سألني بعض الأصدقاء عن معنى كلمة (القَيْطُون) مُستحضِراً المثل الذي يشيع بين الناس: (إذا سَبَّحَ القَيْطُون فقد هَمَّ بسرقة) فرجعتُ أُفَتِّش في المعاجم اللغويَّة التي وقعتْ تحت يدي، فوجدت تفسيرات غامضة لمعنى (القَيْطُون) فهذا صاحب مختار الصحاح يقول: "و(القَيْطُون): المُخْدَعُ بلغة أهل مِصْر" انتهى.
وأشار في المعجم الوسيط إلى أنَّ اللفظ أعجميّ مُعَرَّب، وَذكَرَ المعنى السابق.
وفي لسان العرب: "والقَيْطُون: المُخْدَع، أعجمي، وقيل: بلغة أهل مصر وَبْربَر.
وقال ابن بري: القَيْطون بيت في بيت" انتهى. ولم أجد هذا اللفظ في كثير من المعاجم كالمصباح، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس. ثم نجد تفسيراً في المعاجم اللغويَّة لـ "المُخْدَع" بأنَّه الخِزانة، أو الحجرة في البيت – جمع مخادِع أي أنَّه مكان لحفظ الأشياء فكأنَّ هناك علاقة بين (القيطون) و(الخزانة) ومهما يكن من أمر فيظهر لي أن معنى (القيطون) أصابه تطوّر دلاليّ عبر العصور فأصبح يُسَمّى به حارس الخزانة، أو مَنْ يريد أن يهمّ بسرقة شيء في حرز. ولم أجد هذا المثل في المعاجم اللغويَّة التي اعتادت أن تورد الأمثال التي تتعلَّق ببعض الألفاظ مما يدلّ على أنَّ المثل (إذا سَبَّح القيطون فقد هَمَّ بسرقة) ليس قديماً.
