الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 14 ديسمبر 2025 | 23 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.5
(-0.58%) -0.05
مجموعة تداول السعودية القابضة153.7
(-3.88%) -6.20
الشركة التعاونية للتأمين121.9
(-0.89%) -1.10
شركة الخدمات التجارية العربية126.8
(-0.39%) -0.50
شركة دراية المالية5.35
(0.19%) 0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب32.2
(-4.73%) -1.60
البنك العربي الوطني21.8
(-3.54%) -0.80
شركة موبي الصناعية11.3
(3.67%) 0.40
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.82
(-5.75%) -1.88
شركة إتحاد مصانع الأسلاك20.91
(-3.46%) -0.75
بنك البلاد25
(-3.47%) -0.90
شركة أملاك العالمية للتمويل11.29
(-0.27%) -0.03
شركة المنجم للأغذية53.15
(-1.21%) -0.65
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.86
(1.37%) 0.16
الشركة السعودية للصناعات الأساسية54
(-1.19%) -0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية115
(-0.95%) -1.10
شركة الحمادي القابضة28.46
(-1.11%) -0.32
شركة الوطنية للتأمين13.3
(1.92%) 0.25
أرامكو السعودية23.89
(-0.04%) -0.01
شركة الأميانت العربية السعودية16.65
(-2.80%) -0.48
البنك الأهلي السعودي37.58
(-1.78%) -0.68
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات29.34
(-1.41%) -0.42

قبل 60 عاماً من صيف هذا العام، وفي مقالة كتبها تحت اسم "إكس" X، قدم جورج كينان تصوراته حول سياسة الحرب الباردة الخارجية لأمريكا. وغالباً ما قيل إن مقالة كينان هي أكثر المقالات تأثيراً في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، ولكن لم يقم هاري ترومان ولا أي رئيس بعده باتباع توصيات "إكس" X. أما "الاحتواء" وهي الكلمة التي قدمتها المقالة، فطبقت بطريقة ميالة للقتال لم يقصدها كينان.

ولكن في حين تجنب ترومان نصيحة "إكس"، فإن على الرئيس جورج دبليو بوش اتباعها. لقد كان كينان مخطئاً بشأن الكيفية التي ستفوز بها الولايات المتحدة في الحرب الباردة، ولكنه كان محقاً بشأن كيفية خوضها الحرب على الإرهاب.

وفي مسألة الشؤون الخارجية في تموز (يوليو) 1947، أعطى كينان، الذي كان آنذاك رئيس قسم تخطيط السياسات في وزارة الخارجية، للاستراتيجية الأمريكية اسماً، ولكنه لم يعطها أي شيء آخر. وجادل بأن أمريكا لم يكن من المفروض عليها أن تهزم بنشاط الاتحاد السوفياتي، ولكن كان عليها فقط أن تفوقه قدرة على الاستمرار، إذ إن الشيوعية حملت داخل جنباتها "بذور انحلالها الخاص". وينبغي للولايات المتحدة أن تحجم عن إزعاج موسكو، سواء من خلال المواجهة أو المبالغة.

الصبر سيقود إلى النجاح. كان تأثير هذا المقال على أساس سوء الفهم. ولم يوضح كينان ما إذا كان ينوي لأن يكون الاحتواء استراتيجية سياسية أو عسكرية بشكل رئيسي. ورغم غموض المقال، فإن الجميع افترض السياسة الأخيرة. وقد كتب والتر ليبمان، أهم صحافي في وقته، 14 مقالاً ناقداً متتالياً حول المقال الذي كتبه إكس، جمعت فيما بعد في كتاب صاغ جملة مع عنوانه، "الحرب الباردة"، أعلن فيه أن الاحتواء كان مذهباً عسكرياً وسيئاً في الوقت نفسه.

ولكن في رسالة إلى ليبمان لم يرسلها كينان (وعلى الأغلب لأن رئيسه، وزير الخارجية جورج مارشال عاقبه بسبب إحداثه الفوضى)، شرح كينان بأنه لم يكن يقصد أن الاحتواء يكون بالأسلحة. ولم يكن يريد أن تتدخل القوات المسلحة الأمريكية في بلدان كان السوفيات يعيثون فيها ولكنهم لم يسيطروا عليها، مثل اليونان، إيران، وتركيا.

وكتب كينان في الرسالة أن السوفيات يقومون "أولاً وقبل كل شيء بهجوم سياسي". وأضاف "أن رؤوس حربتهم هم الشيوعيون المحليون. وسلاحهم المضاد الذي يمكن أن يمنيهم بالهزيمة هو الحياة السياسية القوية والراسخة في البلدان الضحية."

