ازدياد الطلب على فيتامين "واو"

[email protected]

يزداد الطلب هذه الأيام على فيتامين "واو" هذا الفيتامين الفعّال في حل مشكلات القبول في الجامعات والكليات والمعاهد وكذلك في الحصول على وظيفة. هذا العلاج السحري الذي يكثر الطلب عليه في بلادنا في ظل قلة المقاعد والوظائف، وهذا الفيتامين المسمى "الواسطة" والذي يُسميه البعض "الشفاعة" كثيراً ما يكون سبباً في سلب حق شاب أو فتاة ومنحه لآخر غير مستحق أو لأخرى. كلنا يرى ويسمع هذه الأيام عن طلبة وطالبات حصلوا على نِسب عالية في الثانوية العامة لم يتم قبولهم في التخصصات التي يرغبونها أو لم يتم قبولهم كلياً بينما تم قبول غيرهم ممن هم أقل منهم نسبة، هذا طبعاً بفعل هذا الفيتامين الذي يفعل فعله في كل مفاصل الحياة في بلادنا. كما تم توظيف شباب وفتيات لا يستحقون على حساب غيرهم ممن يستحقون. ديننا الإسلامي يحارب الرشوة ولكننا نمارس الواسطة وهي شقيقة الرشوة فكلتاهما تؤديان الغرض نفسه ألا وهو منح مَن لا يستحق حق مَن يستحق. هذه الواسطة للأسف الشديد أصبحت مُلازمِة لنا حتى في أبسط أمور الحياة مما جعل كل واحد منا رهيناً لها، والسبب أن المسؤولين عن القبول والتوظيف وغيرهم يعتقدون أن قيمتهم الوظيفية ترتفع ويكون لهم شأن في المجتمع عندما يستخدمون نفوذهم في قبول التوسط. بلادنا ولله الحمد تعيش في طفرة مالية كبيرة وولي الأمر حث ويحث جميع المسؤولين على الاستفادة من هذه الطفرة لصالح الوطن والمواطنين. لكن ما نلمسه ونراه أن هذه الطفرة لم تسهم بشكل فعّال في القضاء على مشكلة القبول في الجامعات والكليات والمعاهد ومشكلة الحصول على وظائف لآلاف الخريجين في الثانوية أو الجامعة. والسبب أن بعض المسؤولين لا يزال يعتقد أن الجامعة أو الكلية أو المعهد أو الوظائف من أملاكه الخاصة يتصرف فيها كيف يشاء يقبل مَن يريد ويوظف مَن يريد، ولهذا غاب العدل وتفشت الواسطة والمحسوبية. مملكتنا الغالية لديها من القدرات المالية الشيء الكثير الذي يصعب معه تصور هذه الأعداد من الطلبة والطالبات الجالسين في منازلهم لعدم قبولهم للدراسة الجامعية أو عدم توافر وظائف لهم. أين الخلل ونحن نشاهد دولاً أقل منا إمكانات مالية لا تعاني عاطلين بالشكل الحاصل لدينا. أعتقد أن السبب هو مَن يدير عمليات القبول والتوظيف فهم من رفع معدل البطالة لدينا وهم من أبكى شبابنا وفتياتنا الحاصلين على معدلات فوق 90 في المائة ومع هذا لم يُقبلوا ويرون زملاءهم وزميلاتهم بمعدلات تقل عن 80 في المائة من أوائل المقبولين ومن أوائل الحاصلين على وظائف. مَن يعمل هذا من المسؤولين يقدم على هذا التصرف بقناعة أنه سيكون بعيدا عن المحاسبة والعقاب فهو أمن من هكذا إجراء ولذلك تراه يعمل ما يريد، لأنه يرى مَن سبقه من المسؤولين الذين مارسوا الفعل نفسه لم يمسهم شيء بل إن بينهم من حصل على الترقيات والحوافز. وخير شاهد مَن أدخل إلى بلادنا أكثر من سبعين أستاذة جامعية بشهادات مزوّرة. فما دام المسؤول يرى هذا فلسان حاله يقول سأستغل منصبي في علاقات اجتماعية وأعمل ما أستطيع لكسب الرضا وتفعيل دور هذا الفيتامين ما دام في يدي تفعيله حتى يكون لي معروف على الآخرين أستفيد منه في مستقبلي الوظيفي والعملي. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

شقراء فاكس: 016220848

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي