السياحة.. هل نحصل على المعلومات والكتيبات؟

[email protected]

من مبدأ النية الحسنة وبمبادرة شخصية لتحقيق منفعة لعملي الخاص، قمت بالاتصال بالهيئة العليا للسياحة لمدة يومين متتاليين وذلك بهدف الحصول على كتيب أو قرص مدمج CD تعريفي عن السعودية. وهذا كان التحدي الأول (من يعرف المعلومة ؟)
الواقع ردت على الهاتف موظفة لكن تم التحويل لعدة جهات (3 بالتمام ) لأنه لا يوجد لديها هذا المنتج ولا أحد لديه هذه المعلومة بكل بساطة آخر شخص طلب الاتصال بأي مطار، الرياض أو جدة لعل لديهم هذه المنتجات.
أما التحدي الثاني (أين المعلومة ؟) فلم أجده حتى اليوم مع أن المطلوب كان بسيطا جدا يا أهل الخير لا أريد فيلما لأطفال يمرحون في الحدائق والمدارس والجامعات ويكبرون ونبكي لفراقهم ومنازل آخر طراز.
أرغب في فيلم أو كتيب صغير مثل برنامج قديم كان يأتي في التلفزيون السعودي أظن اسمه "ربوع بلادي" يزور كل منطقة في بلادي من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، يستهدف الأشخاص والمواقع والمناظر الجميلة الدينية والتاريخية في كل منطقة به شرح باللغة الإنجليزية إضافة إلى اللغة العربية.
هل يوجد مثل هذا المنتج لدينا في أي جهة حكومية أو قطاع أهلي تجاري؟ قد يكون موجودا لكني لا أستطيع أن أجده!!

لماذا أحتاج أنا وغيري لمثل هذه المنتجات؟
هناك عدة أسباب، أهمها وأولها أنني قررت أن آخذ معي مثل هذه المنتجات في كل مرة أسافر فيها خارج السعودية سواء لدول عربية أو غير عربية وأقدمها كهدايا لتعريف الآخرين بوطني، والدافع هو حبي لبلادي واعتزازي وفخري أنني من السعودية. وكذلك رغبة الآخرين بالتعرف فعلا على بلادي.
والذي جعلني أصر على هذه الخطوة هو ما لمسته من جميع السيدات اللاتي قابلتهن خلال سفري خارج السعودية وكذلك عند زيارتهن إلى السعودية دائماً أجد هناك من تحمل معها قطعة من بلادها من منتجات أو كتيبات وتقوم بتوزيعها كهدايا للذكرى ومع أن قيمة هذه الهدايا بسيطة، لكن لن ننسى أبدا من توزع علينا هدايا، من هي ومن أي بلد هي وما المعلومات التي اكتسبناها إذا كانت الهدية كتابا أو CD.
لن أنسى أبدا السيدة الأمريكية التي زارت السعودية وجدة لأول مرة وهي مسلمة وقمت بدعوتها لحضور ندوة علمية، ففاجأتني بهدية بسيطة وهي عبارة عن كتاب عن سان فرنسيسكو موطنها الأصلي.
وعند زيارتي للأردن لا أستطيع تعداد الهدايا من منتجات البحر الميت التي قدمت لي، والتي قد تمثل علاقة شراكة وتجارة رابحة مستقبلاً لأي زائر إلى الأردن.
هذا هو سلوك السياحة المطلوب من كل فرد منا ولا يعتبر حب الوطن سببا وحيدا وكافيا رغم أنه سبب روحي وأخلاقي ولا بد من التعريف بما يوجد في وطني من تاريخ وحضارة وتصحيح الصورة الإعلامية عن السعودية بعد أحداث أيلول (سبتمبر).
هذا بالنسبة لخارج السعودية، أما في الداخل فهناك المعتمرون والحجاج ورؤساء شركات السياحة الخاصة بالعمرة، وأحياناً وفود رجال وسيدات الأعمال ومستقبلاً الشركات الكبرى عند تنفيذ شروط منظمة التجارة العالمية.
إني لا أرغب وغيري كثيرون في إهداء نماذج معينة مثل درع كريستال أو سبحة صينية أو سجادة إيرانية أو عطر عود هندي، وإنما في إهداء كتيب صغير به صور جميلة واضحة عن مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، الرياض، الأحساء، القصيم، أبها، ونجران وكل مدينة أو معالم بارزة، إضافة إلى صور للأزياء التراثية لكل منطقة وعاداتها وأكلاتها وتقاليدها ومنتجاتها.
كتيب آخر عن البحار التي تطل عليها سواحل السعودية، وثالث عن منتجات السعودية، أو يمكن جمع هذه المعلومات في CD واحد.
ونحن الذين تتطلب منا أعمالنا التسفار الدائم سيشرفنا كمواطنين أن نكون في خدمة هيئة السياحة وتوزيع هذه الكتيبات أو إل سي دي باعتبار ذلك مسؤولية اجتماعية وثقافية واستثمارية لوطننا العزيز.
ما أتحدث عنه ليس صعباً وقد لمست شخصياً أهمية مثل هذه الكتيبات التعريفية وقد جعلتني أحقق زيادة في دخل إحدى الشركات بنسبة 20 في المائة في سنة واحدة فقط.
المعلومات وتوزيعها والخدمات والمعرفة هي مرحلة الاستثمار المربح حالياً وإني كغيري كثيرين نأمل توفيرها ولن نتردد في شرائها شرط أن تكون بسعر رمزي.. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي