أبحاث سعودية مصرية تكشف تأثير زيت العرعر في سوسة النخيل

أبحاث سعودية مصرية تكشف تأثير زيت العرعر في سوسة النخيل

أبحاث سعودية مصرية تكشف تأثير زيت العرعر في سوسة النخيل

حظي موضوع سوسة النخيل باهتمام بالغ في ندوة النخيل الرابعة التي عقدت في جامعة الملك فيصل في الأحساء الشهر الماضي التي تطرقت لمشكلة الإصابة وعدتها بعض الأبحاث مشكلة قومية تحتاج لمقاومة فاعلة بالنظر لتسببها في أضرار معتبرة في غالبية البلدان العربية تؤدي إلى خسائر خطيرة سنويا.
وقالت الأبحاث إنه يمكن أن تسهم استراتيجية المتكاملة المكافحة بطريقة فاعلة في إنتاجية وفائدة نخيل التمر، حيث إن الهدف الأساسي لاستراتيجية المتكاملة المكافحة هو التقليل من فاقد المحصول مع أقل قدر من الأضرار الصحية والبيئية.
وسلط الدكتور خالد بن عبد الله الهديب من قسم زراعة الأراضي القاحلة في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل خلال الندوة الضوء على أول موقع عالمي في الإنترنت عن سوسة النخيل الحمراء www.redpalmweevil.com.
وأشار إلى أن نخيل التمر يواجه كثيراً من المشكلات الزراعية ويرجع ذلك لعدة عوامل منها إصابة النخيل والتمور بالآفات الحشرية والأمراض النباتية مما يؤدى إلى خفض إنتاجها من حيث الكم والنوع. وتعد الحشرات من أهم الآفات التي تهدد حياة النخيل خاصة حشرة سوسة النخيل الحمراء التي دخلت إلى منطقة الخليج في وسط الثمانينيات، ونظراً لاحتياج الباحثين والمهتمين بالنخيل إلى معلومات عن السوسة في جميع أنحاء العالم، فقد تم إنشاء موقع سوسة النخيل الحمراء عام 1998م ليكون الموقع الوحيد على مستوى العالم الذي يضيف الجديد عن سوسة النخيل الحمراء ، ويضم الموقع وصفاً دقيقاً عن الحشرة وخطورتها وأهميتها الاقتصادية. كما يحتوي على أحدث طرق المكافحة المتكاملة لها، بالإضافة إلى ذلك يضم الموقع قائمة بالمراجع والصور الخاصة بالحشرة وأعراض الإصابة بها.
وقال إنه نتيجة للاهتمام العالمي أنشئت في هذا الموقع صفحة تهتم بالسوسة في كل أنحاء العالم حيث توفر تقارير متجددة يعدها ويشرف عليها علماء متخصصين من مختلف دول العالم مثل إسبانيا، مر، إيران، الهند، تركيا، إيطاليا وغيرها من الدول التي توجد فيها هذه الآفة، كما يضم الموقع ملخصاً عن طريقة زراعة النخيل وقائمة بأسماء الآفات والأمراض الأخرى التي تصيب النخيل ، كما يعد الموقع حلقة الوصل بين العلماء والباحثين والمهتمين في جميع أنحاء العالم في مجال سوسة النخيل الحمراء.
أما الدكتور إبراهيم الجبوري من كلية الزراعة في جامعة بغداد فقد أكد من خلال البحث الذي شارك به حول حصر وتشخيص العوامل الحيوية في بيئة نخلة التمر واعتمادها لوضع برنامج إدارة متكامل لآفات النخيل في العراق بأن نخيل التمر في العراق تعرض للعديد من الآفات الزراعية والعوامل غير الحيوية كالإهمال والملوحة والقطع الجائر إضافة إلى عدد من العوامل الاقتصادية التي مرت بالعراق بحيث أثر ذلك في تدهور النخيل وتراجع البحوث العلمية.