ونظر صانعو السياسة الأمريكية لسياسة الاحتواء من منظور عسكري. وسرعان ما بنت الولايات المتحدة قواتها للدفاع عن أوروبا الغربية، وأنشأت حلف الناتو وانخرطت في سباق ضخم نحو التسلح. وفي النهاية، فإن الاحتواء سيعني توجيه الجنود في فيتنام وآلاف الأسلحة النووية نحو الاتحاد السوفياتي.

وعارض كينان كل إجراء من هذه الإجراءات. وطالما دعي بالرجل الذي حدد سياسات الحرب الأمريكية الباردة. وكان كينان على الأرجح الناقد الأكثر تشدداً وإصراراً على سياسة الاحتواء. وقضى عقوداً من الزمن في إنكار أبوته للعقيدة التي أدانه الجميع بإنشائها.

واليوم، تواجه أمريكا تحديات مختلفة جداً عن تلك التي واجهتها الأمة مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية. فالعدو متفرق، وهناك تهديد مستمر بهجمات انتحارية، ويمكن إخفاء الأسلحة النووية في حقائب بدلاً من إسقاطها من طائرات. ومع ذلك، فحينما يتعلق الأمر باستراتيجية شاملة، فإن السياسة التي رغب بها كينان ولكنه لم ينفذها مطلقاً والتي تعود إلى 60 عاماً إلى الوراء تقدم حكمة يصعب فهمها حتى اليوم.

إن البصيرة التي تمتع بها كينان كانت تتعلق حول أن الصراع المعقد طويل الأمد لم يكن الأفضل من حيث الحكم بالفوز أو الخسارة. ولم تكن الشيوعية شيئاً يمكن للولايات المتحدة أن تمنيه بهزيمة فورية. والشيء نفسه صحيح بالنسبة للقاعدة، وهي حركة، مثل الشيوعية السوفياتية، تقدم لرعاياها الاضطهاد والفقر. والوقت حالياً يقف إلى جانب أمريكا، خصوصاً إذا تصرفت واشنطن بطريقة لا يلهب بها مشاعر الفخر والغضب لدى أعدائها وتكسبهم مجندين جدداً.

إن إصرار كينان على استراتيجية سياسية بدلاً من عسكرية تبدو أكثر منطقية في الوقت الحاضر مما بدت عليه حينما نشر مقاله. وإذا تم تطبيقها اليوم، فإن تلك النصيحة ستستلزم إنفاق المزيد من الوقت والمال على تحشيد حلفاء مسلمين لأمريكا. وذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن 900 مليون دولار فقط من العشرة مليارات دولار التي أعطتها أمريكا لباكستان منذ عام 2002 أنفقت في مجالات الصحة، التعليم، وتعزيز الديمقراطية. وذهب معظم ما تبقى من المبلغ إلى الجيش. وقد اتخذت إدارة بوش في الآونة الأخيرة خطوات لتغيير هذه النسبة. ولكن كينان، أحد واضعي خطة مارشال، كان يريد أن يكون الرقم أقرب إلى العكس.

إن ترجمة رؤية إكس في القرن 21 حول الاحتواء ستتضمن إغلاق معتقل خليج جوانتنامو، ورفضاً حاسماً للتعذيب، وتخليا عن فكرة أن المبادئ القانونية والأخلاقية للولايات المتحدة لا تنطبق على الصراع الحالي. إن كينان اعتقد أن أمريكا منحت خصومها نصراً دعائياً في كل مرة كانت تتصرف فيها بطريقة لا تتلاءم مع مفاهيمها.

واستنتج كينان في مقال إكس أنه بغية "تفادي الدمار، فإن على الولايات المتحدة أن ترقى إلى أفضل تقاليدها وأن تثبت أنها جديرة بأن تبقى كأمة عظيمة". ولا يمكننا أن نتيقن كيف كانت ستحقق نسخته الكاملة التي أوصى بها في الحرب الباردة. ولكننا نعرف أن سياسة خارجية عسكرية لم تؤد إلى حرب نووية، وأنها في النهاية، ساعدت في انهيار الشيوعية السوفياتية. ونحن نعرف كذلك أن سياسة هجومية قوية سوف تنجح ضد القاعدة.

قبل عامين، غيب كينان الموت عن عمر يناهز 101 عام. وكانت أحد تصريحاته العامة الأخيرة نقداً، عام 2002، لغزو العراق الذي يلوح في الأفق. وقال إن الحرب كانت لا يمكن التنبؤ بها على الإطلاق، وهذه الحرب لم تكن تستحق أن تشن. وكما كتب إلى ليبمان قبل ستة عقود: " دعنا نجد الصحة، والنشاط، والأمل، وسيسقط الجزء المريض من الأرض نتيجة أفعاله. ومن أجل ذلك، فإننا لسنا بحاجة إلى خطط استراتيجية عدوانية، ولا إلى تحريض للعداءات العسكرية، ولا إلى مواجهات"!

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية