العيش بسرطان الثدي: الصلع ليس شيئا سيئا جدا

العيش بسرطان الثدي: الصلع ليس شيئا سيئا جدا

ليس من السيئ جدا أن تكوني امرأة صلعاء. في الحقيقة اعتدت على الأمر جدا لدرجة أن الشعر المستعار الأشقر الذي اشتريته بـ 300 دولار لتغطية فروة رأسي يقبع دون استخدام على رأس صناعية.
كنت أمقت اليوم الذي سيتساقط فيه شعري بسبب العلاج الكيماوي الذي تعاطيته بسبب سرطان الثدي. وعلى الرغم من أنني خضعت لعملية جراحية شاملة إلا أنه ما كان باستطاعة أحد عند رؤية مظهري من الخارج أن يقول إني مصابة بالسرطان. ولكن بمجرد سقوط شعري سيتضح الأمر للجميع. وفي أولى مغامراتي في الخارج كامرأة حديثة الصلع ذهبت إلى المطار لرحلة إلى فلوريدا. كنت أرتدي وشاحا وكان من الواضح أنني صلعاء. وشعرت بالخجل من مراقبة الناس لكنني أيضا كنت أتطلع لمعرفة كيف سيكون رد فعلهم.
عندما مررت بالإجراءات الأمنية عرض أحد المفتشين الذين عادة ما يصورون على أنهم متجهمون وموظفون حكوميون جادون حمل متعلقاتي لمكان به مقعد ليسهل علي ارتداء حذائي. وبعدها وعلى متن الطائرة سألتني امرأة قصيرة الشعر إذا كنت أتلقى علاجا كيماويا وقالت إنها أنهت علاجها منذ أشهر قليلة مضت. وأصبحنا "صديقتي سرطان" في الحال مع استرجاعها كيف نما شعرها مجددا.
وعادة يبدو الناس متعاطفين. وقال لي أحد زملائي هذا الشهر عندما عدت للعمل في غرفة أخبار "رويترز" "قبعة لطيفة". كان هذا كل ما قاله. وجامل آخرون بالثناء على غطاء رأسي المختلف كل يوم قبل التوقف عند مكتبي وسؤالي عن كيف شعرت. وفي بعض الأحيان يحدق الناس فعلا أو يحاولون جاهدين عدم التحديق. وفي يوم من الأيام في غرفة تغيير الملابس في صالة الألعاب الرياضية تمكنت من رؤية بعض النساء ينظرن إلى رأسي والندوب على صدري قبل أن يشحن بنظرهن سريعا.
وتهاجم أدوية العلاج الكيماوي القوية خلايا السرطان سريعة النمو. وفي الوقت نفسه يمكنها أن تقتل خلايا أخرى سريعة النمو في الجسم، بما يشمل بصيلات الشعر. وبمجرد موت الخلايا في الجذور يسقط الشعر. وكان طبيبي المعالج من السرطان قد قال إن شعري سيبدأ على الأرجح في السقوط بعد 14 يوما تقريبا من بدء العلاج الذي كان في آذار (مارس) ولم أكن أرغب في أن أكون واحدة من هؤلاء الناس الذين يتناثر شعرهم الساقط على ملابسهم.
قررت أنني أريد أن أكون أنا المسيطرة على الأمر وليس الأدوية. إذا كنت سأفقد شعري فالصلع سيكون شارة تكريمي. سأحلق شعري كله.
وكما هو متوقع تماما بعد نحو أسبوعين من تعاطي أول جرعة من العلاج وجدت نفسي قابضة على خصلة من الشعر بعد أن مررت يدي على شعري سهوا. وبدأت أشد أجزاء من شعري للتأكد من أنه فعلا يسقط. ولقد كان بالفعل، وعلى الرغم من ذلك فإنني كنت مهتمة باكتشاف أنه لم يؤلمني عندما قمت بشده. وبعد عدة أيام قررت أنه الوقت المناسب للتخلص منه. وقال تود زوجي إنه سيحلق رأسه أيضا ليشعرني بالمشاركة. وفي هذه الليلة أدرنا مزيجا من أغنيات الحفلات وأخرجنا المقصات.
استمتعنا وصنعنا لبعضنا بعضا قصات شبيهة بالموهوك (سكان أصليون في أمريكا) قبل حلق الشعر كله وتركه ليسقط على أرض المطبخ. حتى إننا قمنا بالتقاط صور لتوثيق اللحظة. لقد شعرت بالغرابة وببعض البرودة. وعندما ذهبت إلى الفراش التصقت بقايا الشعر على رأسي بغطاء وسادتي. وكانت فروة رأسي حساسة جدا لدرجة أنه كان من المؤلم أن أقد على بواقي الشعر الصغيرة. لذلك ارتديت غطاء رأس قطنيا ساعد أيضا على تدفئتي.
والآن لدي مجموعة متعددة الألوان من الأوشحة بعد أن كنت من غير المهتمات باقتنائها لأرتديها على رأسي. كما بدأت أيضا في جمع أقراط مدلاة أرتديها لتحويل الانتباه عن صلعي. وأقام لي الأصدقاء حفلة قبعات لبس فيها الجميع قبعات وأغطية رأس وعدت إلى منزلي بمجموعة كبيرة من أغطية الرأس المثيرة. كذلك لم يعد الأمر يستغرق وقتا طويلا للاستعداد في الصباح فليس علي لشهور التخلص من الشعر الزائد أو تجفيف شعري. لكني ما زلت متشوقة إلى اليوم الذي سيعاود فيه شعري الظهور. وأتساءل هل سيكون منسدلا وأشقر كما كان من قبل؟

الأكثر قراءة