تكشف عمليات القتل بقطع الرأس في الحرب الضارية التي تدور بين مافيات المخدرات في المكسيك، بصمات القتلة القادمين من أمريكا الوسطى الذين جندتهم مختلف عصابات تهريب المخدرات المكسيكية في السنوات الأخيرة.
وأوضح ريكاردو رافيلو الخبير المكسيكي في عصابات تهريب المخدرات أن عناصر من قوات "كايبيلس" وحدة النخبة السابقة في القوات الخاصة الجواتيمالية أيام الحرب الأهلية التحقوا بالذراع المسلح لكارتيل خليج المكسيك. واستقدم عناصر من عصابة "مارا سالفاتروشا" التي تضم متحدرين من دول أمريكا الوسطى مثل السلفادور، وهندوراس، وجواتيمالا لتعزيز صفوف "لوس بيلونيس" أو الحليقين، عناصر كارتل ولاية سينالوا المكسيكية المكلفين بعمليات الإعدام.
وقال الصحافي في مجلة "بروثيسو" "لقد أشاعت المنظمتين بتجنيدهما عناصر من لوس كايبيلس ومن مارا سالفاتروشا عمليات الإعدام بقطع الرأس. لم تكن ممارسة قطع الرأس شائعة في المكسيك". وفي حين تشهد المكسيك منذ فترة طويلة عمليات تسوية حسابات يومية بين عصابات تهريب المخدرات، وقد أحصيت منها 550 منذ مطلع السنة الجارية، فإن ظاهرة قطع الرؤوس حديثة لم تظهر سوى منذ سنتين.
وقال رافيلو الذي أصدر كتابين مرجعيين حول عصابات تهريب المخدرات إن الكايبيليس "يستخدمون سكينا على شكل منجل، في حين أن عناصر عصابات أمريكا الوسطى يقطعون الرؤوس بشفرات قطع الورق أو بالخيوط وكأنهم يقطعون قالبا من الجبن". ويتنافس قتلة مختلف العصابات في الفظاعة.
وقام مسلحون من كارتل خليج المكسيك في أيلول (سبتمبر) بإلقاء خمسة رؤوس مقطوعة بين الراقصين في ملهى ليلي تتردد إليه عناصر عصابة منافسة. وقبل عشرة أيام نشر على الإنترنت شريط فيديو صور قبل وبعد قطع رأس قاتل مأجور من كارتل الخليج. وبدت تلك العملية تصفية حسابات داخل كارتل الخليج الذي يشهد على ما يبدو حربا داخلية حقيقية تخللتها حتى الآن عشرات الإعدامات شملت عشرات الشرطيين.
وأعدم شرطي مساء السبت داخل مطعم أمام زوجته وأطفاله في عاصمة ولاية غيريرو الجنوبية. وتشهد المنظمة أزمة منذ اعتقال بارون المخدرات اوسييل كارديناس عام 2003 وتسليمه إلى الولايات المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأوضح رافيلو "بدأ عندها صراع داخلي على زعامة الكارتل. وهناك ثلاث فصائل، غير أن الكارتل يعطي الأفضلية إلى الأعمال قبل سواها. والصراع الداخلي وعمليات الإعدام لا تؤثر على الأشغال".
وأكدت صحيفة "لا خورنادا" في مقال نشرته الإثنين هذه الفرضية، معتبرة أن موجة العنف المحتدمة حاليا تعكس صراعا داخل كارتيل الخليج. وتجري أعنف المواجهات اليوم بين كارتل الخليج وكارتل سينالوا، ولا سيما في منتجع أكابولكو في ولاية غيريو على المحيط الهادئ، وفي منطقة مونتيري شمال شرق المكسيك. وقتل مراسل كبرى الشبكات التلفزيونية المكسيكية "تيليفيسا" في أكابولكو الجمعة رميا بالرصاص لأسباب لم تتضح بعد.
وقال الاختصاصي إن عصابتي سينالوا والخليج "تتصارعان للسيطرة على البلاد"، مشددا على عجز السلطات المكسيكية عن ضبط الوضع ومعالجة الفساد المتفشي في الشرطة. والكارتيلات المكسيكية سواء سينالوا أو الخليج أو تيخوانا أو خواريث هي أكبر عصابات تهريب المخدرات من كولومبيا إلى الولايات المتحدة، حيث السوق العالمية الأولى لها. وجند الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون منذ تولي مهامه في الأول من كانون الأول (ديسمبر) أكثر من عشرين ألف جندي وشرطي فدرالي لمكافحة إنتاج وتهريب المخدرات، دون أن يتمكن من تحقيق نتيجة تذكر.