يالله حيهم
(يالله حيهم)عبارة تلقائية ما انفكت شفاه أهل الشمال بمناطقه الثلاث – الحدود الشمالية والجوف وتبوك – تلهج بها طوال الأسبوع الماضي .
أسعدني الحظ لأكون برفقة سمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود لنتشرف هو وأنا بانضمامنا للوفد المرافق لسيدي خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله - في الزيارات الملكية للمناطق الثلاث آنفة الذكر.
وفي الواقع إن القلم أحيانا يقف عاجزا عن وصف بعض المواقف، سيما تلك المواقف المتعلقة بمشاعر الناس لأنك - وهذه حقيقة – مهما عصفت ذهنك ومهما استجمعت قوى الذاكرة لديك ستجد نفسك حتما مقصرا في الحقيقة.
أعلم أن وسائل الإعلام المختلفة قد نقلت للناس جوانب متعددة من وقائع الجولة الملكية ولكن هذه الوسائل – مع تقديري الشديد - لجهودها لم تتمكن من نقل كافة التفاصيل التي كنت وما زلت أتمنى أن لدي القدرة على رصدها . . .
كم هو مذهل مشهد ذلك الطفل أو تلك الطفلة اللذين اصطفا جنبا إلى جنب مع والدهما ووالدتهما على جانبي الطريق المؤدي من وإلى المطار أو إلى تلك المواقع المشتملة على الفعاليات الخاصة بالزيارة والكل يردد بتلقائية وحبور عبارات الترحيب.
إن الجولات الملكية التي شملت كل مناطق المملكة حرص خلالها خادم الحرمين ـ يحفظه الله ـ على لقاء أهالي كل منطقة من مناطق المملكة والتحدث اليهم بقلبه الحنون ولسانه الصادق لتؤكد حرصه ـ أيده الله ـ على تلمس أحوال المواطنين في مواقعهم وأن كل مواطن يعيش داخل قلبه ووجدانه كما هو الحال بالنسبة لنا جميعا.
ودعونا نتمعن في تلك العبارة التي وردت ضمن الخطاب الملكي التاريخي الذي حظي به أهالي منطقة تبوك في آخر الجولات الملكية، حيث قال أيده الله "أعاهد ربي وأساله الثبات والقوة في مسيرة لا أقبل فيها دون ذروة المجد والعزة والرفعة لكم بين الشعوب وجوامع الأمم.. الوطن ليس حكرا لشخص دون آخر ولا لفئة دون دون أخرى، فالوطن للجميع والمواطنة بين ذلك كله تفاعل إيجابي للعطاء الذي لا يعرف الاكتفاء"
حقا إنها عبارات صادقة مليئة بالمعاني العظيمة التي تنضح بالمحبة والإخلاص لشعب يدين يعظيم الولاء وصادق المحبة لقيادته
نعم فالوطن للجميع وليس حكرا لأحد دون الآخر، أما المواطنة الحقة فهي تقاس بقدر العطاء وليس بالتغني بمجد زائف .....!
أما قوله ـ يحفظه الله ـ إنه لا يقبل لنا دون ذروة المجد والعز بين الأمم فهذه عبارة حقيقة لا تقبل النقاش ونحن نلمسها في مختلف المواقف والأفعال التي ينتهجها ـ أيده الله
بقي أن أنوه هنا ومن باب الإنصاف بتلك الجهود الجبارة التي بذلت من مختلف الجهات كالديوان الملكي أو الشؤون الخاصة الملكية أو المراسم الملكية وكذا إمارات المناطق والأمانات وغيرها من الجهات الرسمية وغير الرسمية، فلقد كانت جهودا موفقة وناجحة أسهمت في إنجاح هذه الزيارات الملكية.
ودعوني أخيرا أقول لقد أحببناك يا عبد الله وكلنا فداك يا ملك القلوب.