حقوقنا وواجباتنا
كل مواطن في هذه البلاد يعرف واجباته من خلال الأنظمة واللوائح والقوانين التي تصدرها الجهات المختصة فمثلاً الطالب في المدرسة أو الجامعة أو المعهد يعرف ما يجب عليه الالتزام به داخل المدرسة أو الجامعة أو الكلية ويعرف العقوبات والجزاءات التي سيتعرض لها لو خالف تلك الأنظمة واللوائح والقوانين. لكن في المقابل لا يعرف ما حقوقه التي ينبغي أن يتمتع بها في مدرسته أو جامعته أو معهده. ولهذا فهو لا يستطيع المطالبة بها أو حتى السؤال عنها لأنها لم توضع ضمن لوائح أو أنظمة أو قوانين مكتوبة فهو يرى نفسه الحلقة الأضعف أمام إدارة المدرسة والمعلمين وعليه أن يؤدي واجباته المطلوبة منه لكن ليس له الحق في أن يطالب بحقوقه إن كان له حقوق حيث إنها مغيبة لا ذكر لها. حتى المكافأة التي يحصل عليها الطالب الجامعي ليس من حقه أن يطالب بها إذا تأخرت وهي كثيراً ما تتأخر في تصرف غريب لماذا تتأخر مكافآت طلاب الجامعات وطالباتها ولا تتأخر رواتب الموظفين في تلك الجامعات؟ في ظل التعتيم الواضح للحقوق تضيع تلك الحقوق والتي لا يعلم عنها المعنيون بالأمر وهم الطلاب.
الموظفون في مصالح الدولة كافة لا يعرفون من حقوقهم سوى الراتب آخر الشهر فقط. حتى الإجازة العادية أو الاضطرارية أو الاستثنائية أو المرضية التي منحها لهم النظام تخضع لمزاج الرئيس المباشر الذي يستطيع أن يحرمك منها أو يحددها لك حسب ما يريد كما فعل أحد مديري تعليم البنات الذي حدد إجازة موظفيه في الإجازة الصيفية بأربعة أسابيع أما هو فيتمتع كما شاء من أيام الإجازة وهكذا نرى أن الموظف لا يستطيع الحصول على حقوقه الواضحة فضلاً عن أن يحصل على حقوقه الأخرى كالترقية مثلاً فهي حق للموظف كل أربع سنوات لكن النظام مطاط حيث يظل الموظف أكثر من 15 سنة دون ترقية فأين الحقوق إذا كنتم ستطالبون الموظفين بأداء واجباتهم؟ من حقوق الموظف أن يُصرف راتبه مقدماً عند تمتعه بالإجازة العادية لكن شيئاً من هذا لا يحصل فلماذا؟ من حقوق الموظف أن يتسلم بدل الانتداب فور انتهاء المهمة لكن هذا لا يحصل ويتأخر صرف هذا البدل أشهرا بل إن هناك بدل انتدابات للعديد من الموظفين في بعض المصالح الحكومية مضى عليه سنوات وكذلك بدل خارج الدوام فلماذا؟
من حقوق الموظف بدل التعيين وبدل الانتقال عند الترقية وهذه يمضي عليها عدة أشهر وأحياناً عدة سنوات دون أن يُصرف رغم أنه من حقوقه فلماذا؟ كيف نطالب الموظفين بأداء واجباتهم ونوقع عليهم عقوبات وجزاءات فورية إذا لم يؤدوا واجباتهم ونحن لا نعطيهم حقوقهم بالسرعة ذاتها. الطالب والموظف وصلته واجباته ومطلوب منه تأديتها على أكمل وجه لكن أين حقوقه؟ لا أحد يعرفها! وإن عرف بعضها فهو لا يحصل عليها فكيف تتوازن الأمور إذا لم تسر الواجبات والحقوق معا والمعيار نفسه فكما تُطبع وتُوزع وتُعمم الواجبات ينبغي أن تُطبع وتُوزع وتُعمم وتُنفذ الحقوق أيضاً. هذا بالنسبة للطالب والموظف. أما عموم المواطنين فلهم من الحقوق الكثير في التعليم والعمل والصحة والأمن والطريق والسكن وهذا ما سنتطرق له في الأسبوع المقبل.