حاجة الإنسان للغذاء هي حاجة أيضا ملحة ومستمرة يوميا – حتى وهو صائم في رمضان – ... فالجوع كافر – والعياذ بالله من الجوع – وكل الحروب في البوادي والحواضر وفي كل زمان ومكان سببها (البطون) – وما أحلاك يا (رئات) تعيش على هواء ببلاش لم يسبب أية عداوات بين أحفاد قابيل وهابيل.
والتجارة لأجل "البطون" تطورت في عصر العولمة – فكانت "السوبر ماركات" والمطاعم المتنوعة والمتنزهات، ومن نعم الله عز وجل على سكان "البيت العتيق" أن "أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".
وليت الإنسان يشكر إذا شبع، بدلا من البحث عن إشباع حاجة أخرى كما قال أحدهم (إذا امتلأ بطني ذكرت أريش العين)... والتجارة (من أجل البطون) تطورت ودخلت (عالم الاحتكارات)، التي تمثلها شركات عملاقة تملك مصادر الطعام (حبوب ولحوم.. وثمار وخضار.. وزيوت..الخ) لتبيعها – لمن بطنه خال وجيبه مليان – و"يرغب تكبير كرشه".
وتقول الإحصاءات إن عدد المصابين بزيادة الوزن عالميا نحو ألف وثمانمائة مليون، منهم ثلاثمائة مليون (سمين جدا).. ومعروف أن السمنة مساعد على الإصابة بأمراض منها (السكري – وأمراض القلب – وبعض أنواع (السرطانات)... وارتفاع الضغط ثم الجلطات).
وفي دراسة أجريت بجامعة Indiana University أن 63 في المائة من البالغين عام 2005 كانوا (ذوي سمنة صريحة) منهم 8.5 في المائة أصيبوا بداء (السكري).
وفي دراسة عن النساء السعوديات أن 58 في المائة من المراهقات يقضين وقتا طويلا في استخدام الإنترنت، و54 في المائة في مشاهدة التلفزيون و51 في المائة في المكالمات الهاتفية... كما قالت منظمة الصحة العالمية – إن صدقت – إن نساء السعودية "هن أكثر نساء العالم سمنة".
وتلك (السمنة) والتخمة يقابلها جوع عند آخرين في إفريقيا وآسيا فمنهم من يموت جوعا.. ومنهم من يقاوم ويحارب الجوع كتلك الصابرة التي قيل فيها:
(تحارب الجوع.. بإيمانها.. والجوع عين الكفر .. بل أكفر).
وبعضهم يبيع نفسه ولسان حاله يقول:
وحب العيش أعبد كل حر
**** وعلم "ساغبا" أكر المرار
والجوع "كافر" وهو مصدر أغلب جرائم القتل والسرقة والدعارة، وكما في الأمثال فإن (الزيادة أخت النقص)... "فالسمين" (الدبلي) ترهقه أمراض السمنة.. و"الجائع" (أبو كراعين) يرهقه الجوع... ولله في خلقه شئون.