وفي أيلول (سبتمبر) من عام 2000 انبثق البرنامج الوطني للنخيل الذي تبنى خمسة محاور بحثية مهمة واحداً منها وقاية النبات. اعتمدت هذه الدراسة على مكونات عناصر الإدارة المتكاملة التي وُضعت في سلم متدرج تناول إعادة تشخيص آفات النخيل وتدريج أهميتها حسب المتغيرات البيئية والبيولوجية مع دراسة الكثافة السكانية وحصر الأعداء الحيوية من مفترسات وطفيليات ومسببات أمراض وغيرها وإمكانية الاستفادة منها إضافة لاختبار وسائل مكافحة مختلفة على آفات النخيل، وقد توصل هذا البحث إلى مجموعة من الحقائق العلمية من بينها اعتبار حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة وحفار العذق والدوباس آفات خطرة ومهمة في مناطق زراعة النخيل في العراق ، تسجيل نيماتودا متطفلة على الحفار ذي القرون الطويلة وتشخيصها للجنس وتكثيرها مختبرياً وإطلاقها في الحقل بجهاز صمم لهذا الغرض، عزل وتشخيص 25 عائلة (فصيلة) حلم يعود لها 32 جنساً موزعة على ثلاث عوائل متغذية على النبات 11 عائلة منها مفترسة لبيوض ويرقات مفصلية الأرجل الصغيرة، ثلاث عوائل طفيلية، خمس عوائل متغذية على الفطريات وثلاث عوائل رمية . وقد تمت تربية الحلم من رتبة Diplogynidae مختبرياً واختبرت كفاءته في مكافحة الحفارات ، تشخيص حشرة طفيلية من رتبة ثنائية الأجنحة Megaselia sp على بالغات الحفار ذي القرون الطويلة مع دراسة بعض الملاحظات البيولوجية عليها، أعيد عزل الفطر Beauveria bassiana الذي اختفى أثره منذ عام 1980 وتم تنميته وتنقيته واختبار قدرته الإمراضية على الحفارات ومجموعة من الحشرات الأخرى مع اختبار وسائط إكثار مختلفة والتوصل لاستحضاره تجارياً. عزل نوعين من الفيروسات الممرضة: 1 Oryctes-like virus من حفار عذق النخيل 2 Poxivirid-virus والحفار ذو القرون الطويلة ، التوصل إلى تطوير أنظمة رصد وتنبؤ لحشرة دوباس النخيل وحلم الغبار اعتماداً على جداول الحياة ونظام الوحدات الحرارية Degree-Days تسجيل مجموعة مفترسات على حشرة دوباس النخيل وحلم الغبار ووصف وتشخيص طفيل Pseudoligosita babylonica على بيض حشرة الدوباس ، تطوير جهاز ثقب وحقن جذوع النخيل بالمبيدات واختبار كفاءته لمكافحة حشرة دوباس النخيل .
من جهته, أشار الدكتور محمد حسين عبدلي من قسم الأحياء الدقيقة والطفيليات في كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية في جامعة الملك فيصل في الأحساء من خلال أطروحته دراسة مخبريه لقياس قدرة المستخلصات المستخرجة من الدم والأمعاء المتوسطة لأطوار اليرقات والحشرات البالغة لسوسة النخيل الحمراء على تلزن خلايا الدم الحمراء لبعض الثدييات في الأحساء بأن قياس قدرة مستخلصات الدم والأمعاء المتوسطة الأطوار اليرقات والحشرات البالغة لسوسة النخيل الحمراء من الأحساء على تلزن خلايا الدم الحمراء لبعض الثدييات شملت الإنسان ABO ولأرانب والخيل والنعاج، وقد شمل البحث دراسة عوامل أخرى تؤثر في قوة التلزن إلى جانب نوعية الخلايا المتلزنة مثل نوعية طعام الحشرة البالغة وعمرها ، وقد أظهرت الدراسات لنوعية خلايا الدم الحمراء المتلزنة أن الأرانب هي أعلى درجة في التلزن يليها الإنسان فصيلة B، فصيلة O، الخيل، الإنسان فصيلة A، فصيلة AB وتأتي في الأخير خلايا النعاج. وأظهرت النتائج أن الحشرات التي تمت تغذيتها جيداً أكثر قدرة على إعطاء أعلى درجات التلزن مقارنة بالحشرات الجائعة ، كما وجد أن هناك تناسبا طرديا بين عمر الحشرة ودرجات قوة التلزن .
