الشركات الزراعية: مشاريع توطين الوظائف تحتاج للدعم

الشركات الزراعية: مشاريع توطين الوظائف تحتاج للدعم

الشركات الزراعية: مشاريع توطين الوظائف تحتاج للدعم

لعبت الشركات الزراعية العاملة في البلاد خلال الفترات الماضية دورا حيويا في توطين الوظائف للمدن والقرى والهجر التي تقع بالقرب من محيط مقر الشركات، وأسهم وجود الشركات الزراعية في تنمية مدارك أبناء القرى من خلال احتكاك أبناء القرى بعدد من الجنسيات العاملة في الشركات الزراعية، إضافة إلى تطور الحياة المعيشية للعوائل القاطنة في القرى من خلال احتكاكها بالعوائل التي تقطن في مقار الشركات.
وأوضح المهندس سالم الشاوي مدير القطاع الزراعي في الشركة الوطنية للتنمية الزراعية "نادك" أن كثيرا من العوائل والأسر التي تقع في محيط مقر مشروع الشركة من كبار السن يحرصون على توظيف أبنائهم في الشركة بهدف أن يكون الابن بجانب والده وملتحقا بوظيفة، وأضاف "الشركات الزراعية لعبت دورا كبيرا في استقرار سكان الهجر لتوفير الشركات لفرصا وظيفية لأبنائها وغيرت من مفاهيم أبناء القرى والهجر من خلال الالتزام ومعرفة أهمية الوقت.
وأكد الشاوي أن الشركة تسعى لأن يكون الموظف من القرى القريبة لضمان استمراريته في الوظيفة، وقال "عادة الموظف الذي يأتي من مناطق بعيدة لا يستمر ويحدث تسرب وظيفي، وعند التوظيف من القرى القريبة يكون هناك ضمان لانخفاض التسرب الوظيفي لأنه بعد نهاية الدوام يخرج الموظف لأهله وتكون نفسيته أعلى، والنواحي المعنوية مرتفعة أمام أهله لأنه بجانبهم وموظف بالقرب منهم".
ولفت أن الصورة المأخوذة عن الشاب السعودي أنه لا يرغب العمل ويحب الجلوس وعدم رغبته في تحمل المسؤولية غير صحيحة وقال"من خلال تجربتي الماضية تغيرت تلك النظرة لدي 180 درجة لأنني وجدت شبابا حريصين على العمل ومتفاعلين مع رؤسائهم ولديهم روح المبادرة والإبداع لكن في المقابل يحتاج الشاب السعودي إلى مهارة في التعامل ومتى ما فقدت نوعية التعامل الجيدة تلك ينقلب الوضع رأسا على عقب وأضاف "كانت لدينا مشكلة في السابق في الاصطدامات الدائمة التي تحدث بين مشرفي العمال الذين عادة ما يكونون من الأجانب للخبرة الكبيرة التي يمتلكونها وعدم تقبل الشاب السعودي للتوجيهات من الأجانب إلا إننا في الشركة تغلبنا على تلك الاصطدامات بتأهيل مشرفي العمال على كيفية التعامل مع الشاب السعودي ولما تعرفوا على كيفية التعامل معهم اختلف الوضع كليا
واستشهد مدير القطاع الزراعي في "نادك" بحادثة قال فيها "في إحدى سنوات حصاد القمح الماضية لفت انتباهي شاب سعودي كان يقود شاحنة لنقل حبوب القمح من الحصاد في الحقل لمستودع التخزين وهو شبه عار من الملابس ماعدا شورت كان يرتديه فأوقفته وكان في الشاحنة التي يقودها تهريب بسيط في حبوب القمح وسألته لماذا تعمل وأنت لا ترتدي إلا "شورت" فأجابني أن الشاحنة التي يقودها فيها تهريب لحبوب القمح وقام بإغلاق ذلك التهريب بفانلته ولو كان الذي يقود الشاحنة غير سعودي لم يكن يهتم ولم يكن لديه الحماس لمعالجة الموقف بل كان لديه خياران لا ثالث لهما الأول مواصلة المشوار لمستودع التفريغ ولا يهتم بالفاقد الذي فقده في الطريق أو التوقف والاتصال على الورشة وطلب الفني لإغلاق مكان التهريب لذلك الشاب السعودي في منتهى المسؤولية ولديه ولاء وحماس كبيرين
وأضاف "قبل سنتين صادف حصاد القمح هطول أمطار وكان لدينا قمح مخزن في مكان مكشوف وخلال ثوان وفي مبادرة فردية من العاملين السعوديين في المشروع قاموا بتغطية محصول القمح".
وأبان المهندس سالم الشاوي مدير القطاع الزراعي في الشركة الوطنية للتنمية الزراعية "نادك" أن الشاب السعودي يحتاج إلى سكن مناسب وراتب مجزي ومدير يستطيع أن يتعامل معه بأسلوب جيد
