"سوق ساجر الموسمية" تدر 52 مليون ريال من صفقات البطيخ و750 مليونا للبطاطس
"سوق ساجر الموسمية" تدر 52 مليون ريال من صفقات البطيخ و750 مليونا للبطاطس
تحتضن محافظة ساجر (280 كم غرب الرياض) سوقا موسمية تستقطب فيه منتجات الحبحب (البطيخ) والبطاطس، كونها تقع على إقليم السر (وسط السعودية) وأفضل أراضيها التي تنتج المنتجات الزراعية على ثلاث دفعات، تعرف بالربعي، الردفي والصيفي.
ويعد سوق ساجر الموسمية، التي دشنت منتصف الأسبوع الماضي
احد أهم النوافذ الدولية لساجر، حيث تشحن كميات البطيخ أو الحبحب إلى السوق على مدى 90 يوما، تستقبل فيها السوق أكثر من 60 ألف سيارة محملة بالبطيخ من 4000 مشروع زراعي في إقليم السر، تنتج أكثر من عشرة ملايين من الحبحب تصل قيمتها إلى أكثر من 52 مليون ريال.
وأوضح محمد القحطاني مدير بلدية ساجر، أن السوق الموسمية ستخدم المزارعين بشكل كبير، باعتبارها بوابة تسويق أولى لهم، ويتم بيع نسبة كبيرة من المنتجات الموسمية كالبطاطس والبطيخ، التين تشتهر بهاا ساجر.
ويضيف القحطاني: "إن فكرة الأسواق الموسمية فكرة جديدة في المنطقة، تساعد المزارعين في بيع إنتاجهم بأسرع وأسهل الطرق".
ومن خلال جولة قامت بها "الاقتصادية" بصحبة محمد القحطاني، الذي بين أن هناك ساحتين رئيسيتين: ساحة خاصة بالعرض يتم فيها البيع والشراء، وساحة أخرى خاصة بالتحميل والتنزيل بمساحة إجمالية تصل إلى 50 ألف متر مربع.
وأوضح القحطاني، أن السوق تعد إحدى روافد الزراعة الموسمية، كما أن الأسواق تشهد تحركا في توفير فرص وظيفية، خصوصا في مجال الإشراف على السوق ومتابعته، إلى جانب التحميل والتنزيل، التي عادة تعمل فيها جنسيات مختلفة تحمل البضائع المختلفة في سيارات النقل، التي تنطلق من ساجر إلى المناطق السعودية وإلى دول الخليج العربي.
وبين القحطاني، أنه يتم تصدير 50 في المائة من منتجات ساجر الزراعية إلى دول الخليج العربي.
وزاد القحطاني: "ينطلق في كل عام موسم البطيخ، الذي يبدأ في كل عام بداية آذار (مارس) ويستمر 105 أيام حتى موعد طرح أول إنتاج، ويتواجد البطيخ في السوق عادة طيلة 90 يوما بوفرة كبيرة، حيث يبدأ يقل تدريجيا حتى ينعدم في موسم الشتاء، ما عدا بعض الذين يخزنونه لتسويقه في وقت يندر فيه الإنتاج، وعادة يتم تسويقه على الفنادق والمواقع التي تنتج العصائر المتنوعة، وتتراوح أسعاره في بداية الطرح، التي تسمى البواكير مابين ثلاثة إلى سبعة ريالات للكيلو الواحد، لينخفض مع وفرة الإنتاج إلى ما دون ذلك، ويصل وزن البطيخة الواحدة إلى 11 كيلو في الأحوال العادية ويصل بعضها إلى 19 كيلو عند تحسن الظروف".
وأضاف: "يعد البطيخ المنتج في ساجر من أفضل نتاج في السعودية والخليج، ويرجع الزراعيون أفضلية البطيخ في ساجر وفي إقليم السر عموما إلى عذوبة المياه وخصوبة التربة في الإقليم، حيث إن البطيخ من المنتجات التي تحتوي على كمية كبيرة من المياه، ويعلم عادة الزراعيون أن الأرض التي يطيب فيها العنب يطيب فيها البطيخ".
ويرى المهندس سلطان الثنيان، مهندس زراع، وعضو في اللجنة الزراعية في القصيم، أن العنب والبطيخ متلازمتان خصوصا في الجودة، كما أن زراعة البطيخ غير متعبة، ولكن تكمن الإشكالية في عملية نقله حيث يحتاج إلى أيد عاملة كثيرة وهذا لا يتحقق لكثير من المشاريع التي عزفت عن زراعة البطيخ.
وبين الثنيان أن البطيخ يستهلك ما بين 4000 إلى 6000 لتر من المياه للهكتار، وتبلغ نسبة المياه من حجم البطيخة 90 في المائة.
"الاقتصادية" تجولت مع اثنين من الشباب في ساجر وانتقلت معهما إلى إحدى المزارع التي يزرعانها، وتواجدت "الاقتصادية" معهم أثناء قطف محصولهم ليتم نقله في صباح اليوم الثاني إلى السوق وبيعه هناك،
فيتحدث نايف غازي ومخلد بجاد عن فرصة العمل في الزراعة الموسمية في ساجر، ويقولان: "يصل سعر إيجار المحوري ستة أبراج إلى 50 ألف ريال، يكلف في الغالب لزراعته 50 ألف ريال أخرى، حيث ينفق المزارع على زراعة البطيخ ما بين 100 إلى 120 ألف ريال، للمستأجر تقل التكلفة بنسبة 50 في المائة لمن يملك الأرض".
وأشار نايف بن غازي إلى أن الإنتاج الجيد يعطي أرباحا تصل إلى 200 في المائة في ظل أفضل الظروف، مضيفا زميله مخلد، أن عملية النقل والقطف هي من أصعب المراحل في زراعة البطيخ، حيث تحتاج إلى أيدي عاملة وهذا لا يتوافر في ظل عزوف كثير من العمالة عن التحميل والتنزيل، كما أن مكتب العمل لا يعطي المزارعين احتياجهم الحقيقي من العمالة، وتواجد العمالة الموسمية مهما جدا لتغطية مشكلة نقص العمالة.
وحول إمكانية عمل السعوديين في هذا المجال تحدث محمد القحطاني مدير بلدية ساجر، أن المجال مفتوح على مصراعيه لهم، إلا أن عملية التحميل والتنزيل عملية شاقة مرهقة، حيث يتراوح معدل التحميل اليومي للعامل الواحد مابين أربعة إلى خمسة أطنان في اليوم.
ويعد البطاطس من أهم المواسم في إقليم السر، حيث ينتج الإقليم قرابة 250 ألف طن تصل قيمتها السوقية إلى 750 مليون ريال، ويعد البطاطس من المزروعات التي تزرع مرتين في السنة في آب (أغسطس) والأخرى في شباط (فبراير)، وتصل تكلفة الهكتار بين 14 إلى 18 ألف ريال وينتج الهكتار ما بين 27 إلى 40 طنا في أفضل الظروف، كما أن أسعار البطاطس ارتفعت في السنتين الماضيتين بعد سلسلة من الخسائر التي توالت على المزارعين نتيجة زراعة البطاطس بكميات أعلى من معدل استهلاك السوق بكثير، أدى ذلك إلى العزوف عن زراعة البطاطس وارتفعت الأسعار بواقع 150 في المائة عن السنوات الماضية وشهد العام الماضي 2006م، أعلى أسعار في تاريخ زراعة البطاطس، حيث وصل سعر الطن إلى حدود 3000 ريال، صدر منها كميات كبيرة إلى خارج السعودية عبر بوابة منتجات إقليم السر.
نقل المنتجات
تتحول إحدى الساحات المخصصة للتحميل والتنزيل كل فجر إلى خلية نحل، حيث تتواجد السيارات الكبيرة بمختلف أنواعها وأحجامها لتحميل منتجات البطيخ، وتنطلق إلى عدة اتجاهات سيارات تنطلق إلى الكويت وأخرى إلى قطر وعمان والبقيات إلى مناطق ومحافظات السعودية.
ومن ضمن المتواجدين في الساحة الشاب واصل أحمد الراشد، شاب سعودي من الأحساء يعمل في مجال النقل، يمتلك سيارة متوسطة يطلق عليها "لوري" ينقل البطيخ إلى الكويت بتكلفة نقل تتراوح بين 2000 إلى 3000 ريال، وبمعدل مرتين أسبوعيا يصل دخله الأسبوعي إلى ستة آلاف ريال بإجمالي دخل يتراوح بين 22 إلى 24 ألف ريال.
ويتحدث الراشد لـ"الاقتصادية" قائلا: "إن العمل في مجال النقل متعة تكمن بالتنقل بين الدول، إلا أن هناك صعوبة كبيرة في دخول بعض المنتجات إلى بعض الدول، ما يضطرنا إلى الانتظار في الجمرك لأكثر من 24 ساعة، وهذا التأخير يؤثر في بعض الأحيان على بعض المنتجات"، مطالبا أن يكون هناك سهولة دخول المنتجات بين دول الخليج، مشيرا إلى أنه دائم التواجد في ساجر لنقل المنتجات الموسمية، حيث تحمل سيارته "اللوري" ما بين 11 إلى 13 طنا من البطيخ.
وبين الراشد، أنه ينقل إلى المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية بأسعار تتراوح بين 1000 إلى 1500 ريال حسب الاتجاه، بينما الرياض تنقل لها السيارات الصغيرة لقربها من ساجر، وعادة ينتظر الراشد ساعتين فقط في سوق ساجر حتى يشتري التاجر 11 سيارة.