"شهادة التفوق" دليل تميز .. إغفالها يحبط الطلاب!

"شهادة التفوق" دليل تميز .. إغفالها يحبط الطلاب!

مع توزيع شهادات الطلاب تتباين إجراءات المدارس في القطاعين العام والأهلي في تكريم الطلاب المتفوقين، وإن كان دارجا أن المدارس الأهلية تغدق بالهدايا والعطايا على طلابها، نظير ما يقدمه ولي أمر الطالب من رسوم قد تكون مرتفعة، بينما تغفل الكثير من المدارس الحكومية خاصة في منح محفزات ولو حتى ورقية عن طريق شهادة شكر تقدم مع شهادة الانتقال للصف الذي يليه، رغم أهميتها ووقعها النفسي.
ويحذر الدكتور وليد الزهراني الإخصائي النفسي الإكلينيكي، من أن عدم حصول الطلاب المتفوقين بخاصة الصغار منهم، على مكافأة تميزهم عن غيرهم "قد يصيبهم بإحباط"، معتبرا أن المتفوقين دراسيا يتميزون عادة عن أقرانهم بدرجة من الوعي والقدرة على المقارنة، وهو ما يجعل شهادات التفوق في نهاية المراحل الدراسية ذات قيم مهمة.
ويروي والد مريم الطالبة في المرحلة الابتدائية كيف أن ابنته الصغيرة تقلب نموذجا كتب في جميع حقوله الخاصة بمستوى الطالبة الرقم 1، وهو سجل النجاح حيث يرمز الرقم 1 على أنها اجتازت جميع المهارات الأساسية في جميع المواد، لكنها كانت تتوقع أنها ستحوز ورقة أخرى تؤكد أنها متفوقة، رغم أن المشرفة على الفصل أهدتها لعبة صغيرة أشغلتها بعض الوقت، إلا أنها لم تغن عن ورقة التفوق المصاحبة للشهادة ، التي سألت والديها مجددا عن سبب عدم نيلها.
ويتفق معه صالح المفضلي المعلم في المرحلة الابتدائية، أن الطلاب المتفوقين بحاجة إلى دليل رمزي يثبت أحقيتهم بالتميز عن الآخرين، وهو يؤيد الدكتور الزهراني بأن من الأساليب التي يمكن أن تحقق الأهداف التربوية والنفسية لحث المتفوقين على مواصلة الاجتهاد، وتحفيز أقرانهم على منافستهم، عمل احتفالات خاصة للمتفوقين، ومنها "عمل مسيرات للطلاب المتفوقين في كل منطقة.
ويرى أن تكريم الطلاب في الصفوف الأولى يجب أن يتم من خلال تحديد نسب مئوية تبين معيارية يتم من خلالها تحديد درجة تفوق الطالب، ويكون ذلك قصرا على المتفوقين من بين الطلاب الذي يكتفي بإخضاعهم للتقويم.
يقول صالح عياد ولي أمر ثلاثة طلاب في المرحلة الابتدائية: أعرف مستوى أبنائي من خلال متابعتي المستمرة لهم، لكن عدم حصول أبنائي على شهادات للتفوق "يجعل حفل النجاح يبدو كأنه ينقصه شيء ما".

ويشدد عبد الله الجراح مدير مدرسة ابتدائية على ضرورة تحقيق العدالة في تقييم استحقاق طلاب شهادات التفوق دون غيرهم، وأن من الأهمية بمكان أن يتم ربط معياري التفوق بالنسبة المئوية لكل طالب، ونسبة من يحصلون عليها في الفصل الواحد "فلا يعقل أن تمنح العشرة الأوائل في صف يتكون من 20 طالبا .. ستنتج إشكالية في الاتجاه الآخر".
وينبه إلى أهمية إعادة صوغ فكرة التقويم الدراسي، ذاهبا إلى أنه لاحظ أن التقويم باتت يقوض من عملية التنافس بين الطلاب"، مضيفا أن الطالب يجب أن يشعر بأهمية تحديد مستواه الدراسي بدقة، وأومأ إلى أن ارتفاع معدلات التسرب بين طلاب الجامعات في السعودية "يكشف عن مساوئ التفوق الصوري".

الأكثر قراءة