وأكد الدكتور محمد الزميتي من كلية الزراعة في جامعة عين شمس في القاهرة من خلال بحثه الذي حمل عنوان تطوير واستخدام النظم الخبيرة في إدارة آفات نخيل التمر في المنطقة العربية بأن آفات نخيل التمر تسبب أضرارا معتبرة في غالبية البلدان العربية قد تؤدي إلى خسائر خطيرة سنويا، ويمكن أن تسهم استراتيجية المتكاملة المكافحة بطريقة فاعلة في إنتاجية وفائدة نخيل التمر، وحيث إن الهدف الأساسي لاستراتيجية المتكاملة المكافحة هو التقليل من فاقد المحصول مع أقل قدر من الأضرار الصحية والبيئية، فإن النظم الخبيرة يمكن أن تلعب دورا مهما في اختيارات المزارعين وتساعد على التغلب على معوقات انتشار تطبيقات لاستراتيجية المتكاملة المكافحة، ولذلك يعتقد أن تطوير نظام خبير لإدارة آفات نخيل التمر بالاعتماد على المعرفة الدقيقة بمسبب الضرر، التشخيص الجيد، طرق التنبؤ، وردود الفعل المحسنة، سوف يؤدى إلى قرارات إدارة أفضل.
أما الباحثتان عزيزة الشرابي من المركز القومي للبحوث في القاهرة ومنى الدوسري من قسم علم الحيوان في كلية التربية في الرياض فقد أشارتا من خلال بحثهما عن الزيوت والتربينات الطبيعية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في السعودية إلى إجراء اختبار على 31 زيتا عطريا نباتيا، 18 نوعاً من التربينات، تسعة مركبات كيماوية أخرى كمواد جاذبة أو طاردة للحشرات الكاملة في جهاز قياس الشم وتبين أن بعضها جاذب أو طارد للإناث دون الذكور أو العكس. وتم ترتيبها حسب قوة الطرد أو الجذب لكلا الجنسين، كما تم تحديد قيمة LC50 لأقوى الزيوت (زيت العرعر) والتربينات (-) كامفين أثرا في جذب الحشرات الكاملة على الأطوار المختلفة كسموم بالملامسة أو عن طريق التدخين وثبت أن التأثير السام بالتدخين أقوى من التأثير بالملامسة، كذلك فإن طور البيضة هو أكثر الأطوار حساسية، وقد أوضحت النتائج أن لزيت العرعر وتربين (-) كامفين تأثيراً في إحداث بعض التغيرات الكيموحيوية في الحشرات الكاملة حيث ظهر ارتفاع في محتوى البروتين الكلي لجدار الجسم في الذكور عند معاملتها بالتربين كسم مدخن، بينما ارتفع البروتين الكلي في المعي للذكور والإناث وانخفض في الهيموليمف، كما أحدثت المعاملات تأثيراً في نشاط أنزيم الفينول أوكسيديز وعلى محتوى الدهون الكلي لكلا الجنسين وأيضاً ظهر تأثير في تركيز حمض البوليك في الهيموليمف للذكور المعاملة دون الإناث، في المقابل لم يكن للزيت أو التربين أي تأثير في المحتوى الكيتيني لجدار الجسم ، نشاط أنزيم الأسيتايل كولين أستريز و أنزيم الفوسفاتيز الحمضي.

الأكثر قراءة