بحث عبر اللغات
بحث عبر اللغات
بالفعل، فإن شركة جوجل تتبوأ الصدارة في السنوات الأخيرة في تطوير خدمات الإنترنت. وما فاجأنا كثيرا هو ما تم إطلاقه من "جوجل" قبل أسبوعين، وهو خدمة البحث مع "ترجمة جوجل".
هذه الخدمة تعد بمثابة الحلم لمن لا يجيدون اللغة الإنجليزية، حيث سيتمكن الجميع من "البحث بلا حدود" (كما تقول "جوجل") عن طريق البحث بلغتهم الأصلية في جميع المواقع، حتى لو كان محتواها بلغة أخرى. فمثلا يمكنك البحث عن "المملكة العربية السعودية" وسيقوم الموقع بتحويلها إلى Saudi Arabia والبحث عنها، وبعد الحصول على نتائج البحث سيقوم الموقع بترجمتها لك للاطلاع على محتواها. بالطبع فإن هذه الخدمة ستفتح الباب على مصراعيه للكثير من مستخدمي الإنترنت في الدول العربية مثلا رغم أن اللغات المدعومة تصل الآن إلى 12 لغة. ففي المجال التعليمي لن يقف حاجز اللغة عائقا، أما الطلبة فعندما يريدون البحث عما يتعلق بمجال دراستهم، حيث يمكن الحصول على ترجمة للمواقع الموجودة باللغات المختلفة التي تدعمها خدمة "جوجل". ولا سيما أن المحتوى التعليمي منتشر على الإنترنت باللغة الإنجليزية بشكل أكبر مما هو باللغات الأخرى, ويمكن تطبيق المبدأ نفسه في المجالات الأخرى. لقد كسرت هذه الخدمة احتكار اللغة الإنجليزية لما يقارب 70 في المائة من محتوى الإنترنت. إني أتساءل: هل ستضطر إدارات المواقع إلى تكرار الموقع بلغة أخرى ليكون ثنائي اللغة، أم سيكون بإمكانهم وببساطة عرض أيقونة اللغات والترجمة الفورية للموقع من خدمة "جوجل"؟ بالطبع فإن هذه الخدمة ليست ناضجة بشكل كامل، حيث إن الترجمة تتم بشكل آلي وتعتمد على محتوى الموقع، فإن كان بلغة إنجليزية ركيكة فإن الترجمة ستكون كذلك. ولقد اختبرت دقة الترجمة بكتابة نص عربي ثم ترجمته عن طريق "جوجل" إلى الإنجليزي ثم إلى العربي فوجدت المعنى يختلف عن النص الأساس. على كل وإن لم يكن هذا النوع من الترجمة دقيقا إلا أن المستخدم سيتمكن من معرفة مضمون المحتوى بشكل موجز, خصوصا لمن لا يجيد الإنجليزية.
إن هذه الخدمة والأهمية التي تضفيها للمستخدم العربي كان من الأجدر بها أن تُقدّم من قبل شركة عربية تلبية لطلب المستخدم العربي، ولكن عوضا عن ذلك فلقد فضلت الشركات العربية الانتظار حتى يتم تقديمها من قبل "جوجل". إن الشركات العربية يجب أن تأخذ زمام المبادرة في تقديم الخدمات التي تتطلبها مجتمعاتنا ومستخدمونا, ولا سيما أنه يوجد لدينا الكثير من الشركات التي لديها القدرات والموارد لعمل ذلك. هل سنرى دعما لمثل هذه المبادرات أو دعما للأبحاث في هذه المجال؟