الإيدز والشمام !!!!
أصبح العالم بأطيافه المختلفة أشبه ما يكون بالقرية الصغيرة إن لم يكن كالحي تنتقل المعلومة والشائعة على وجه الخصوص بسرعة النار في الهشيم فإذا عطس طير في شرق المعمورة سُمع صداه في غربها ومع هذه الثورة الهائلة في مجال التقنية أصبح البعض يتلقى الشائعة بطريقة انتقائية واستجابة لذلك أصبح بعض الزملاء الإعلاميين وهم قلة يبحثون عن الإثارة والتهويل وكان آخرها شائعة تهريب شمام تم حقنه بالإيدز عن طريق الحدود الشمالية للمملكة، وحسب توضيح وزارة الصحة وبعض المختصين فإن الشمام كأي منتج نباتي لا يعتبر بيئة حاضنة لفيروس الإيدز لأن هذا الفيروس لا ينتقل عن طريق الأكل أو الشرب وهو فيروس ضعيف لا يعيش إلا في الدم، فإلى متى نسير خلف كل شائعة ونفرح بتناقلها عبر رسائل الجوال ونحاول إيجاد المبررات لتصديقها. وللأسف أن هناك من يندفع وراء مثل هذه الشائعات ويصدقها ويفقد الثقة في كل توضيح تورده جهة رسمية. وحدث مرض إنفلونزا الطيور والتركيز على نفوق الدجاج في بعض مناطق المملكة ليس ببعيد فهناك من يعتقد أن كل نفوق للدواجن مؤشر لهذا المرض، وغاب عن من يثير مثل هذه المعلومة أن نسبة النفوق من العوامل المؤثرة على كمية المنتج من دجاج اللحم حيث ترتفع هذه النسبة في بعض المشاريع نتيجة لعدم اتباع وسائل الرعاية الصحية، بالإضافة إلى سرعة التقلبات في الظروف الجوية. وإصابة الدجاج بالأمراض لاشك يؤدي إلى خسارة اقتصادية فادحة حيث لا ينمو بصورة جيدة إذا تعرض أو أصيب بالأمراض أو الطفيليات المختلفة مهما بلغت العناية بتغذيته أو رعايته أو جودة تركيبه الوراثي. فالدجاجة المريضة تمتنع عن الأكل في أغلب الأحيان فيصيبها الخمول والركود بسبب تغيرات حيوية تحدث في جسمها فيتأثر التمثيل الغذائي وتتدهور صحتها العامة فيقل نموها تدريجياً حتى تنفق ما لم تتداركه عوامل فنية كالعلاج أو الاعتماد على المقاومة الطبيعية التي يمتلكها الطير ضد الأمراض بتشجيع جسم الطير على إنتاج الأجسام المضادة Antibody لوقف تلك التغيرات غير الطبيعية لتعجل بالشفاء بإذن الله. وفي مشروعات دجاج اللحم يجب أن لا تزيد نسبة النفوق الكلية عن 4 في المائة لحين تسويق القطيع، في حين أن النسبة حتى 10 في المائة تعتبر شائعة بين بعض المشروعات وخاصة الصغيرة منها ويرجع ذلك إضافة إلى الأسباب سالفة الذكر إلى مدى نجاح إدارة المشروع من عدمه في خفض هذه النسبة، فإذا افترضنا أن أحد المشروعات خاصة الصغيرة لديه 100 ألف طير في الدورة الإنتاجية الواحدة فإن المعدلات تعتبر النسبة طبيعية في حال نفوق أربعة آلاف طير في الدورة الواحدة. وعلى الرغم من الموجة التي تثار عن مرض إنفلونزا الطيور إلا أن إقبال المستهلكين على لحوم الدواجن المحلية لم يتأثر بالشكل الواضح حسب بعض التحقيقات التي نشرتها بعض الصحف المحلية وهذا يعطي دلالة على أن صناعة الدواجن في وقتنا الحاضر في المملكة تعد بحق مفخرة لارتفاع مستوى نوعية إنتاجها، وحصولها على ثقة المستهلك التي جاءت مصاحبة لتغير نمط الاستهلاك في هذه البلاد تمشيا مع التغيرات الاقتصادية التي حدثت للمجتمع السعودي. وما يطمئن المواطن والمقيم بعد توفيق الله هو الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات الحكومية ذات العلاقة لدرء هذا الوباء، ودورنا كإعلاميين الواقعية في طرح الموضوع وتحري المعلومة الصحيحة من مصادرها كما أن ذلك يتطلب من تلك الجهات الوضوح والشفافية حول هذا الموضوع. وحفظ الله هذه البلاد وقاطنيها من كل مكروه.
والله ولي التوفيق