لكي يبدع في العمل وأشار إلى أن شركته تصرف للموظف الذي يقطن في القرى والهجر القريبة من مقر مشروع الشركة بدل سكن إن لم تتجاوز المسافة 50 كيلومترا أما في حالة تجاوز المسافة للمحدد فتفضل الشركة أن يسكن في مقر موقع المشروع.
وأوضح الشاوي أن نسبة السعودة بلغت في مشروع الشركة في حائل 22 في المائة بوجود 85 عاملا سعوديا على الرغم من كون المشروع مشروعا زراعيا وهي نسبة كبيرة لان المشروع يعتمد على العمالة فقط.
وأكد أن احتكاك الشباب السعوديين الموظفين في مشروع الشركة مع الأجانب العاملين معهم وبطبيعة العمل في الشركة غيرت كثيرا من المفاهيم في حياتهم لمشاهدتهم على الطبيعة الكيفية التي يوفر بها الأجنبي في مصروفاته إضافه إلى احتكاكهم المباشر بطريقة حساب الشركة لتكلفة أي محصول وحرصها على بيع حتى المخلفات ومشاهدة حرص الشركة على رفع الإنتاجية جميعها أمور تؤثر في حياة الموظفين السعوديين العملية واليومية
وقال إن الشركة أبوابها مفتوحة لجميع المزارعين سواء كان استفسارا أو الحصول على معلومات ومجلس إدارة الشركة يشدد على ضرورة أن نقدم المشورة ومساعدة المزارعين لكن ما نواجهه من مشكلة هو عدم لجوء المزارعين لنا واكتفائهم بأخذ المعلومات من مهندسي الشركات التي تبيع الأسمدة والبذور للمزارعين وأضاف" كنا نتوقع أن يأتي الكثير من مزارعي حائل للاستفسار عن خبرات الشركة بحكم الأعداد الكبيرة من المزارعين في حائل إلا أن ما يردنا من مزارعين للاستفادة من خبرات الشركة لا يصل إلى توقعاتنا وربما أن صفات الخجل والحياء الملازمة لأهالي حائل لها دور في عدم استفادتهم من الخبرات والاستشارات التي من الممكن أن نقدمها وهذه رسالة مفتوحة للمزارعين في حائل ان الشركة تقف معكم وستمنحكم أي مساعدة واستشارة قد تحتاجون إليها.
من جهته يرى المهندس محمد رشيد البلوي مدير عام القطاع الزراعي في شركة حائل للتنمية الزراعية "هادكو" أن وجود الشركة الزراعية في منطقة تحيط بها القرى شكل فرصة مهمة لتوطين الوظائف في تلك القرى
وقال"أبناء قرى الشنان والكهفة والكهيفية وفيد والسعيرة والاجفر والخوير الصفيا استفادوا من تلك الوظائف التي وفرتها "هادكو" في مختلف التخصصات. إضافة إلى أن الشركات الزراعية أثرت تأثيرا ايجابيا في القرى المجاورة لها وأكد أن"هادكو" لديها عدد من البرامج للتدريب المنتهي بالتوظيف لتوصلنا لقناعة أن أكثر الوظائف استقرارا لدينا هي تلك التي يشغلها أبناء القرى المجاورة لمشروع الشركة أضف إلى ذلك أن الشركات الزراعية أسهمت في تطوير لغة أبناء القرى وأسهمت في تطوير معارفهم حول تقاليد وعادات مختلف دول العالم لوجود جنسيات مختلفة تعمل في الشركة وشدد على أن شركته بدأت حاليا في إطلاق عدد من الدورات في اللغة لتطوير الشباب العاملين في الشركة والذين ينتظرهم مستقبل إضافة إلى تنفيذ خطة خلال الفترة القليلة المقبلة لإعداد قياديين من أبناء المنطقة لقيادة الشركة مستقبلا والتي يأتي من أولى خطواتها إقرار دورات اللغة لبعض العاملين في الشركة تمهيدا لإعدادهم لقيادة الشركة مستقبلا وأضاف "الشركة تبعث الكثير موظفيها لدورات ومعارض زراعية داخل وخارج البلاد لإكساب الموظفين الثقة لأن إدارة الشركة مستقبلا ستؤول إليهم.
وأبان أن النشاط الاجتماعي فاعل في شركة حائل للتنمية الزراعية من خلال إقامة دورات رياضية في كرة القدم والطائرة والسلة لمنسوبي الشركة وأبناء القرى المجاورة لإشغال وقت فراغهم ويشارك في تلك الدورات جميع أبناء القرى القريبة من مقر الشركة.
وأكد البلوي حاجة الشركة لعمالة موسمية من خلال توفير فرص وظيفية لطلاب المدارس في الصيف لكن تلك الفرص الوظيفية لا تجد الإقبال والجدية في العمل من قبل طلاب المدارس.

الأكثر قراءة