترة الصيف متعب خاصة لمن لديها أطفال صغار حيث تغلق الحضانة مع انتهاء دوام أعضاء هيئة التدريس، وبذلك نضطر إلى ترك أبنائنا في المنزل مع الخادمات والكل يعرف ما لهذا الأمر من مساوئ على تنشئة الأطفال، كما إنني كأم لا أشعر بالراحة وأنا أترك أطفالي وحدهم في المنزل مع الخادمة دون رقيب".
وتضيف إحدى الفنيات" اضطررت هذا العام للتقديم على إجازة أمومة حتى أستطيع أن أقضي فترة الإجازة مع أبنائي, مشيرة إلى أنه لا بد أن تكون هنالك مرونة من قبل الإدارة، فما الفائدة من إجبارنا على الحضور دون وجود أي عمل نقوم به".
وتعود المباركي لتؤكد " لا يحق لنا وفق التعاميم الصادرة من إداراتنا التمتع بالإجازة السنوية خلال شهور السنة حتى لا تتأثر العملية التعليمية سلبا ولا يحق لنا الإجازة بعد عودة أعضاء هيئة التدريس أو قبل انقطاعهم حتى لا يتأثر سير العمل في المعامل سلباً, أي أننا لا نستطيع التمتع بالإجازة إلا خلال أحد شهري الصيف فقط بخلاف ما يطبق على باقي الموظفين الذين يحق لهم الحصول على الإجازة في أي وقت خلال العام الدراسي".
وهنا ذكرت سكرتيرة أحد الأقسام العملية في الجامعة أن سكرتيرات الأقسام يخضعن للظروف فنيات المختبر نفسها حيث تنتهي مهامهن بنهاية العام الدراسي, ويجبرن على الدوام خلال الإجازة الصيفية مع أنهن لا يقمن بأي عمل, أي حضور لمجرد الحضور فقط, وتضيف السكرتيرة" أمضيت في العمل في الجامعة مدة عشرة أعوام ولم يحصل أن كلفنا بعمل خلال فترة الصيف".
وبحسب مصدر في وزارة الخدمة المدنية فإنه تم الاتفاق بين الوزارة والجهات المعنية على تحديد الوظائف التي تعتبر العطلة الصيفية بالنسبة لشاغليها بمثابة الإجازة العادية وتم اعتبار محضري المعامل في المدارس من العاملين في حقل التدريس.