عصر الطيران الاقتصادي في السعودية

عصر الطيران الاقتصادي في السعودية

[email protected] كنا في الماضي القريب نعجب بشركات الطيران الأمريكية والأوروبية المنافسة السريعة والاقتصادية مثل بلو جيت Blue Jet وإيزي جيت Easy jet وراين إير Ryan air والأسعار المنافسة للتذاكر وكيف لهذه الشركات تبيع تذاكر بهذه الأسعار وتقدم خدمات مميزة وسريعة وتربح وتنمو وتسيطر على شريحة لا بأس بها من سوق الطيران داخل أمريكا وأوروبا، وكنا نتمنى أن يأتي اليوم الذي يكون لدينا شركات طيران اقتصادية مماثلة في المنطقة. ولكن اليوم والله الحمد أصبح الحلم حقيقة ولم تصبح التمنيات معجزة كما توقعنا، وإنما هي عملية اقتصادية مربحة ومشجعة للاستمرار إذا أحسن استثمارها خصوصا بعد بزوغ شركات طيران جديدة في منطقة الخليج مثل شركات: طيران العربية، الجزيرة الكويتية، وأخيرا ناس وسما والبقية الباقية في الطريق إن شاء الله. إن النموذج الاقتصادي المطبق لهذه الشركات يتميز بالمقومات التالية: 1 - محدودية رأس المال المستثمر بعدم امتلاك الطائرات بل استئجارها لمدد طويلة. 2 - اختيار أسطول موحد ومحدود من الطائرات العملية الجديدة لسهولة الاستثمار في الصيانة وقطع الغيار وتأهيل وتدريب وتكيف طاقم العاملين. 3 - استمرارية التوسع في استحداث واجهات جديدة. 4 - بيع التذكر بأسعار منافسة عن طريق الإنترنت أو من قبل المكاتب السياحية بعد إضافة مصروفات إدارية للمكاتب السياحية. 5 - تقديم عروض شهرية بأسعار مخفضة لتحصيل سيولة فورية وسريعة ومضمونة. 6 - جميع الخدمات والمأكولات المقدمة على متن الرحلات تقدم مقابل قيمة مادية معتدلة. 7 - جميع التذكر المباعة غير قابلة للإرجاع ولكن يمكن استخدام الباقي من المبلغ بعد خصم رسوم الإلغاء أو تغير مواعيد الرحلات لرحلات أخرى. بعد أن أصبح لدينا في المنطقة نماذج من شركات الطيران الاقتصادي التي نفتخر بها، فإن ما تقوم به "الخطوط السعودية" من عمليات الإصلاحات وإعادة الهيكلة ممتازة، ولكن استحداثها قطاعا جديدا منفصلا عن الخطوط الرئيسية يسمى على سبيل المثال (سعودية إكسبريس) ومزودة بطائرات جديدة، إضافة للخبرات الطويلة التي تمتلكها والكوادر المتمرسة لديها لإداراته سوف يعززان من تحقيق خططها وأهدافها المنشودة. وكما أن شركات الطيران الجديدة في المملكة مثل سما وناس حديثة عهد في هذا المجال فهما بحاجة للاستفادة من تجارب وخبرات شركات الطيران الاقتصادية المثمرة الموجودة في منطقنا التي سبقتهم في هذا المجال مثل العربية والجزيرة، الذين سيكونون منافسين لهم في أجواء المملكة في القريب العاجل بعد تطبيق أنظمة منظمة التجارة العالمية بفتح أجواء المنطقة لحرية الطيران للجميع. ومن أجل دعم وتشجيع التغير في المفهوم التقليدي للسفر جوا في منطقتنا فإن الطيران الاقتصادي يستوجب جهودا ودعما مشتركا بين كل من الحكومات وشركات الطيران مدعوما بالتوجهات الآتية: 1 - التغير إلى سياسية الأجواء المفتوحة للجميع. 2 - إنشاء مطارات فرعية إضافية. 3 - توفير سفر أكثر ملاءمة وتواترا عبر خدمات الحجز عبر الإنترنت ومن دون المساس بالخدمات التي تقدمها أو برقي معايير السلامة والتشغيل وإدارة التكاليف. إن عصر وسوق السفر الجوي في المملكة يعتبر الآن مناسبا لجميع شركات الطيران الاقتصادي وبالذات للشركات التي في طور التأسيس في الوقت الحاضر والراغبة في التوسع والبقاء في المستقبل، وذلك قبل أن تغزونا شركات الطيران الاقتصادية الإقليمية والعالمية نظرا لتفوقنا بعدد المطارات والركاب والمواسم، وخصوصاً إذا أخذ في الاعتبار أن الطيران الاقتصادي هو ليس الأسعار المنخفضة فقط ولكن الأسعار المخفضة بالتزامن مع التركيز على السلامة والالتزام بالمواعيد والإقلاع والهبوط وتخفيض التكاليف ووفرة السيولة وزيارة الأرباح والنمو المستمر، ومن خلال هذه المؤشرات يمكن لنا أن نعرف مدى قوة الشركات بالبقاء والوفاء بوعودها بالقيام برحلات ميمونة وسعيدة.
إنشرها

أضف تعليق